Rechercher dans ce blog

dimanche 12 février 2017

مقال بعنوان "الاخوان المسلمون وقانون الارهاب الامريكي الجديد وفقه المطامع" بقلم المدون نورالدين الجزائري


الاخوان المسلمون وقانون الارهاب الامريكي الجديد وفقه المطامع ..


وأخيرًا جاءت الضربة القاضية على يد من ركبت ظهور الاخوان المسلمين مباشرة، على يد نموذجهم في السياسة المعاصرة، على يد من اتخذوا سبلها للوصول الى الشريعة زعمهم، على يد من جعلتهم ألعوبة سياسية اضرت بالإسلام كعقيدة ومنهج حياة اكثر، على يد من جعلتهم صحوات تقاتل بالنيابة عنهم في كل بقعة تواجد فيها المخلصون، على يد من جعلتهم مطايا حروب للنيل من الدين وتخريب البلدان والاوطان، على يد امريكا صاحبة العدل والمساواة في أعين الاخوان المسلمين والتي ستدرجهم كمنظمة ارهابية بعد سلسلة اعمال جليلة لها، كمنظمة محظورة عالمياً، انّها سياسة المصالح التي لم تدركوها يومًا وظننتم انّكم تحسنون صنعًا ..
هذه المنظمة رأت النور على يد مؤسسها الاول وأبيها الروحي حسن البنّا في أواخر العشرينات من القرن الماضي، وتأسست كمشروع ديني نهضوي، وسياسي معارض لحكم مصر في وقتها، وكجماعة اجتماعية تخدم مصالح المعوّزين من المصريين لأهداف ترسيخية مستقبلية، وتطورت الى ان اصبحت حزبًا سياسيًّا بعدما كانت ترفع شعار الجهاد، جهاد المستعمر البريطاني والفرنسي والانتداب، ومن بعد ذلك عرفت توسّعًا في مصر وبعض بلدان الشرق الاوسط، وشاركت بعد ذلك كمنطّمة شبه مستقلة في حرب الصهاينة في عام تأسيس الكيان اليهودي على ارض فلسطين في 1948م، وعرفت الحركة تطورات كثيرة ومثيرة الى ان نبذت الجهاد وما سمّته في أدبياتها بالعنف، وتدرجت في ذلك كما كانت سياستها في الحكم على الصعيد التنظيمي والحزبي الى ان اصبحت حزبًا يرفع شعارات لا يمت لها أصلاً ولا فصلاً، وتبنّت الديمقراطية كبديل عن الشريعة للوصول الى الحكم، الى ان جاء الربيع العربي، فركبت موجاته وتبنّت بعض حلقاته وفصوله، ووصلت الى حكم مصر بعد الإطاحة بحسني مبارك، وشهدت مصر بعد انتخابات شفافة شارك فيها الشعب المصري بكل اطيافه وجعل من محمد مرسي اوّل رئيس من جماعة الاخوان المسلمين يتقلّد اعلى منصب في بلد تأسيس هذا الحزب المخضرم ..
والدّارس لسيكولوجية هذا الحزب يقف على رؤيتين وخلاصة، فالاخوان المسلمون يتبنون الشريعة كمقصد نهائي ويسيرون لذلك على نهج الديمقراطية للوصل، وهي براغماتية في الفهم والعمل، فالقوم عندهم الغاية تبرر الوسيلة ممّا جعلهم في تناقض مستمر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فالتلوّن من مبادئهم حسب المعطيات والظروف ونمط مظلّة الحكم الذين هم تحته، فهم دائمًا يتزلفون للأقوى من اجل طموحاتهم وغاياتهم، فَهم اوّل من بارك حكم الخميني في ايران، وأوّل من بارك حزب أربكان وبعده اردوغان، ويتعاونون مع الأفعى ان كان سمّها ينفع في ترياق القوم، فمن اجل أجنداتهم تحالفوا مع الأمريكان في العراق، وجعلوا من أنفسهم صحوات، وكذا شاركوا في حكم العراق مع الروافض بلا خجل، وذلك من صنم جلب المصالح ودرء المفاسد، وتزلّفوا من غزٌة لايران باسم فقه المصالح، وعند اول حكومة لهم في مصر تحالفوا مع العسكر على جماعة بيت المقدس في سيناء حتى جعل مرسي لملفِّهم قاضيا قبطيا نصرانيا يتولى الحكم عليهم، ومن قبل في الجزائر ساندوا الانقلاب على حزب إسلامي اخر حَسَدًا وغبطة، فهم طروادة في جس نبض الجماعات الاسلامية الاخرى والوقوف في وسط الطريق لاغتنام المصالح في الأوقات المناسبة، فهذه السياسة من افقدت النَّاس نصرة دين الله بالفطرة، فالجهل نصف ما تعاني منه الامّة اليوم والنصف الاخر أجهزت عليه مثل هذه التصرفات الحرباء والتي جعلت المجتمعات الاسلامية متناحرة بعضها البعض وعدم التفرّغ لمن هو جاثم على سياسة الدول بفقه الحديد والنَّار ..
فالخلاصة في فهم الاخوان المسلمين ما يجسّده رئيس تركيا على واقع مفهوم السياسة في بلده، ففي حكمه ازدهر الاقتصاد والمحرّمات المعلومة من الدين بالضرورة، الانخراط في الناتو كاملا من افغانستان الى العراق وسورية، قواعد للصليبيين، ميليشيات مقاتلة في سورية بعشرات الآلاف، لا تقاتل من قتل نصف مليون من المسلمين وتشريد ثلث الشعب السوري وهو في عقيدة المسلمين من الكفّار، بل تقاتل بعملائها وخاصة شركة احرار الشام الاخوانية كل من يريد تطبيق شرع الله والاستقامة عليه، فلعل القنوات الإعلامية شاهدة على صنع الاخوان اليوم في سورية واصطفافهم في الأخير مع الجلاد ( بشار الاسد ) في قتال "الخوارج"، وزد على ذلك اخوانهم في العقيدة في العراق واصطفافهم مع الروافض لقتال اهل السنة، والمخازي عديدة وعظيمة ولا تُحصى، فهم في اخر المطاف باطنية في الغريزة بفهم قومي علماني لا يمت للإسلام السياسي بصلة او بالسياسة الشرعية فهماً وتطبيقاً، فالقوم عقيدتهم المناصب والكراسي والانخراط في المنظومة الدولية بفهم الوقت ومصالح الأُمَّة وان كان ذلك على الثوابت واصل مدار العقيدة ..
فقانون امريكا اليوم المطروح على مكتب البيت الابيض لتجريم الاخوان المسلمين ووضعهم في قائمة الارهاب لمن قاعدة من هان يسهل الهوان عليه، ولا شكّ ان وراء ذلك بلدين معلومين في التحريض عليهم، ولكن امريكا تجيد مسك العصى من الوسط، ولا شكّ ان المحرض عليهم يخدم اجندات امريكا في المنطقة سياسيا واقتصاديا وتبعية، والتجريم سيقابله اردوغان تركيا وهي حليف قوي في مكافحة "الارهاب" حاليا وبطائرات وميليشيات وحتى بعساكرها على ارض سورية، واصطدام المصالح لا بمكن ان يخدم الحرب على الارهاب حالياً، لكن ملف الاخوان المسلمين سيوضع في درج مكتب البيت الابيض الى حين الانتهاء من المهمة الموكلة لهم في العراق وسورية ومستقبلا في سيناء، والقوم بعملهم هذا يريدون التزلّف للكبار ونيل رضى المجتمع الدولي في الملفات الساخنة في المنطقة، وان مصالح الكبار من مصالح القوم في تخدير المسلمين والقفز على مكتسبات الامة الاخيرة، فالاخوان لا يزالون في حلف مع الشيطان حتى خروج الدجال، وأخيرًا انّ الطماع لا ينتصر عليه الاًّ الكاذب، وفقه المطامع من فقه الكذب ومن افقه من الغرب في فهم المصطلحين ..!
السلام عليكم

=========================
كتبه : نورالدين الجزائري
16
جمادى الاولى 14388هـ الموافق ل 12/02/2017





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire