Rechercher dans ce blog

samedi 13 août 2016

مقال بعنوان " كلينتون وترامب والأعراب " بقلم المدون نورالدين الجزائري


كلينتون وترامب والأعراب .



يقول الفيلسوف اليهودي نعوم تشومسكي :" أن ما يجري لدول العالم العربي والإسلامي خلفته السياسة الأمريكية على مدى ١٥ عام من الحرب على الارهاب ..."، هذا الشماغ الذي ألبسته وحطته أمريكا على كل راْس مسلم حسب اللون والعرق والبلد المتواجد فيه، وكل هذا لجعل المسلمين أداة ابتزاز  و مساومة على سياساتهم وتوجهاتهم وانعتاقهم من الاستبدادية العالمية التي تمثِّلها والغرب كل الغرب معها، ومن يريد أن يقاوم فالتوما هوك جاهزة لتكون بركانا وحمما على المستضعفين من النساء والشيوخ والولدان ..
أمريكا في هذه الأيام في عرس انتخابي ما بين قطبين لا يختلفان في الممر والعداء للمسلمين إلا عند النطق ببرامجهما، فمن قدر الله أنه مسخ الحزبين وانصارهما إلى شعارين من الحيوانات، فالديمقراطيون المتمثلين بالحمير والتي تمثلهم لأول مرة امرأة في الانتخابات للبيت الأبيض وهي هيلاري كلنتون زوجة الرئيس الأسبق لامريكا بيل كلنتون، والذي استلم رئاسة أمريكا من بوش الأب مخرّب العراق الاول، فكانت وبالا على من تبقى من عرب أفغانستان، وحيث طاردهم من الجزيرة العربية إلى السودان ومن ثمة إلى أفغانستان، والتي حتماً متفوقة خبرة ممّا عند زوجها من سياسة داخلية وخارجية ومن مدة رئاسية لعهدتين من منافسها والذي يمثّل الفيّلة وهم الجمهوريون المتعطشون لدماء العرب والمسلمين، وما بوش الأب والابن إلا أسياده في السياسة التدميرية لبلاد المسلمين، ونسخة من مرشح حزب لطالما جهر بعدائه للإسلام ألا وهو الملياردير دونالد ترامب، صاحب الفنادق والكازينوهات، والنوادي الليلية وبعض الاستثمارات المشبوهة في الأسلحة ومعدّاتها، والذي عنده فروع من استثماراته في منطقة الخليج وخاصة دويلات الخليج..
فالديمقراطيون سياستهم ناعمة براغماتية، يبطنون السمّ ويتظاهرون بقيّم التسامح الديني والثقافي وما شابه من علاقات دول تجمع الشعوب بنحو هذه المرتكزات المعيشية التعايشية، وَأَمَّا الجمهوريون فسياستهم علنية واضحة، تقوم على دعم شركات رؤوس الأموال من وول ستريت إلى الاستثمارات الرقمية مرورا بشركات تصنيع السلاح ونّانو تكنولوجيا، فجواد هذين العالمين من المال والتصنيع رأس حربة قتال الجمهوريين في العالم وخاصة في منطقتنا العربية ..
فكما أنّ الحزب الجمهوري اتُّهِم بصناعته للمجاهدين العرب إبّان الحرب الافغانية السّوفياتية، فكذلك اتّهِم بوش الأب ثم الابن بإنشائه للقاعدة ومن بعدها لدولة العراق الاسلامية، واليوم نرى لباس ذلك الاتهام الجديد القديم لإدارة الديمقراطيين وعلو رأسهم أوباما بإنشاء الدولة الاسلامية في العراق والشام، والاتهامات على قدم وساق ما بين هلاري كلنتون وترامب في هذا الباب، فمن أيام قلائل خاض المرشح الجمهوري ترامب هذه الاتهامات وقال أن أوباما من أنشأ ISIS وأنّ له أدلّة في ذلك وما قدّمها لمناصريه، واتُّهم هيلاري بنفس التهمة وقال إنها صرحت بذلك في كتابها عن نشأة الدولة الاسلامية والارهاب في المنطقة العربية، و القارئ لما كتبت هلاري يدرك أن اتهامات ترامب لها غير مبنية ولا علمية، بل الرجل يتكلم من جهالة وبجهالة في الامر، وإن ما كتبت هلاري إنما وثقت ذلك بسياسة مرشح الجمهوريين الأسبق جورج بوش، والتي بيّنت أن لولا سياسته في المنطقة وخاصة العراق ما كان لدولة العراق الاسلامية الظهور، ولا للدولة الاسلامية في العراق والشام أن تتخذ هذا المنعطف والمنزلة الخطير مع امريكا في صراعها على حماية عروش المنطقة وخيرات امريكا فيها ..
إنّ لكل مترشح للرئاسيات وخاصة امريكا من المناصرين في داخل البلد وخارجه، ففي الداخل مسخ الله القوم إلى فيّلة وحمير، اسم على سياسة وهلّم جر، وفي الخارج بغال من العربان ممولين لحملاتهم الانتخابية وللبرستيج والديكور الخارجي، فمنهم من أعطى شيكاً على بياض لهلاري كلنتون يَرَوْن فيها استمرارية لسياسة اوبما الناعمة، والتي حافظت على عروشهم بإدارة الانقلابات في ما ابتغت الشعوب إليه من تحرر في الربيع العربي، وسميّت بعد ذلك بإرجاع القطيع إلى مزرعة ولي الامر، وتثبيت العروش والسياسات، ومنهم من أعطى شيكاً على بياضٍ آخر للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، والذين هم من المناوئين للجارة الكبرى في المنطقة، يريدون الانجرار وراءهم، والذي قال عنها ترامب إنَّما هي بقرة حلوب لمخططاتنا وعليه إكمال الصفقة إن أرادت الحماية، ويرون أيضا في ترامب كمخلص لهم من داعش، وحزمه وإصراره على إنهاء ملفّها، وأنّ أوباما لم يفعل ما طُلب منه من أجل الحرب بلا هوادة على الاٍرهاب، والتي أضحت كابوسا يؤرق وجدانهم وأحلام أولادهم في استمرارية الملك العضوض والذي هو قاب قوسين أو أدنى مِن الزوال ..
إن الحملة الانتخابية الامريكية اليوم وخاصة ساستها الخارجية تهيمن عليها أحداث منطقتنا، فالكل يتوعد المسلمين باسم الارهاب، وأنّ ما قالته هلاري كلنتون لإرضاء تل ابيب من أشهر بعدم اكتراثها إن قُتِل ١٠٪‏ من سكان غزة وهو حوالي ٢٥٠ مسلم لهو شاك على بياض للقتل، وما توعد ترامب بضرب الجماعات الاسلامية وخاصة تواجد الدولة الاسلامية وساكنيها بقنابل ذرية صغيرة لهو شيك أبيض آخر للقتل، وذلك كلّه من أموال الاعراب في المنطقة، فالبعض كبوسه الربيع العربي، والآخر ما ترتب عنه من إرهاب، فالكل مشارك في قتل المسلمين مع المرشحين الأمريكيين و إن ادّعوا المحافظة على سلامة الاسلام، والإسلام برآء من هذه الأصناف البشرية تلى يوم يبعثون ..
فرُبَّى ضارة نافعة، فالإسلام  في هذه الانتخابات الامريكية أخذ حصة الأسد من الدّعاية وإن كانت غير الذي أراد القوم، فهم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ( الحملات الانتخابية )، ويأبى الله إلاّ أن يتّم نوره ولو كره الكافرون، فهم يريدون والله يريد وفعّال لما يريد، فالسنن قضت وتقتضي أن من حارب دين الله ولو بشطر كلمة فسيكون من الخاسرين، فما بال الأعراب الذين يساندون من قتّل ويقتِّل في المسلمين من أموال المسلمين هؤلاء القتلة إلاّ أن يخربوا بيوتهم وبيوت من زعموا الانتصار لهم ولعروشهم، وأنّ المنطقة حبلى لتغيرات كبيرة والله مع من أثخن في الأعداء واتقى، فلكم انتخاباتكم وما تنتخبون، فالسياسة أفعال وليست أقوال، ولنرى ما أنتم عليه من أمر غداً، فمشاريعكم مرهونة بوعد الله ومن أصدق من الله حديثاً ..

السلام عليكم

========================
كتبـــــــه : نورالدين الجزائري

11 ذو القعدة 1437هـ الموافق ل 13/08/2016



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire