Rechercher dans ce blog

mardi 15 novembre 2016

مقال بعنوان " #حرب_الموصل ... الجزء الثامن : الحشد الشعبي " يقلم المدون نورالدين الجزائري


#حرب_الموصل
الجزء الثامن : الحشد الشعبي ..

يصف بعض علماء النفس والاجتماع للهمجية أنّها حالة انفعالية مؤقتة لشخصٍ تأثّر بعد صدمة ما في نفسه أو معتقده أو ما حوله، جعلته يَتَّخِذ ما كان يُبطن من وحشية في ذاته أن تخرج وتنصهر كقوة انتقامية لا يضبطها دين ولا عقلانية، يطوٌر أساليبها على مراحل من جنونه وينفّذ من خلالها أجندات تخدم رؤيته الوحشية ككائن عاش مظلومية وعليه ردّ المظالم بأي ثمن كان وبغض النظر عن النتائج المرجوة ..
فمن خلال هذه الشخصنة للمظلومية ولروح الانتقام من "الظالم" عمدت دول مؤثرة في أيامنا إلى السماح من "المظلوم" أن ينتقم لنفسه ولدينه ولتاريخه، وسمح ذلك حتى بتدوين قضايا مظلومية في هيئات أممية أو محاكم عدل دولية، كقضية اليهود واضطهادهم من ثلاثة آلاف سنة ومنها إقامة دولتهم في فلسطين، ومنها أيضا تيمور الشرقية والتي انفصلت عن أندونيسيا بمظلومية الاضطهاد للأقلية المسيحية، وأيضاً انفصال جنوب السودان عن السودان الأم بنفس المظلومية، فالكل يتحجج بنفس السيناريو حتى جاءت حرب العراق وسقطت بلاد الرشيد في يد الأمريكان ومنها سلمته إلى ايران لإدارته بالنيابة وبوصية على مظلومية الأكراد والشيعة العرب على حساب سنّة العراق، فنتج عن ذلك انتهاكات وتجاوزات في حق أهل البلد الأصليين وهم العرب، فالكل أصبح ينال منهم باسم الهمجية الانتقامية أو المظلومية، والتي أورثت القوم إفهام الانفصالية، فما كان منهم إلاّ تقسيم المقسم إلى جزيئات محقونة بالطائفية وفرض الأمر الواقع وإن لم يتم الامر على الخرائط في البلد الواحد، فهم في حرب ضروس مع من يريد أن يجمع بالعدل والمساواة، ولكن نزوة الهمجية أعمت القوم إلى حين ..
كان لابد من ابناء السنّة الحد من مزاعم المظلومية في العراق، فالشيعة العرب تخندقوا مع شيعة إيران، وإيران معروفة معلومة أنّها تُكّن للعرب صاعا من الحقد منذ هدم امبراطورية فارس، وأنّها أعادت برمجة كل شيعة العالم عقائديا، وغرست فيهم فيروس الكره للعنصر العربي، وحقنتهم بالطائفية اتجاههم، فمن جملة ما يؤكد هذا الكلام أحد رموز الشيعة المعاصرين وهو الميرزا عبد الله الإحقاقي حيث قال :" إنّ الصدمات التي واجهتها إيران والروم نتيجة لحملات المسلمين أورثت في نفوسهم نزعة صدود عن العرب، فدانوا بالإسلام ظاهرا وضمروا العداء باطنا .."، فلا غرابة من العنصرية المحمولة في جينات شيعة العرب اليوم اتجاه أهل السنة، ولا غرابة للطائفية التي انتهجوها للمطالبة بالمظلومية كفرية دمّ الحسين رضي الله عنه، فالكل يعلم من قتل سِبْط رسول الله ومن كتبهم ولا مقام لسرده الآن لتفاهة الادعاء، فحقدهم من موروث إمبراطوري محض مُغلَّف بهذه المظلومية اللاعقلانية ..
فمن البديهي أن يلقى غزوا لبلاد ما مقاومة أو جهادا لصدّه ودحره وإخراجه وإرجاعه من حيث أتى، فالأمريكان حين دخولهم العراق واجهوا مقاومة سُنّية خُذِلوا على أثرها من طرف الشيعة بفتوى السيستاني المشهورة، وكذا الأكراد من طرف رموزهم آنذاك البرزاني  والطالباني، فوجد عرب وسنة العراق أنفسهم يقاومون لوحدهم المحتّل الامريكي لبلاد الرافدين إلى أن خرجوا من الباب مهزومين، ودخل المحتل الثاني ألا وهو إيران بتفاهم أمريكي من الشبّاك، ليتربّع على مقاليد السلطة فيه بسلطة الميليشيات المعروفة كفيلق بدر بزعامة هادي العامري والمعروف بالحاج الهادي، والذي شارك الأمريكان في احتلال العراق وأصبح بعد خروجهم حزب سياسي والمسمى بمنظمة بدر، وكذلك الحاج المهندس والذي هو جنرالا تحت إمرة قاسم سليماني زعيم فيلق القدس والذي بدوره ساهم في سقوط صدام ومعاونة الأمريكان، وبهذه المليشيات اكتمل المشهد السياسي والعسكري في العراق بعد الغزو، ومن خلالها استلمت مقاليد الحكم تحت عين أمريكا وبإدارة إيرانية صرفة ..
فالعراق لم يعرف إبّان حكمه للأقليات أو الطوائف المنتسبة إليه مثل هذا الاحتقان الذي خلّفه الغزو الامريكي والمدار بأسلوب شيطاني من إيران مثل ما هو عليه اليوم، فالقوم في خدمة أجندات إقليمية ودولية، فهم راْس حربة المشروع الصفوي في المنطقة، وكذا اليد الضاربة لأمريكا في ترسيخ مفهوم الشرق الأوسط الجديد، فقتلوا وشرَّدوا وشربوا من دماء أهل السنّة للثمالة ولا قناعة، فكان لابد من ردعهم وإيقاف همجيتهم ونشرهم لكفرهم ومشروعهم المجوسي، فما كان من الدولة الاسلامية إلاّ أن تتخذ معهم طريقة غير معهودة لردعهم، فراحت تقتّل فيهم حتى صُدِموا من هول التنكيل والرعب، وَمِمَّا أذهل القوم عملية قاعدة سبايكر الجوية في 2014م والذي تمّ من خلالها أسر أكثر من ألفين من هذه المليشيات المتغلغلة في كل المؤسسات الأمنية والتي أضاقت أهل السنة الويلات، والتي أصبحت طائفية محضة في عهد رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي وكانت تحت إمرته مباشرة، فتمت عملية تصفيتهم جميعا حتى كاد العراق وقتها من هول الحدث أن يسقط في يد اسود بلاد الرافدين كما صرح اكثر من مسؤول عراقي وغربي ..
فحادثة سبايكر جعلت القوم في حيرة من أمرهم ممّا أصابهم  من صدمة وعدو بهذه الشراسة، فأجمعوا أمرهم ونادوا في المدائن حاشرين أن أدركوا مظلمة آل البيت باسم الحسين، فأصدر السيستاني مرة أخرى فتوى توجب من خلالها الدفاع عن المقدسات والثأر للمظلومية، فتأسس من خلالها الحشد الشعبي والذي يترأسه جنرالين ووزير وهما هادي العامري زعيم فيلق بدر والحاج المهندس المسؤول في فيلق القدس والكل تحت إمرة قاسم سليماني الإيراني والذي يُعدّ الحاكم الفعلي للعراق بمباركة وغطاء سياسي أشرف عليه المالكي رئيس وزراء العراق حين التأسيس ..
فشهد ولادة هذا الحشد الهمجي الطائفي حلفا إيرانيا أمريكيا خليجيا، فأوزعت له مهام محاربة الدولة الاسلامية بلا أخلاق حربية، مهمّته سياسة الارض المحروقة، والقضاء على أبناء السنة من الرجال وسبي الذراري والنساء وسرقة البيوت والممتلكات، فمجازره موثوقة معروفة من تكريت إلى الفلوجة مرورا بالرمادي وديالى، فسماء تحركاته طائرات الخليج وأمريكا، وأرضية خططه مستشارين عسكريين امريكان وغربيين، وله مساندة من الحرس الثوري الإيراني، فالحشد الشعبي أو الهمجي عبارة عن قوة همجية من ابناء الطائفة الشيعية قليلي التمرين العسكري والخبرة وإن اُحيطوا بترشيدات عسكرية محترفة، فعند النزال قتلاهم بالآلاف وكأنّهم أفواه بنادق بغير عقول إنسانية، شعاراتهم همجية باسم المظلومية، راياتهم تدّل على توجهات القوم ونعراتهم الطائفية الدفينة، فهم خليط من جيش وطني وشرطة اتحادية ومعمّمين وعوام تسيّرهم ايران وقوى المنطقة والدولية لمآرب متعددة، فمهمة الجميع محاولة إخماد المارد السني والقضاء عليه قبل أن يلتهم الجميع بعمليات أشدّ شراسة من حادثة سبايكر الشهيرة ..
فالحشد الشعبي اليوم أصبح أداة في يد ايران ترسم به مخططاتها الفارسية الصفوية، فكما أسست حزب الله في ايران والحوثة في اليمن، فها هي اليوم وراء هذا التجمع الهمجي والخليط الفريد من نوعه والذي تعتزم أن تجعله الحرس الثوري العراقي على غرار الحرس الثوري الإيراني بعد انتهاء مهامه في العراق ب "القضاء" على الدولة الاسلامية وتركيع السنة للمشروع الرافضي الفارسي، فبه تريد أيضا إخضاع دول الخليج وتهديدها وبأن الدور عليها، وهذا ما صرّح به بعض معمّميه في توسيع دائرة المظلومية لتشمل دول المنطقة السنية والثأر لدم الحسين من أحفاد يزيد بن معاوية، فالقوم في نزوة وهمجية من حلمهم وفِي غطرسة غير مسبوقة من حجمهم، فعشرات الآلاف الهمج من هذا التجمع غير قادر على مواجهة بضعة آلاف من أسود السنة، فلولا الدعم طائرات "عدو" الامس لكان من خبر اليوم، ولكن الهمجية لا يردعها إلاّ الصبر والعقلانية والتخطيط المحكم، فالمعركة في أول مهجها ولم يحمى الوطيس بعد، فالدّاعم في أزمة مالية غير مسبوقة فقد أنفقوا من الأموال حتى عادت عليهم بالويل والثبور ولَم يحققوا إلاّ قلع ضرس من جسد الامّة، ، وفِي تقهقر وتراجع من الفاتورة الحربية،فحين انقشاع غبّار المعركة سيُرى حجم الحشد الشعبي وأنّه جرذ من كرطون لا يقتات إلاّ من زبالة الداعم والموجّه ..
السلام عليكم ..
======================
كتبه نورالدين الجزائري
15 صفر 1438هـ الموافق ل 15/11/2016
 .


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire