Rechercher dans ce blog

samedi 19 novembre 2016

مقال بعنوان " اوباما : نوبل للخداع والحرب " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


اوباما : نوبل للخداع والحرب

المفرط من المساحيق التجميلية ومع تقدم السن يظهر قبح تلك المواد الكيماوية على الوجه وكيف تشوّه الخلق والخليقة، حتى يكاد ان يُشار اليه من بشاعة منظره، فعند انتهاء دوره في الحياة السياسية او الفنية من إعلام مرئي او ثقافة على حلبة الكاميرات او المسرح، يظهر المرء بوجهه الحقيقي دون قناع او مساحيق، فتظهر العيوب من اثار التجميل، وبعد استرجاع الصورة الحقيقية والنظر الى مرآة الحياة تراه يتمسح بالمبادئ وبما فُطِر عليه من قيّم، ويبكي على التفريط والتمثيل وعدم الانتباه الى نصيحة العقلاء، وكذا حال الرؤساء والسياسيين خاصة عند انتهاء مهامهم السياسية والديبلوماسية وسقوط الاقنعة والمساحيق امام الملأ ..
نعم في السياسة الوضعية لَبْس الاقنعة من دين البشر، خاصة العقيدة الديمقراطية، فهي متعددة الاوجه والخطابات والوعود، فقبل الحملات الانتخابية من كلام ووعود ليس كالذي يليه حين الترسيم والتربّع على مقاليد الحكم، فديدن القوم من قبل ومن بعد كالخير والشر، او كالأنهار والليل، فمن عالم الكلام الى عالم الممارسة والتطبيق صالونات من التجميل الى التقبيح، فعادة البشر ينظرون الى كلام من يحكمهم لا الى وجهه ان كان قبيح او حسن، فعند انتهاء المشوار ومهام الحكم معهم تراهم ينزلونهم منازل العين المجردة والإحساس الملموس ..
ومن بين هؤلاء الرئيس الامريكي باراك اوباما المنتهية ولايته، فقد ترأس اكبر ديمقراطية في العالم، ذلك السياسي الاسود البشرة ومن أصول أفريقية مهاجرة،  قُبِل مِن طرف الأمريكيين ومن بعض الدوائر النافذة في الولايات المتحدة الامريكية حتى اصبح الرجل الاول فيها، كانت حملته قبل الترسيم من ابسط حملات الرئاسيات الامريكية ومن اشدّها شراسة في الدفاع عن قيّم الديمقراطية وحرية الفرد الامريكي في حياة أفضل، خاصة بعد خوض سلفه حربين ضد "الارهاب" في افغانستان والعراق، فوعدهم الحلم الامريكي، فهل كان لهم من كفله شيئا ..!
استلم اوباما امريكا من سلفه جورج بوش الابن، فالرجل صعِق من هول الحقيقة ومن خفايا السياسة على اعلى المستويات، فملف الديون الداخلية والخارجية من حروب سلفه وتداعياتها جعلته امام واقع كان لابد من مواجهته، فالازمة الاقتصادية العالمية وخسارة البورصات الدولية جعلت من امريكا الانزواء والتراجع وغلق الباب من ورائها وخاصة القضايا الدولية الكبرى، وانساقت نحو سياسة اشدّ خطرا وغير شفافة اتجاه المنطقة العربية، فاوباما في حملته الانتخابية اصبح غير ذلك بعد ان سكن البيت الابيض وخاصة في فترة حكمه الثانية ..
استلم اوباما مقاليد الحكم واستبشر المسلمون به وبسياساته اتجاه قضاياهم حتى قيل فيه " شو هالطّلة الزينة علينا يا ابو حسين "، ومنهم من التمس فيه الخير اتجاه قضية فلسطين وإنصافها كونه مسلم الأصل، وراح الآخرون كونه محامي التكوين وصاحب قضية عادلة ما بين السود والبيض في امريكا انّه سينتصر لقضية سوريا من الطاغية بشار، وكل هلل واستبشر فكانت سياساته وبالاً على المسلمين وقضياهم في العالم الاسلامي ..
وعد اوباما في حملته الانتخابية غلق معتقل غوانتنامو الذي فتحه سلفه بوش في حق المسلمين ولَم يفعل، اتَّخَذ سياسة الارتزاق في حق رموز الامّة فكان بذلك اغتيال الشيخ المجاهد اسامة ابن لادن -رحمه الله- وزاد على ذلك سياسات اغتيالية عديدة أدّت حسب الخبراء الى قتل أزيد من 18 الف مسلم بطائرات الدرونز في كل من افغانستان والعراق وسورية والساحل الأفريقي، اوباما انتهج أيضا سياسة انقلابية في الشارع العربي وهذا ممّا اكّده الكاتب الأمريكي "مارك لينش" مؤلف كتاب (الحروب العربية الجديدة)، والذي ألقى فيه الضوء على الأسباب التي أفضت إلى وأد الربيع العربي، اوباما تبيّن من خلال الربيع العربي أيضا انّه أوصل ابله مصر الى الحكم وكان ما كان من تلك السياسات، اوباما أيضا من بارك الاتفاق النووي الإيراني ومن خلاله إطلاق يد الرافضة في المنطقة العربية وتنفيذهم لمخططها الفارسي الطائفي، اوباما من سكت حتى اخر عهده عن جرائم السفّاح السوري وقتله أزيد من نصف مليون سوري وأكثر من 15 مليون اخر من بين نازح ومشرد والمعاناة مستمرة، اوباما من خلال فترة حكمه زوَّد اسرائيل بأكثر من ملياري دولار من الأسلحة وعشرة ملايير اخر كهبة عسكرية، اوباما جيَّش اكثر من 60 دولة لضرب من عارض ويعارض سياساته في المنطقة وشيطنهم في حملة غير مسبوقة ..
 فالرجل في فترة حكمه داخليا شهدت امريكا اكبر موجة عنصرية اتجاه السود من قتل وتهميش وفقر وسلب للحقوق، فكوارثه الداخلية جمّة ومنها رفض الأمريكيين لاستمرارية سياستة بإعطاء ولاية اخرى لهلاري كلينتون، فما اخفاق حمّالة الحطب في الرئاسيات امام دونالد ترامب الاّ من سياسة هذا الفرعون ذو الوجه الاسود القبيح ..
فمن بروتوكولات روؤساء امريكا عقب انتهاء ولايتهم الحج الى أوروبا، فاوباما من يومين كان في ألمانيا وعددا من الدول الأوروبية تخللتها لقاءات وداع وتشكرات للنادي الصليبي، وَمِمَّا شدّ انتباه بعض المراقبين ما قالته ميركل له مذكرة إيّاه بالأزمة السورية وأنّ معاناة السوريين هي من بشار وليس "داعش" فصدقت وهي الكذوب وان دل ذلك إنَّما يدل على المسؤولية التى آلت اليها اوضاع السوريين من خلال إدارة ظهره لقضيتهم ومعناتهم، فالرجل بعدها خطب وذكّر بمبادئ الانسانية السمحاء فوا عجباه، فعلى وجهه كان يُرى قناع الأسف والتشفي وأنّه احد سفاحي امريكا المعاصرين وان لم يكن كبيرهم على الإطلاق ..
اوباما ومن خلال فترة حكمه لامريكا وبعهدتين رأى العقلاء في الرجل انّه كان من أشدّ المستبحين لدماء المسلمين والأكثر من تنكَّر لقضاياهم، وأكثرهم من تزيّن بمساحيق السياسة والدبلوماسية، ولكن لكل اجل كتاب ولكل كتاب حروفه وقصته، وسيذكر التاريخ اوباما انّه من ملاعين البشرية، فاذهب الى الجحيم أَيُّهَا المقنّع الحقير غير مأسوف عليك والى مزبلة الطغاة الملاعين ..
السلام عليكم ..
=========================
كتبه : نورالدين الجزائري

19 صفر 1438هـ الموافق ل 19/11/2016


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire