Rechercher dans ce blog

lundi 14 novembre 2016

مقال بعنوان "احتكار السلفيّة وتزييف المصطلحات" بقلم المدون نورالدين الجزائري


احتكار السلفيّة وتزييف المصطلحات

حرب المصطلحات أو ألغام الكلمات، حرب من نوع آخر شُنَّت على الامّة بسواعدها ومن أبنائها وحتى من بعض علمائها ومثقّفيها وأصحاب الأقلام الإعلامية والمؤثرة على المجتمعات الاسلامية، لم يسلم منها إلاّ من أوعز إلى هؤلاء زرع ألغامها في أوساط أبناء الامّة اليوم، والمآلات إليه اليوم من هذه المصطلحات كوارث ما بعدها كوارث أتعبت كل الحكماء والعقلاء .
والأمثلة على ذلك لا تُعد وغير محصورة، فتحزّب المسلمون لغير دينهم، وتعصبوا لغير عقيدتهم، فكم كان ذلك ثبورا وخسرانا، ونصوص الوحيين حذّرت من الفرقة والتفرقة، وحذَّرت من اتباع غير سبيل المؤمنين، وأنّ ما كان ديناً البارحة فهو دين اليوم وغدا، وذلك بإرجاع المسلمين إلى دينهم ومصدر إيمانهم الاول، والذي نبذه كثير منهم اليوم باسم الحزبية والموالاة لغير الله ورسوله، واتباع مردة شياطين من الإنس من دعاة على أبواب جَهَنَّم مرورا بعلمانيين في ثوب إسلامي، همُّهم المصالح الشخصية وليذهب دين الله إلى خانة السهام الموجّهة ..
فالرائج اليوم على الساحة الاسلامية هي السلفية بمفهومها المعاصر، مصطلح اُحتُكر من طرف فرقة لا ترى إلاّ ما ترى هي، ولا علم إلاّ ما درّسته هي، ولا رؤيه إلاّ ما خططت له هي، فاحتكرت الإيمان والعلم والمشيخة والمعلمَة حسب أجندتها وأجندة من وراءها، ومن خالف فيا مرحباً بسهام المصطلحات الجاهزة الأخرى. فهذه الفرقة اليوم هي من تتصدر وتصدرت المشهد الاسلامي من عقدين ونيف، فلا يَرَوْن في السياسة رؤى فردية أو نقد سياسي شرعي إلاّ ما يمليه ولاة الامر على الرعية وان كانت سياستهم ليست شرعية او أقرّها قرآن او سنّة ناهيك عن سبيل المؤمنين، ومن جملة ما يعتقدونه في النصوص يكفرون به في تطبيقها، فنصوص الحكم بما أنزل الله على الكتب وداخل جدران المساجد وقاعات الندوات وما عدى ذلك فهو الفتنة والدعوى إلى الخراب، وما الفتنة إلاّ الشرك بالله الذي استوطن جدران قصور أولياء الامور، لا يريدون أن يُدّل عليه ويُتكلَم فيه، فلسان حالهم مضطرب في هذا الباب، ومن تكلم في ذلك سُلّطَت ألغام الكلام عليه ونُعِت بالغلو والتّطرف وبالخارجية، وأسندت مصطلحات أخرى إلى الدوائر السياسية في قصور الشرك إلى نعت من خالف بالإرهابيين والمخربين وبالأيادي الخارجية، فالمصطلحات جاهزة ومتعاون عليها لإلغاء المخالف ولو أدّى ذلك للقتل والسجن أو التجريح أو الاقصاء أو النفي في بعض الحالات، فعندما يتحالف السلطان وأحبار السوء وسدنتهم فالسلام مرحلياً على دين الاسلام ..
نعم احتكروا مفهوم الاسلام في سلفيّتهم اليوم، سلفية السلطان الكافر وليس الجائر، فحاشى أن تُنَزَّل النصوص في ذلك على من تحالف مع أعداء الله ضد الاسلام الصحيح المنزّل، فيتباهون أنّهم من الفرقة الناجية وهم غارقون في الفرقة المميّعة والتي خالفت نصوص الوحيين وما كان عليه سلف الامّة من الإنكار على أعداء الدِّين الظاهرين، وجهادهم باللسان والسنان لكل دخنٍ أو تحريف للغالين، يتمسحون بما مان عليه أهل العلم، وأن لابد من التصفية والتزكية وتربية الفرد والاسرة، يقولون بلسان أهل الحديث وأنّهم بذلك على أثر الإمام أحمد ومفهوم ابن تيمية وتجديد محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله جميعاً، وصدقوا وهم من الكاذبين، إذ العدو في داخل البلاد والأمصار يصول ويجول ومتّخذ قواعد وأحبار من ساسة ومشرعين وأصحاب أقلام، فهل كان يرضى من تُمُسّحَ بهم أن لا ينكروا عليهم هذا العمل من القول والفعل، فما جاء في أثر الامام أحمد أن الفرقة الناجية هي أصحاب الحديث إنَّما كان شرع الله قائم يحكم بين الناس بما نُزِّل، ولَم تكن فارس والروم في بلاد الاسلام، فجهاد الدفع يقتضي أن تُعطَّل فيه الحياة السياسية والعلمية حتى يُدحَر العدو خارج الحدود لدولة الاسلام، فالتدليس والتلبيس على الناس لهو الإفك المبين الذي طال أبناء الامّة اليوم وما وصل إليه الاسلام من كثرة سهام المصطلحات وما خُفي أعظم وأظلم.
فالكل اليوم له قسط من المسؤولية إلى ما آل اليه دين الله عزّ وجل من هذه المصطلحات الخبيثة، فأضحى دين الله في خانة الجاني على الأفراد والمجتمعات والدول، فشربنا مفهوم الإرهاب وقبلناه من هيئة الامم المتحدة والتي اتّحدت إلاّ على الامّة الاسلامية، وأصبحنا ننعت من جاهد لتكون كلمة الله العليا بالإرهابي، وزاد البعض على ذلك بإنزال النصوص على فئة معيّنة فهمت من نصوص الوحيين ما فهمه الصحابة والتابعين في جهاد أعداء الله وسمُّوهم بالخوارج المارقة، وكأن حكم علي بن أبي طالب قائماً بالكتاب والسنّة، أو دفعوا أحداً منهم على اثر بن عبّاس في محاورة هؤلاء وإقامة الحجّة والبيّنة، فما فهموا نصوصا ولا اقتفوا بأثر من طبّق النصوص، فزادوا بذلك شرخاً وجرحاً نال وينال من الأمّة فأين العقل يا أولي الفهم.
وإن حاججتهم بمفهوم النصوص التي بين أيديهم وبيّنت لهم سوء فهمهم فيا سهام بارود المتفجرات على شخصك وإسلامك وإيمانك، لا يرقبون فيك خلافا ولا توسعاً، فحجّروا ما هو واسع واحتكروا الفهم باسم السلفية العلمية وما شابه ذلك، فهمهم يدور على ثلاثة محاور من العلماء وزاد الرابع مقياس الرجال في الجرح والتعديل والميزان، وما عاد ذلك فأنت من المطرودين من سلفية ولي الأمر الحكيم، فالبلاهة والبلعمة رأس فهم القوم بلا عذر أو ترجمة، ومنهم من احتكر الجهاد والتنظير وقالوا بما قاله بلعام اللّعين، فإن تحزّبت إلى قاعدتنا فأنت من الأحياء وإن كان الامير مقبور وفِي رحمة ربّ العالمين، وإن بيّنتَ لهم سوء منهجهم فقولهم اقتلوا المارد قتل عاد واطرحوه في جَهَنَّم إنه من الكلاب العاوين، ومنهم من رضي بنصف الدين ونصف الكفر فسمى ذلك تدرجا في الدين، وكتب وألّف وحاور وناظر باسم العلمانية بغطاء المصلحة والمفسدة فاُلقي في الأخير في غياهب السجون، فلا دين أقام ولا على عقيدة حافظ فأصبح أضحوكة العالمين فسبحان ربي العظيم.
فالأمّة اليوم تفرَّقت وتحزّبت إلى طوائف وأحزاب وجماعات وكل ذلك من البعد عن فهم دين رب العالمين كما نُزِّل وفُهِم، ومن فهمه كما كان عليه الصحب وأهل الأثر فهو مُغيَّب اليوم تحت الارض أو مشار إليه تشويها بمصطلحات سُوّغت لغير الحق المبين، والذي على المسلم معرفته ومعرفة أهله والتزامهم به والدفاع عنه أجمعين، فلا يغرّنّك المظهر وحسن الْكَلِم، فرُبَّ أشعث أغبر من أقصى المدينة ومعه الحق فألزمه ودافع عنه ولا تلزم صاحب وخطيب المسجد الأنيق الذي ألِف الدرهم والدينار ويسبح بحمد صاحبهما أناء الليل وأطراف النهار وفِي جعبته وعلى لسانه ألغام يفجّرها هنا وهناك على الموحدين الحقيقيين لاستمرار طمس نور الوحيين والانتصار للظلمة والكفرة الملاعين على حساب نور الوحيين وما هم عليه أصحاب الثغور اليوم ..
السلام عليكم
====================

كتبه : نورالدين الجزائري 
11
صفر 1438هـ الموافق ل 11/11/2016


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire