Rechercher dans ce blog

samedi 11 février 2017

مقال بعنوان"وأخيرًا تتدخل امريكا وتنزل أرض الشام" ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


وأخيرًا تتدخل امريكا وتنزل أرض الشام ..

فالزلزلة شديدة اليوم لتنقية الصفوف، وكأن أمرا ما يؤسس للفئة الثابتة والمخلصة يقيناً لا تعليقاً، فهل كان المخلصون ينظرون بعين اليقين ليجرّوا أمريكا و فضح دورها في الساحة السورية ومنها الإتيان بها إلى أرض المعركة والقتال المباشر، نعم أمريكا ستدخل سورية بعددها وعدّتها وخيلها وخيلائها ومرتزقتها ومعاونيها للقتال صفًّا مع النظام النصيري والايراني والتركي وأحلاس بعض جيوش المنطقة، ومع روسيا العدوة الصديقة الاستراتيجية، عدوة المصالح والحبيبة في قتال المسلمين، نعم امريكا ستنزل دابق وهذا وعد الله، ووعده يسبقه ترشيحا وتأسيسًا، ويريد الله إلاًّ أن يتمٌ نوره ولو كره من في الارض جميعًا، ويحقّ بذلك سننه على من أنكر أو كذّب آياته ..
يا سادة، إنّه زمن كشف كل الاقنعة في المنطقة، زمن رؤية العدو مباشرة، زمن رؤية التحالفات العلنية والخفية، زمن رؤية القتال على المباشر أو بالنيابة، زمن رؤية الاحزاب مجتمعة من مرتدين ومنافقين وصليبيين ويهود، زمن رؤية مرتزقة الدرهم والدولار، زمن الخوالف عن داعي الله، زمن هروب جيوش المنطقة من نصرة الحق وإدارة الطهور للمستضعفين من المسلمين، زمن الأقدام الثقيلة وسياساتها الإملائية، زمن الروم والفرس والاعراب، زمن الفئة المؤمنة الثابتة ثبوت جبال الثلوج في صحاري المناطق العربية، زمن المؤامرات والتحالفات والتكدّسات على من أراد تطبيق شرع الله، زمن التفاهم الدولي لإرجاع القطيع إلى حضيرة عُبَّاد الصليب الجاثمين على صدور المسلمين في المنطقة وفي عالمنا الاسلامي، زمن التحذير من مآلات الثورات والخروج على الأنظمة الوظيفية، زمن رمي الغرباء بشتى المصطلحات المنفّرة، زمن أصبح فيه المخلص إرهابي وخارجي، زمن قوى الشرّ المتعاونة والمتكاتفة فيما بينها لإخماد كل ما هو إسلام سلف القرون الثلاثة الاولى، فسبحان من جمع هؤلاء كلهم وفضح سريرتهم وعلانيتهم أمام رؤوس الأشهاد في الدنيا، فلكل زمن عواره ولزماننا هذا خاصة عاهراته ..
فبعد هزيمة امريكا المفاجئة في العراق على يد المجاهدين واستنزافها طيلة سنوات، تعلَّمت الدروس من حربها مع فئة من المسلمين معيّنة لا تغرنّهم دنيا ولا منصب ولا أموال، فقد رأت منها الويلات في المنازلة ومن التخطيطات أدى بها إلى الفرار مرحليًا من ساحة القتال وإخلائها للمعين الغادر الفتّان، أخلت بلاد الرشيد وسلّمته لإيران تديره بالنيابة عنها ريثما تستعدّ الانفاس من هول الجحيم والقتال، فانسحبت من العراق تكتيكيا كاستراحة محارب لتقييم الأوضاع ودراسة المرحلة برئيس جديد للولايات المتحدة الامريكية، فمرحلة بوش الابن شهدت قتالا مباشرا مع المجاهدين، وأبَـى أوباما من بعده إلاًّ أن يغيّر سياسة امريكا في المنطقة بلعب دور المنسحب من كل الملفات الساخنة، واقتصار الدور على الاستثمار في الروافض وعلى رأسهم ايران وكان ممّا كان إعطاؤها الضوء الأخضر للهيمنة على المنطقة وخاصة على المارد السنّي، ومن تجربة امريكا أيضًا أنّها استثمرت في عبقرية خدمات الدول الخليجية والتي اقترحت عليها قتال المجاهدين بسواعد أبناء السنّة في جغرافيا الوحّدين، حتى قال الخبير الاستراتيجي العسكري الامريكي ستيفين بيدل"أن الصحوات أنجح صفقة عسكرية بتاريخ الحروب وخاصة حروب المدن والعصابات"، وفعلا كان للصحوات دوراً في إضعاف المارد السنّي حتى أخرجوه إلى صحاري وشعب ووديان العراق إلى أن انفجرت ثورة سورية، فخرج على إثرها المجاهدون مرة ثانية وبخبرة أخرى أذهلت العالم في فنون القتال والمواجهة، فرأت امريكا أنّ عليها التريث والمراقبة عن قرب لكل حدث وحادثة في المنطقة، فبتسارع الأحداث وخطورة الأوضاع وقوة الخصم اضطرت امريكا إلى التدخّل عبر وكلائها في المنطقة من جيوش احتياطية، من ايران على الارض وكلابها الميليشياوية، إلى الحكومات الوظيفية بفتاوى طازجة جاهزة، فالقوم جعلوا الأضداد في تحالف غير مسبوق انبثق من خلاله تحالف عالمي تديره امريكا من وراء الكواليس، فلجأوا إلى رسم الخطط تلو الخطط وبمراحل لشيطنة الخصم والنيل منه في ساحاته وعند جمهوره، فالحرب المعلنة اليوم على جميع الاصعدة لم تترك امريكا سبيلا إلاًّ سلكته للنيل من خصم تعرفه ويعرفها ولكن هذه المرة أقوى من ذي قبل وفي تحدي عالمي صريح تكلّم عنه حتى سكان غابات الأمازون ..
امريكا لم تخرج من المنطقة، امريكا صاحبة خطط واستراتيجية ومراحل متطلّبة حسب التحديات والأجندات، فمنطقة الخليج عَصب اقتصاد امريكا والغرب، بنك الغرب الاحتياطي، فمن السذاجة بما كان التوهم أن امريكا في عهد اوباما تخلّت عن المنطقة وَمِمَّا يجري فيها، بل بالعكس لم تشهد امريكا تخطيطا محنّكا كهذه المرحلة من مسكها للخيوط من وراء الأستار والكواليس، فمن تجربة الصحوات تعلمت أنّهم حصان طروادة في الحرب نيابة عنها، فعدوّها ومن خوف عروش المنطقة منه فقد فتحوا لها الأموال والبنوك والموارد الطبيعية، فأضحت تتحكَّم مباشرة في أسعار البترول ممّا أدى إلى هيكلة اقتصادات المنطقة، واستثمرت في الملف النووي الإيراني إلى أن جعلت من ايران تتدخل بجنيرالاتها وحرس ثورتها في العراق وسورية، فسياسة العدو إعادة غربلة وفرز مفهوم القوة في المنطقة، فتكاتف الجميع وما خراج كل ذلك اليوم للرئيس الجديد دونالد ترامب لإكمال المرحلة الثانية من خطط امريكا في المنطقة، نعم امريكا مشت بمراحل متأنية مع عدو شرس تعرفه في ساحة القتال والمناورة، نعم امريكا حاربت هذا العدو الشرس بمراحل وها هي اليوم تعلن أنّها ستنزل مرة ثانية على أرض العراق وسورية، ومن ضمن خططها افشال ومحاولة استئصال عدوّها حتى تتعدى هاجس النزول للقتال المباشر معه، فترامب اليوم في مرحلة ثانية من التخطيط في المنطقة للقضاء على المارد السنّي ومعه خيرة جنرالات حقبة بوش في غزو العراق كمستشارين وسياسيين لإدارة المرحلة، ولا يخفى عنه وعن فريق عمله الطابع الصليبي وهذا ما أكّده الصحفي والكاتب برادلي بيرستون في هاآرتس الإسرائيلية حيث قال من أيام قلائل فقط : "يريد دونالد ترامب الحرب، لكن ليس أي حرب، فهو يريد استهداف غير المسيحيين في العالم وغير البيض، ويريد حربا مقدسة، وأسلحة النهاية التي يمكنه الاعتماد عليها، ولديه السلاح، واسمه ستيف بانون، وهو أيديولوجي، مدير فرقة الأرض المحروقة لدى الجمهوريين، الذي يتحدث عن الحرب المقدسة منذ سنين" ..، وهذا ما نشاهده اليوم ومنذ توليه الرئاسة استعماله لسياسة الارض المحروقة اتّجاه عدو امريكا الاول والأخير في وجودها ووجدانها ..
إنّهم يريدون استئصال دين الله والقضاء عليه بالضربة القاضية زعمهم، ولذلك اجتمع الأضداد، ايران والسعودية، بشار الاسد والجيش الحر، ميليشيات حزب الله وفصائل المقاومة، روسيا وتركيا، اجتمعوا كلّهم وعلى قلب رجل واحد ناسين الدماء والاشلاء والخلافات السياسية، فعدوّهم شرس لا يقبل بالدنية وسياسته إمّا يكون أو لا يكون وعند ذلك له عند رَبِّهِ المعاذير على ما قدّم، ولله الحكمة البالغة أن جمعهم على وجه رجل واحد وبدون قناع هذه المرة، يريدون دين الله فحسب، يريدون المناطق التي تحكم بشرع الله فحسب، يريدون ليطفئوا نور الله بأفواه نيرانهم ويأبى الله إلاَّ أن تجري فيهم سُنن الذين كانوا من قبلهم، فالزلزلة اليوم عظيمة كبيرة لأهل التوحيد، وما يعيشونه كتلك ( متى نصر الله )، ألا إنّ نصر الله قريب لا محالة، ومن المحن تأتي المنح، فترامب الرئيس الامريكي يعاني من فوبيا الدَرَج، ويريد بسياسته هذه القفز على الثمرة قبل التخلص من حارسها، فعسى رب المستضعفين أن يُسقِطه على وجهه فتتكسر أسنانه، والحرب سجال وكر وفر، وللكلام بقية، وما ربك بغافل عمّا يعملون ..
السلام عليكم

======================

كتبه نورالدين الجزائري
15
جمادى الاولى  1438الموافق ل 11/02/2017



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire