Rechercher dans ce blog

samedi 20 août 2016

مقال بعنوان " الدولة الاسلامية قدر الامة في الحدّ من زحف الرافضة على الملّة " ... بقلم نورالدين الجزائري



الدولة الاسلامية قدر الأمة في الحدّ من زحف 
الرافضة على الملّة ..



عندما يعلن العميد محمد فلكي أحد قيادات الحرس الثوري الإيراني عن تشكيل قوة شيعية عابرة للحدود بقيادة الجنرال قاسم سليماني تحت مسمى "جيش التحرير الشيعي" والذي سيضم ويوحد جميع الشيعة من كافة الملل والأقوام في العالم، ومن قبل ذلك، الإعلان عن فتح قاعدة همدان للجيش الروسي وقاذفاته العملاقة للضغط أكثر بسياسة الحديد والنار على المقاتلين في العراق وسوريا، ومنها أيضا تفعيل القاعدة أساسا والوقوف على مدى جاهزيتها وجاهزية سلاح الجو الإيراني فيما ستؤول إليه الأوضاع في المنطقة، فإنّ ذلك كله رسالة قوية للساسة وسكّان المنطقة العربية ..
لكن قبل كل هذه التطورات والتحالفات الخطيرة التي رسمت أخيراً ما بين روسيا وإيران وتركيا في تسوية القضية السورية، إنَّما كان نتاج حلف ثلاثي سري تراءى أخيراً للعلن بعد أن كان في شبه مفاوضات دولية معلنة ما بين ايران والغرب بشأن الملف النووي الإيراني، وهذا ما أرادوا أن نتقبله كعرب مفعول بهم حدثا، وماركات بينهم من أجندة اتجاه المنطقة وخيراتها وخاصة تقسيمها عرقيا كما خُطِّط لها بعد حرب الخليج الثالثة ودخول امريكا بلاد الرشيد؛ فواشنطن وموسكو دخلتا في حلف جهنّمي مع ايران لأحكام السيطرة على المنطقة العربية وخيراتها وقدراتها ومقدراتها، فالقوم استدرجوا السعودية للحرب في اليمن لاستنزافها ماديا ومعنويا بإدخالها في صراع مُحكم ذكي وإطالته لإضعافها وإنهاكها ماليا واقتصاديا، فما نراه اليوم من انخفاض لأسعار البترول وضخ كميات هائلة منه وإغراق الاسواق العالمية به لمن هذا الاستدراج، وما لجوء السعودية للسندات السيادية داخليا وخارجيا واقتراضها للمال من البنوك الدولية لأول مرة لمحاولة إنعاش اقتصادها لمن هذه الخطة الشيطانية، فاليوم أدركت السعودية بعد دخولها في حرب اليمن بعاصفة الحزم مع أذناب ايران الحوثة أنها خسرت الحرب وهي في عملية تجميلية للخروج منها بأقل الضرر وحفظا لبعض من ماء الوجه، فالمحادثات الاخيرة في الكويت بين الأطراف المتقاتلة في اليمن بيّنت رسالة الهزائم، وما محادثات بن سلمان وإيران في سلطنة عمان أخيراً تؤكد ذلك ..
نعم استدرجوا السعودية لقتال الحوثة وكان فخاً لإضعافها، وكيف لا والممولين للحوثيين أمريكا وروسيا وإيران، فالاستراتجيون الحربيون والقادة العسكريين يدركون ذلك من عدة تقريرات خرجت للعلن تبيّن تعاون هذا الحلف الثلاثي على السعودية، فأمريكا تخلت عن السعودية في هذه المرحلة العصيبة من مواجهتها للمد الإيراني على أبواب اليمن وحدودها وعمقها الاستراتيجي، فأمريكا اختارت معسكر الأقوياء حاليا ولحسابات جديدة جيوــ سياسية جعلتها تتقوى أكثر بروسيا وإيران الذين خففا عنها حمل النفقات العسكرية لأحكام السيطرة مرة اخرى على المنطقة بعد أن كادت تقع في يد الدولة الاسلامية، فأمريكا ترى في السعودية خطرا لها على المدى البعيد بسبب ايديولوجية المجتمع السعودي، وأنها من ايديولوجية الدولة الإسلامية، وكان ذلك من تقارير استخباراتية وصلت للبيت الأبيض بشأن جمود الدولة السعودية، وفضلت أمريكا المعسكر الإيراني الشيعي ودعم مشروعه وعدم الإلتزام بالمعاهدات الامريكية السعودية في الدفاع المشترك حول المنطقة العربية عامة ودوّل الخليج خاصة ..
إن الثلاثي الشيطاني على المنطقة - أمريكا، روسيا، ايران- كان يرى في التقارب التركي السعودي في السنين القليلة الأخيرة  خطرا على مخططاته، فوضعوا خططا ثلاثة للقضاء على أهل السنة، فأول الأهداف إضعاف السعودية والهائها على حدودها، وثاني الأهداف إفتعال إنقلاب في تركيا وتمرير رسالة قوية مفادها إلتزام قوانين اللعبة أو الفوضة الخلاقة، فكان لهم مما أرادوا في فسخ التحالف التركي السعودي القائم على أسس المصالح والدين، وإلزام تركيا بتحالف مصالح واستراتيجيات، فزيارة اردوغان لموسكو أخيراً وإعادة العلاقات للبلدين وطبخ رؤية واحدة بالنسبة لمستقبل الأسد من تلك التفاهمات، وما زيارة اردوغان أيضا لطهران الأسبوع المقبل لمن باب توكيد العلاقات المشتركة في حربهما للدولة الاسلامية والتفاهم على إلغاء ومحاربة أي تجمع كردي على أطلال نظام بشار الأسد المتهالك ..
لكن الخطة الثالثة هي القاصمة إن لم ينتبه الأتراك لهذا المخطط الجهنّمي وهي تقسيم تركيا عرقيا والاتجاه نحو ذلك بعد معركة الرقة والموصل إلى اتراك وكرد وتركمان وأقليات اخرى، فإيران وإسرائيل لا يقبلان بتركيا موحدة قوية و بــ" إسلام سسياسي" على المنظور البعيد، فتقسيم المنطقة إن نجح سيكون على شكل أقليات سنية في تركيا والعراق والسعودية بدون مقومات فعلية، تتحكم فيهم عمايم طهران بأجندة أمريكية روسية ..
إنّ الامر جلل وخطير أيها العاقلون من هذه الأمّة، أدركوا قبل فوات الآوان الخلطة وما يحاك لها من مؤامرة كبيرة اتجاه تفكيكها وضربها نهائيا وهويتها ومعتقدها، فالحلف قديم جديد وكأنها السنن والايام تتداول وتتسلسل أمام أعيننا، فما كان في أمّهات الكتب فهو اليوم تاريخ يمشي أمامنا، فهلاّ قرأنا القراءة الصحيحة والاستعداد لما يُنسج لنا من أخاديد ! هلاّ تركنا خلافاتنا وقمنا على قلب رجل واحد وأبطلنا سمّ هذه الأفعة القاتلة ذات الثلاث رؤوس وقطعنا دابر أسّها ! هلاّ أزحنا الشحناء والبغضاء فيما بيننا وتخندقنا مع من سبقنا في فهم اللّعبة وتفتيت هذه المخططات وحمل على عاتقه الدفاع عن الأمة !
فإن الإعلان اليوم عن هذه القوة المشكّلة من شيعة العالم لهي في أساسها حرب على أهل السنّة وإنذار لاجتياح واستباحة ديار المسلمين بمباركة أمريكية روسية، فما بال قومي لا يعقلون أو لا يقرأون ما بين سطور كواليس ودهاليز السياسة والمؤامرات الدولية ؟! فهل كُتِب على أبناء أمّتي إلاّ أن يكونوا أجندة من جيوش حامية لحدود سايكس_بيكو وقمع الداخل ؟! أو أجندة ومطيّة من حمير صحوجية في يد المستدمر لإخماد نهوض الأمّة ؟! .. ما بال أبناء عقيدتي بعيدين عن فهم أبجاديات دينهم الذي حثّهم على الدّفاع عن مقاصده بكل ما يملكون !!
إن شرارة الزحف الشيعي على ديار السنّة في طوره الأخير، وقد أعذر من أنذر والدين النصيحة، فتحالف السعودية وتركيا ودوّل الخليج وبعض البلدان الاسلامية كباكستان وُلِد ميتاً، وشاء الله ذلك حتى لا تُراق دماء السنّة فيما بينهم ولحكمة ربانية، فالصفوف اليوم ازدادت وضوحاً وتمايزاً، فالتحالف الشيطاني اليوم تخندق وطبول الحرب تقرع في الساحات والميادين، فحسموا أمرهم لاقتلاع جذور من تفطّن لمخططهم ونازلهم في عقر تخطيطهم، فما عاد هذا الحلف من الآن أن يتفنن في اسطوانته المشروخة بالذبّ عن سيادة المنطقة وخيراتها فالمكشوف ما كان سرا أصبح مفضوحًا عارياً من أسسه ودعايته، فالقتل في هذه الأمة مستمر ولا حلّ أفقي لبتر موقع النزيف إلاّ بالعودة لمفهوم الصراع والوقوف مع من هو في الخنادق والصفوف الأمامية لإفشال مخططات هذه الأفعة القاتلة ..
إنّ الأمّة اليوم في خيارين لا ثالث لها، إمّا الاصطفاف وراء من نذر نفسه لله ولدينه ولحماية بيضة الاسلام، أو إدخال الرقاب في الرمال وانتظار بتر الأجساد والأعناق من الرافضة، ولقد أدرك ذلك اليوم بعض العلماء والمشايخ أن لا حلّ للأنظمة القائمة اليوم المتهاوية غداً لا محالة إلاّ تقوية الدولة الاسلامية في وجه الروافض، وأنّ القضاء عليها أو المساهمة في إزالت سلطانها إنما بمثابة تسليم بلاد الاسلام للعمايم الشيعية، فهل يدرك أصحاب الجلالة والفخامة اليوم الخطر الداهم على ديار الاسلام أم يرجون خيرا وحماية من أمريكا..؟!
فإنّ الدولة الاسلامية بيّنت للأمة اليوم إنها صاحبة مشروع ونهضة، فهي في أولى الخنادق تقارع هذا المخطط الثلاثي الذي يريد بلاد السنّة بسياسة أخرى، وهي صاحبة نهضة بأبناء الأمة جميعاً للنهوض بها وإرجاع مهدها وحضارتها المفقودة، فهي صاحبة السبق والخبرة في مقاتلة مغول العصر فهلّا اجتمعت الأمّة حولها واصطفّت وراءها، ونبذت خلافاتها معها حتى لا ننشد يوماً :" يا قبر أتدري من حويت .. وعلى اي الجواهر احتويت .. إِنَّك احتويت على أُمَّة في رمّة .. لم تتعلم من اخطائها .. فسحقاً لها وفي العذاب الى ان يشاء الله ..".
الســـــلام عليكم ..

======================
كتبـــــــــــــــه : نورالدين الجزائري

17 ذو القعدة 1437هـ الموافق ل 20/08/2016 






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire