Rechercher dans ce blog

vendredi 12 août 2016

مقال بعنوان " نصر اللاّت و الانتحار الناعم " بقلم المدون نورالدين الجزائري



نصر اللَّات والانتحار الناعم ..



الأُمَّة الاسلامية وبعد انطفاء أوار نور جهادها لملل الكفر العالمية، وخاصة منذ سقوط دولة الخلافة على يد اتاتورك اللّعين، ومنها تنصيب عملاء موظفين على الأمة الاسلامية جمعاء، أصبحت جسدا بلا روح، وسيفاً بلا كتاب يهدي، أُمَّة يُسخر منها في المحافل الدولية، أُمَّة يقال عنها يا أُمَّة ضحكت من جهلها الامم، أُمَّة غثاء بجهالة متفاوتة، أُمَّة أصبحت القطط والكلاب تنهش من جسد أبنائها بعد مرور أهل المفر على ديارها، أُمَّة تبكي حالها ولا بواكي لها، والله المستعان ..
فَلَمَّا كانت الأمة كاملة بجسدها وروحها، أخافت حتى الجبال بشموخها، فالغرب لا ينسى وقوف الجيوش الاسلامية في الامس القريب على أسوار فيينا بالنمسا و بْوَاتْيِيهْ ـ  Poitier ـ بفرنسا، فاتحة لأمصاره و إذلالا لكفره وشركه، فكان لزاماً عليه هدم الخلافة وتنصيب وكلاء له بعقر دارها بعد تمزيقها إلى دويلات ضعيفة يسهل التحكم فيها بالريموت كنترول حتى ..
فما شهدنا بعدها من صحوة وجسد بروحه إلاّ إبّان الغزو السوفياتي لأفغانستان، فعاود الكَرّة المسلمون بإحياء ذروة سنام الاسلام، وتجرد المجاهدون من الوطنية والاشتراكية والعلمانية ومن كل تخاريف الانسانية ومن حولهم إلى حول الله وقوته، فكان لهم عزّ الحياة وشرف الموت، وتذوّق ما ذاقه محمد صلوات ربي وسلامته عليه وصحبه الميامين رضوان ربي عنهم أجمعين، فكان بذلك ولادة جيل بعد مخاض عسير، أرجع للأمة روحها وخلّ أعداء الملّة والدِّين في ذهول ممّا رأوه في أفغانستان بأم العين ..
الخطر الأحمر بات في عدد كان بفضل الله ومنّه على عباده الموحدين، فأصبح حديث الغرب صولات وبطولات المجاهدين، فكما أنّ الصليبية متجذرة في عمق وخصوصيات الغرب، أوجدوا عدوا لهم كالعادة ألا وهو الخطر الأخضر، واستبقوا المخططات بغرس بذرة النفاق بإهداء إيران الشاه إلى فارسية الملالي بزعامة الخميني عليه لعنة الله بعد طول تهيئة من الغرب واستلام المهام لبدء عملية غشّ محكومة الأدوار والأطوار في منطقتنا العربية الاسلامية ..
كان من ضمن المخططات المحكّمة، زرع هذا الخنجر المجوسي في منطقتنا، يضرب ظهر الأمّة بأوامر سريّة واُخرى معلنة، وكان لابد من استنزاف قوّته حتى لا تفلت السيطرة عليه، ويسهل التحكم في خيوط عمامته، فكان أيضا من الواجهة الاخرى قوة عربية لا يستهان بها تدّعي القومية والعروبة، تدين بالوطنية والولاء للقائد المبجل ..
فاستدرج الغرب الطرفين إلى فخه فدارت حرباً ضروساً أحرقت الأخضر واليابس بينهما، واستنزفا قوتهما وأصبحا مدينين للغرب سياسيا واقتصاديا وماليا، ومن هنا بدأت اللّعبة متحكم فيها وفي خيوط المنطقة بعد استنزاف الجميع وإدخالهم حرباً أرادوها في حرب الخليج الثانية ..
فالغرب بذكائه وفطنته وقراءته لأبجديات المسلمين، عمد إلى أن يشد العصا من الوسط في المنطقة، وأدخل عليها حتى الجزرة، فخلط الأوراق، لتكون كلمته هي العليا في خيرات المسلمين وما تبطن أرضهم، وليسهل التحكم فيهم بعد استنزاف أسلحتهم التي كانوا يدعمون بها القومي ضد ملالي طهران ..
فالتاريخ يعلّم المؤمن ولا يتعلم منه الأعراب، فقد حذّر أهل العلم وبعض السياسيين والمثقفين من هذه الأمة مسخ هذا الكيان، وإن بذرته كبذرة أحفاد القردة والخنازير من اليهود الصهاينة، فلينما أعادت ايران سياساتها في المنطقة وتفرّدت علنا بطلاقها مع الغرب وعاشرته بمتعة في السرّ، حينها كان الأعراب يتقربون زلفاً لمن دبّ فيهم روح الهزيمة والاتكال عليه في حالة نشوب حروب في المنطقة باستقدامه لبناء قواعد في بلداننا، فتقدم الخبيث بدهاء خاصة في مجال التسليح، وزلّت قدم الحمقى حتى احتل الخبيث عدة عواصم عربية، والسكينة اليوم قاب قوسين أو أدنى من رقبة الأمة جمعاء ..
فالغرب عمِد عنوة بتقوية من كان يجهر بعدائه علانية، وأضعف بتخطيط محّكم من كان يتقرب إليه زلفة وفي إيديه كل الأسباب للاستغناء عنه، فلسان حال الغرب بعد التمكين من المنطقة جعل كلب حراسة لمصالحه مطيعاً له، يأتمر بأجندته بدهاء فائق، فكانت الروافض ذلك الكلب المريض بداء الكلب، فرُبَّى تخطيطٍ نتج منه كرهين هذا صليبي وآخر رافضي على أبناء الاسلام ..
فالرافضة وعبر تاريخ الأمة كانوا الخنجر المسموم والذي من خلال طعناته يدخل الكفّار بلاد الاسلام، فعلى مرّ التاريخ كانوا يلجأون ألى تفكيك الأمة وزرع الفتن فيها عبر جماعات، وهذا ما أحدثه الخميني الهالك عليه من الله ما يستحق لمّا أسس حركة أمل الشيعية، ومن بعدها حزب الله اللبناني، فالأول احترقت خيوطه لما تعاون مع اسرائيل في صبرا وشتيلا وكانت المذبحة على أيدي حركة أمل الشيعية، والثاني راح بذكاء ولم يعادي السنة تقيةً، فتغلغل في أوساط الأمة عبر رفع لواء تحرير فلسطين والمقاومة للصهاينة، فنتج من هذا التعطش لجهاد الأمة المغيّب أن رفعت هذا الحزب فوق العقيدة وكل الاعتبارات، فأضحى المقاوم والمدافع الاول لقضية أُمَّة الاولى وهي فلسطين ..
نجح هذا حزب اللَّات باستمالة أولا الاخوان، فروجوا له ولحزبه عبر الشيخ القرضاوي والشيخ العودة والمفكر محسن العوجي وغيرهم من دعاة " الوسطية "، فباسم التسامح والتقارب الديني، سفَّهت الجماعات الجهادية السنية التي كان مغضوب عليها من طرف امريكا تحت لوائح القائمات الإرهابية، وسُكِت عن حزب اللَّات من الغرب، بل وأحدِثت له انتصارات وهمية في مايو سنة 2000م عند خروج الصهاينة من جنوب لبنان، وافتعال بعدها حرب تموز 2006م بينه وبين الصهاينة مرة ثانية، وكل ذلك كان للتغطية والتغيّيب التام للجهاد الحقيقي الذي كان يقوده الزرقاوي وجماعته من دولة العراق الاسلامية في العراق ضد الغزاة الأمريكان وانتصاراتهم عليهم ، وحتى لا تلتفت الأمة لعقيدتها الجهادية الحقّة، فضخّم الاعلام وهلّل وكبَّر للخبيث، وأدار ظهره للصادق، فأراد الله بذلك أمراً وتزاد الأعداء أمراً آخر حتى جاءت الكاشفة والفاضحة في العراق وسورية بالتعريف بالروافض وما يبطنون، وإسقاط عنهم قناع النِّفَاق وموالاة الكافرين، والتعاون مع الصهاينة وأعداء الدّين، وهذا ما حذّر منه أئمة الهدى والدجى وأعلام الأمة من أن الروافض داء، ولا دواء لهم إلاّ إدخالهم سرداب إيمامهم، وإحكام بابهم ومفاتيح أنفاسهم ولا كرامة ..
فيا أيها المسلمون، اليوم يوم الكشف العظيم بما عليه الأمة من أحداث عظام، فقد بيّن لكم ربكم وأخرج أكم للعلن ومن رحمته عفن هذه الأمة من باطنية وسطحية، فلا حجة لكم بعد أن تبيّن لكم من الأصل ومن الدخيل، فما كان الله أن يترك أُمَّة نبيّه في هذا التيه، فقد سخر لها من يرجعها بحد الكتاب والسيف إلى ما كان عليه الصدر الاول، والذي أطاح بدولة فارس الاولى، وتلك الأيام نداولها بين النَّاس حتى يعلم الله الصادق من الكاذب، وليطيح بدولة فارس الثانية بإذنه وحوله وقوته، فقد اجتمعت ملل المفر العالمية على قلب رجل واحد تقارع سيف التوحيد وآيات التوحيد، فإيران اليوم بأذرعها وعلى رأسهم حزب الشيطان في مقدمة صفوفها وقد نزع عباءة المقاومة والممانعة التي كان يبطنها خبثا للأمة وهذا من لطائف الله  عزّ و جل ورحماته على أُمَّة الاسلام، فاليوم هذا الحزب الذي نُفخ فيه إنَّما تبين أن نمر من ورق أمام صبية سورية، ولم يدخل بعد حربا حقيقية مع أبناء التوحيد، بل يعلم أنه لا صمود له أمامهم، ولذا رأينا وتابعنا التحاشي الذي كان يستعمله لكي لا يدخل المعركة ضد أسود التوحيد، فهذا الحزب إنَّما صنعته اسرائيل وأمريكا، ليكون بديلا عن الجهاد الحقيقي الذي تسنّ به الاجداد والاباء، وبدت أواره في أفغانستان مرورا ببلاد الرشيد بلاد العراق، فما زخرفوه له فاليوم أصبح وبالا وتعرية من الله لهم اجمعين ..
فقد أضحى هذا الحزب اللّعين من قتلة أبناء السنة الأطهار الميامين، أصبح أجندة باطنية رافضية لعينة تريد التمكن من بلاد المسلمين، فقيّض الله له صبية عرّوه وعرّوا من وراءه، فالضربات التي تلقاها من أربعة سنين على يد صبية سورية الاشاوس إنما بداية نهاية هذا الحزب الشيطاني، فالمعركة لم تبدأ بعد مع أسود التوحيد، والغلبة لمن وطّن نفسه بالعقيدة الصافية وتجرد من قوته وحوله الى قوة الله وحوله، وإن الحزب مات اليوم سريرياً في عقول الأمة، وأنّها أيام ويقبر لا رجعة فيه، وأنّ نصر الله حليف المخلصين لدينهم وأمتهم، وحاشا أن ينتصر الشرك على التوحيد وأنها لمن السنن، وانتحار الانسان وإن لم يسلم الروح يكون عبر شركه وسريرته الخبيثة وما يبطن لغيره، وكم من أحياء وهم اموات، والتوحيد أصل الحياة، فهل بعد الشرك انتحار ..!

السلام عليك
 =============================
                                              
 كتبــــــــه : نورالدين الجزائري

10ذو القعدة 1437م الموافق ل 12/08/2016







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire