Rechercher dans ce blog

mercredi 10 août 2016

مقال بعنوان " الهوى اله يا اخونج " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


الهوى إله يا اخونج ..


لقد كرّم الله بني آدم، وكرّم من بني الانسان أتفاهم، وعظّم حُرمة المسلم، واصطفى منهم المؤمنين، وخصّ منهم المحسنين، فإن الله هو الحق المبين، فهو أهل الخير كله، كما أنّه سبحانه وتعالى أعطى للمسلم حسنات عن أعماله، فكذلك أعطى للكافر حسنات عن أعماله، فالمسلم بسبب إسلامه  وإيمانه يؤجر في الآخرة، والكافر بسبب كفره وشركه تُمحى حسناته وتكون عليه حسرات يوم القيامة، فالله الآمر من قبل ومن بعد وهو فعّال لما يريد ..
إنّ أصل خلق الانسان إلّا للعبادة " وما خلقت الجنّ والانس الّا ليعبدون "، فأصل الانسان عابد، فمنهم من عرف ربه فعبده كما أُمِر، ومنهم غير ذلك يعبده حسب هواه ومتقلَّبه، ومنهم من يتخذ إله غير الله فيصبح معبودا لغيره، ومنهم من يعبد هواه، ومنهم من يعبد الدرهم والدّينار، ومنهم من يعبد شتى الاصنام، منها الجسدية كاهل الشرك من الصوفية والشيعة والبوذية والهندوسية، واُخرى معنوية كالديمقراطية والاشتراكية، ومنهم من يعبد امرأة، وحتى يوجد من يعبد فرجها والعياذ بالله كالعلوية، وهكذا، فالإنسان أصله عابد فمن عرف رَبَّه فاز بالدارين .
فكلامنا اليوم عن عُبّاد أو عبدة الديمقراطية، هذا الصنم والإله الجديد الدخيل عن معتقد ومفاهيم الامة في وجدانها وكينونتها، في توحيدها وتشريعها، في صفة الحكم وآلياته الموثوقة، في فلسفة الحياة ورؤيتها، فهذا الصنم وليد طلاق الكنيسة والهوى، آمَن به لقطاء البشرية، وأرادوا به رباً لنا في الاعتقاد والتشريع، في التمكين، في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي عاقبة الامور من اقتصاد وثقافة وعلوم إنسانية اخرى ..
وقد حذرنا الشارع الحكيم من العبادة لغير الله، وأنّ فناء الأُمم كان سببه الحياد عن توحيد الله في الكبيرة والصغيرة، والتقوى فيما خُفي عن العباد، وأن لا ننجر وراء أذناب البقر فيما يخالف شرع الله، فلّما زَاغُوا أَزَاغ الله قلوب وبصائر البعض، فأوكلهم إلى آلهتهم وما يعبدون، وأنّه سبحانه هو المتعال والنَّاس فقراء إليه، وإلى شرعه المبين، وأنّها لسنن التي قد خلت، وتلك الايام يتداولها النَّاس في كل شيء، وإنّ الحجّة قائمة على البعض في دار الدنيا بعد أن مكّن لهم من الملك والسلطان، فإما روح وريحان، وأمّا نار وسعير وخسران ..
فحكّام المسلمين اليوم غير مسلمين، فهم في نواقض الاسلام يسبحون، وإن قاموا ببعض شعائر الاسلام، فإن الله يتقبّل من المتقين، فقد ضُيِّق واسعا في الباب النواقض ممّا هم عليه حكّامنا اليوم، فخيانتهم لله والرسول ظاهرة معلومة مشاهدة معاينة، لا تخفى حتى على ذو الاحتياجات الخاصة، فالدّين منهم براء كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب، ولا حول ولا قوة الا بالله ..
ومن الحكّام اليوم في منطقتنا من لَبِس قميص الاسلام، وهو في العلمانية يسبح ويمدح، ونادى في المدائن إنّي ابن سلالة الحكم الرشيد، وأنا الخليفة ابن السلطان عبد الحميد، فما كان من الله إلّا أن أتاه الله الملك ليكشف زيف ادعائه على رؤوس الاتباع والاشهاد، ففي بلده من المنكرات في العبادات ما يناقض رسالة ما يدَّعيه، فالصوفية الشركية تمكنت من أصول معتقد بلاده، وما مؤسسة غولن التعليمية و الترشيدية لهي دولة داخل دولة، ناهيك عن مؤسسة الجيش التي كادت أن تطيح به وبملكه، فاقتصاد بلاده اقتصاد سوق ولا يخلو من الرِّبَا، فهو في حرب على الله وما نُزِّل، وحدّث ولا حرج عن ما هو حرام ومعلوم من الدين بالضرورة من الخمارات والمراقص ونوادي العراة والحراقص، فأي اسلام هذا الذي يطّبقون، وأي معتقد هذا به يدينون ..
فسياسة أخونا الخارجية ممّا نفخ الشيطان، فموالاة أهل الكفر على أهل الاسلام ظاهرة بيِّنة، فقاعدة انجرليك أضحت مزار ومعبد ضرار لأمم الكفر العالمية، فكم من طلعات منها قتلت أطفال ونساء المسلمين بلا رحمة، ناهيك عن المفاهيم الاخلاقية، فكم اعتقلت سياسته من أهل الاسلام ممن أرادوا تلبية صرخة المظلومين للدفع عنهم وحفظ مقاصد الدين، فمنع مقاتلة اهل الشرك والنّفاق اللّعين باسم مكافحة الارهاب تلبية للغرب ذو الحقد الدفين، فبلاده اليوم أضحت محور تمرير مشاريع الغرب من روسيا وايران إلى اسرائيل ..
فاليوم بعد أن عزّز ملكه من حادثة الانقلاب، ونقّى صفّه من الخصوم، فكانت أول رحلة له إلى عاصمة القتل وتقتيل الممنهج للمسلمين، فالعبيد يصفقون للسياسة الحكيمة فما أبلد القوم من هذا الفهم السقيم، فإنّما هو إملاء واستدراج من رب المستضعفين، فوجوده في روسيا اليوم من أجل مصالح بلاده الضيّقة، وإرضاء للغرب اللّعين، بيّنت صفة الدّم المسلم عند خليفة الاخوان، وغلاء الصفقات على حساب مقاصد الاعتقاد، فقال المطبّلون إنّها سياسة، والسياسة لا تدخلون فيها المعتقد ولا شطراً من الدّين ..
فالسياسة بشقيها الداخلي والخارجي التي لا تضبطها عقيدة تصبح هوى وشيطان نجس متّبع، والسياسة اليوم لا مناورة فيها إلّا للكبار وفرض أجندتهم على الصغار، فخليط الاعتقاد ولبس عمامة التقوى لمن النِّفَاق العنيد، اذ أوامر الله جليَّة واضحة في الكفر بمعتقد الامم الاخرى بما لا يرضيه سبحانه وتعالى، فالهرولة على خطى الأرباب حتما سيؤدي إلى المهلكة وزوال الملك ولو بعد حين، فمن أشرك فقد يُحبط عمله، ويأتيه الهدم من حيث لا يتوقع، أفرأيت من اتخذ إله هواه فما كان مصيره والتاريخ مليء بالأمثال والعبر، والله غالب على أمره ولكن أكثر النَّاس لا يعلمون ..

السلام عليكم ..

=======================
كتبـــــــه : نورالدين الجزائري

8 ذو القعدة الموافق ل 11/08/20161437هـ 



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire