Rechercher dans ce blog

mardi 9 août 2016

مقال بعنوان " الغرب وخنجر ابي لؤلؤة المجوسي " بقلم المدون نورالدين الجزائري



الغرب وخنجر ابي لؤلؤة المجوسي ..


ماذا يريد الغرب من سورية تحديداً، ولما هذا التسامح في القتل والتقتيل فيها، وما الذي أوصل الأوضاع الى هذا التدمير في بلاد اليسمين، وما سر تكاثر المجموعات أو الفصائل القتالية إلى هذا العدد المجنون، فكثرتهم تدل على كل واحد منهم بما لديه فرح مسرور، ولماَ كثُرت الأجندات في قلب بلاد الشام، هل هي عورة الامة الكبرى انكشفت على تلك الارض المباركة، أم خنجر أبي لؤلؤة المسموم الذي خبّأه الغرب للأمة وكان ينتظر الفرصة السانحة لطعنها جماعةً مرة أخرى ..
بدأ المشهد يكتمل في أرض وقلعة الأمويين المباركة، تواجد عسكري مباشرة على الخارطة السورية، فالمنطقة الغربية الساحلية و وصولا لدمشق نفوذ روسي إيراني، وشمال شرق الخارطة كردي أمريكي، وجنوباً بريطاني، فما الذي يجري على الارض أذن، و ما سر التواجد الغربي مباشرة على أرض سورية المباركة، فأصبحوا يعلنون تواجدهم بعد أن كان سراً وفي أروقة المخابرات بلدان الجوار ومكاتب التجنيد الإجباري للأجندات المسطرة..!
إنّ الغرب درس الاسلام بعناية وجدّية، درسه من حيث العقيدة وعوامل النهوض والركود، درس الاسلام دراسة ممنهجة عن طريق الاستشراق أو البعثات الدبلوماسية والثقافية، عن طريق البحوث والأدمغة المهاجرة، درس الاسلام من حيث تجاربه الديمقراطية في بلداننا، نعم درسك ودرسني من حيث نقطة الالتقاء والتقاطع، من حيث الاجتماع والتفرق وهكذا، درس الجماعات من حيث الأيديولوجية والتوجه، وعلى أثره أصبح يميّز ما بين الجماعة الصافية العقيدة والرخوة الهشّة، وما بين الجماعة المميّعة والمذبذبة، و ما بين الجماعة المقاتلة والمسالمة، حتى أضحت عنده مراكز تصنيفات يعرف من خلالها السلبيات والإيجابيات في مجتمعاتنا، المنفعة والمفسدة لسياساته في أمّتنا، فتطور الغرب اليوم من مقاتلة الأُمَّة مباشرة الى مقاتلتها عبر وكلاء، من حكومات وميليشيات، الى جيوش وعملاء.
لقد استثمر الغرب في عالمنا حتى يتفوق علينا ونبطل عجلة النهوض بسواعد أيدينا، زرع فينا اللاّديني والليبرالي والعلماني، أوجد فينا بعدها المسلم الوسطي إلى الوطني، أذاب شهواته في مجتمعاتنا حتى أدمنّا طريقة عيشه ومنتوجاته، فهذه هي الأمّة الموجودة اليوم على كتالوج النسيج العالمي، خليط من مفاهيم شتى، إبنة تجارب جمّة، فمن نكون يا ترى ..!
إنّ مشاهد قتل المسلمين اليوم وتدمير البنى التحتية للمجتمعات الاسلامية بدون أن يُحرّك ساكن الامة لهو الهوان والمرض الذي أصابها من سم ذلك الخنجر في صدرها، خنجر مسموم أدّى سمّه إلى تخدير وشلل تام لأبناء الأمّة، أطفال تذبح ونساء تغتصب وشيوخ تبكي مِرَار الكلمات، بأي أدنى تحرك من قادة وجيوش الاوطان وكأنها عصابات، نعم أضحت محميات للحدائق الخلفية للغرب والمستعمرات، عدو داخلي وسيّده الخارجي على أن لا يتفوه الاسلام المنزّل، ويستبدل بالذي دُبِّر وبدِّل ..
فالغرب اليوم أصبح يقود معاركه في بلادنا بأقل التكاليف على ما كان عليه، فقد أدرك مدى قوة جماعة واحدة من الأمّة وجبروتها عليه، فهو يعلم اليوم أن قلّة من أبناء الاسلام من تحاربه وتحارب مشاريعه بلا هوادة، فقد نجح في عزلها وتصنيفها بآلياته الدولية وأدواته الاعلامية على أنّها الخطر الاسود، وعلى الجميع التكاتف لمجابهتها واستئصالها، فجاء بخيله وخيلائه لمقاتلتها بالنيابة والمشورة، وهو اليوم في عقر ديار الاسلام متمثلا كما أسلفنا بحكومات وجيوش، او جماعات وطنية أو عرقية أو طائفية، واُخرى إسلامية تأتمر بأوامره مباشرة أو عن طريق دول وحكومات، أو ممّولين معروفين ومحسوبين على الأمّة ..
فسورية اليوم باتت الفاضحة، الكاشفة، لمخططات أعداء الأمّة، فهي نقطة التقاء مصالح عملاقة ضخمة لعدة دول غربية بمشاريعها، وإقليمية بمواردها، فتسويق الغاز والبترول لإسرائيل ومن ثمّة إلى أوروبا عبر المتوسط لا يمكن أن يمر إلا على أراضيها، فأنابيب الغاز الروسي الإيراني إلى إسرائيل طريقه سورية، وكذا المشروع الامريكي الخليجي التركي للغاز لا بمكن أن يمر إلا عبر سورية، فالتقاء المصلحة حتّمت على الجميع تبادل الأدوار، فيصورون للمسلم تارة أن أمريكا هي الحامية، وتارة أخرى روسيا هي المنقذة، يترنحون ما بين معسكرين بأجندته الواحدة، ذو النفوذ المختلفة، فللقطبين معسكرهما من أبناء الأمّة جاهزين للاقتتال لتنفيذ مشارعهما ولا قداسة للدّم المسلم في الاجندات الخارجية ..
فما نراه اليوم من اقتتال داخلي ما بين الفصائل المحسوبة على الصف الاسلامي ومن كفرت بالمشروع الغربي اقتتال الاخوة الأعداء لهو من نتاج الدراسات للإسلام من حيث نقطة قوته إلى أروقة ضعفه، فمن لم يخضع للمخططات شُوطن وحُوصر، ومن رضخ أُغرق بالمال والترف، فالمخلص أضحى له عدو داخلي حتى يصل إلى صاحب الخنجر المسموم الذي هو داء قاتل لنهوض الأمّة ..
فالغرب اليوم وعلى رأسه أمريكا يطعن الأُمَّة من صدرها بعد أن طعنت في ظهرها من قبل من منافقي الملّة، فهو لا يخجل من إظهار مخططاته علناً ناهيك عمّن يدافع عنها من بني جلدتنا، فلا مزايدة على من ينصر وناصر من أراد الخير للأمة وإعادتها لدينها ولمعتقد الصدر الاول كي تكون سيدة العالم بلا منازعة، أو يلعن من كان سبب تفوق الغرب علينا وهو منّا، وناول الغرب السمّ القاتل لمزيد من القتل والتشريد والضعف على حساب الدّين والإنسان في منطقتنا ..

السلام عليكم ..

=======================
كتبـــــــه : نورالدين الجزائري

7 ذو القعدة 1437هـ الموافق ل 09/08/2016



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire