Rechercher dans ce blog

mercredi 1 février 2017

مقال بعنوان "دويلات النفط وراء قرار ترامب في قانون الهجرة" ... بقلم نورالدين الجزائري


دويلات النفط وراء قرار ترامب في قانون الهجرة

قال عبد الرحمن آل ثاني وزير خارجية قطر من صربيا في أوجّ قرارات الرئيس الامريكي الجديد ترامب بشأن رعايا بعض الدول الاسلامية الممنوعة من الدخول إلى امريكا، "أنّه لا يمكن وصف الدول الإسلامية على أنها مصدر للإرهاب"، وتصريح وزير الخارجية القطري هذا من سياسة فأر الخيل الذي ينفّر الفرس إذا دخل الحضيرة، ويتشدّق بنعومة مظهره وأصله النتانة في البراري الخالية.
حملة ترامب العنصرية على مسلمي بلدان الصراعات الداخلية ورأس المال المنهوب المكدّس في الغرب، مواطنوا الأنظمة شمولية المفروضة من مكتب العمّ سام، أخرجت بعض منصفي الغرب من الشعوب تنديدا بالقرار الجائر في حق الانسان، واستغلت أفاعي سياسية من هول الحدث من ميركل إلى روؤساء حكومات دول اسكاندينافيا مرورا ببعض السياسيين أصحاب ركوب الأمواج الحزبية والانتخابات على أبواب أوروبا، أدى إلى مثل تصريحات وزير خارجية قطر يظهر سياسة بلاده الاستنكارية ليس على قرار ترامب، بل لما في قراره من إلصاق تهمة الارهاب بالإسلام، وليت شعري لم ينطق هذا الرويبضة بكلام أكبر منه وأكذب حديثا لوقائع الحقيقة، فلو رأى من نافذة مكتب وزارته أو بالأحرى في دواليب مكتبه لوجد أدوات وقاية الأذنين من صوت B52 القاذفة والمُنْطلِقة من قاعدة العديد الامريكية والحاملة للورود لرعايا هذه البلدان الممنوعة من الدخول إلى امريكا.
الكلام الدبلوماسي لا يكون أصلًا إِلَّا من أفواه أصحاب القرار الدولي ومن البلدان المستقلة وصاحبة السيادة على الأرض، فلذا ما يقوله الساسة الغربيون يطبّقونه داخليًا أو خارجيًا وخاصة تصريحاتهم التنديدية التي لا تخدم مصالحهم القومية والوطنية والأيديولوجية، ناهيك عن ما ينسبونه لأنفسهم من معايير حقوقية كحقوق الانسان بمجملها، فالتنديد الغربي الرسمي منطلقه من مصالح مرسلة معروفة معلومة، ولا تهمّه نفوس من حُرِموا الدخول إلى الغرب من المسلمين المنبوذين دينيًّا وعرقيًا، فطائراتهم هي من تدكّ بلدانهم والقتل سبب تهجيرهم، ولأجندات استعمارية متلونة بألوان الزمان والمكان، فلا يصح لمن بلده فاقد السيادة والارادة أنّ يتكلم بكلام الكبار، وخاصة في قضايا عدّة بلدان إسلامية ساهمت مزرعته الوراثية في التنكيل بإنسانها وتشريده خدمة للأسياد والحفاظ على ثرواتهم، فلو رجعنا إلى داخل هذه المزارع الخليجية لوجدنا عنصرية أبشع من تلك الذي يريد ترامب تجسيدها، فالبدون وما أدراك ما البدون وحقوقهم المسلوبة، فقوانين الهجرة في هذه المزارع تكاد أنّ تكون كيوم العبور على الصراط، فللمغترب جرعة من العنصرية حسب البلد الأصلي، والكفيل في هذه المزارع سيّد المغتربين على من هم أصلاً أحراراً، والحريات الفردية تكاد شبه منعدمة وعلى المغترب التكيّف بعادات القوم واِلّاَ يجد نفسه أمام القانون والمحاسبات، ففقه فرعون سائد في الصغيرة والكبيرة، والويل لمن ندّد أو استنكر سياسة البلد، فأقل التقديرات الطرد وحجز الأموال والمدّخرات وإن لم يكن السجن طوال العمر.
أقولها صراحة ومن جنس خبرتي بالمجتمعات الغربية، أنّ ما أقدم عليه ترامب يدخل في السياسة الشرطية التي عُقِدت ما بين حزبه - إن فاز برئاسة امريكا- وبين مزارع دول الخليج الخمس والتي ساهمت وتساهم دوما ودائماً في الانتخابات الامريكية بالمال والمشورة على المنطقة العربية من وراء الكواليس، وبنزوح الملايين من دول الصراع في المنطقة وخارجها يرى رعاة مزارع المنطقة العربية أنّ أوربا وخاصة أمريكا أصبحت مليئة بمثل حثالة البشر من البلدان المُصدّرة للارهاب بحسب التصنيف، فالسوريون واليمنيون والعراقيون بلدانهم بؤر صراعات مسلّحة، وفي نظر حكومات المنطقة الوظيفية، فاللاجئون من هذه البلدان أصحاب مشاريع إرهابية وإرهابيين مفترضين، ولذا كان من مشروع حكّام دول الخليج والرئيس الامريكي من الصفقات بمكان للحد من الهجرة للطبقة الفقيرة من بلدان الصراعات بحكمها عالة على المجتمعات الغربية وخاصة امريكا منبع الاستثمارات العقارية والاقتصادية والمنتجعات الخاصة للطبقة البرجوازية الخليجية ..
وفي المقابل صرّح وزير خارجية الإمارات بأنّ مرسوم ترامب حول الهجرة "غير موجه ضد الإسلام ولا يستهدف دينا بعينه"، معتبرا ذلك "قرارا سياديا وأمرا يتعلق بالشأن الداخلي الأمريكي"، فقول الوزير واضح أنّ القرار لا يستهدف الاسلام وهذا تدليس ومن سطحيته في الفهم والقول بلسان الدبلوماسية المشوّشة على مثل هذه القرارات، فكيف إذاً القرار يستثني مسيحيي ويهود هذه البلدان المغضوب عليها دبلوماسيا، وكلام الوزير الإماراتي هذا أكّده نظيره وزير خارجية قطر بقوله أن الاسلام بريء من الإرهاب ولكنّهما متفقان على أنّ مسلمي هذه البلدان ارهابيون وكيف لا وهم "يدافعون" عن دين ولا يدافعون عن حملة هذا الدين، فاللعب بالألفاظ والمصطلحات في مثل هذه الأحداث إنّما بمثابة مقولة بوش الشهيرة : "فمن ليس معنا فهو ضدّنا"، والقوم في خندق واحد في محاربة "الارهاب" في سورية والعراق بتحالف دولي رهيب على سكان البلدين، لا يرقبون في امرأة ولا طفل ولا عجوز إِلَّا ولا ذِمَّة، وهم في تحالف عربي "إسلامي" في اليمن أيضًا، وخوضهم معارك مع جنود أمريكا ضد مسلمين مناوئين لسياستها من الأمر الذي أصبح مألوفًا في البلدان المنبوذة، وقتل مستضعفين بعمليات إنزال كوماندوز على كل ما هو "ارهاب" في مصطلح المجتمع الدولي ودويلات النفط الوراثية.
فقرار ترامب التنفيذي إذاً من سياسة دويلات النفط الثرية في الحدّ من الهجرة لرعايا البلدان المذكورة، إذ يريدون من أمريكا ملجأ لهم ولحاشيتهم وديكور غربي خالص لنزواتهم وعُقَدِهم النفسية، فتسليط قرارا عنصري بهذا الثقل السياسي ليس سهلا على ديمقراطية هذا البلد العريق في الحريات الفردية والجماعية، وما مظاهرات الأمريكيين والأوروبيين إِلَّا من فلسفة هذا التوجه في تثبيت حقوق الانسان المتعاهد عليها، واِلّاَ فما بال استثناء رعايا بلدان دويلات النفط الخليجي من هذا القرار العنصري، وللقارئ والمثقف أن يقرأ ما بين السطور.
السلام عليكم

========================
كتبه : نورالدين الجزائري

05جمادى الاولى 1438هـ الموافق ل 01/02/2017




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire