Rechercher dans ce blog

samedi 5 novembre 2016

مقال بعنوان " عقول من رزّ " بقلم المدون نورالدين الجزائري


عقول من رزّ ..

 قيل للبغل :" من أبوك؟ قال: الفرس خالي .."، مقولة لطالما اتّسمَ بها من يزور الحقائق ويريد بفهمه نصرة هواه إلى مذهبه مرورا ببيع وشراء من ذمته ولو على حساب المشروع الذي يُؤْمِن به ..
ترى البعض لا يكاد أن يكون له ركزا إلاّ إذا فجر في الخصومة، فمنهم من لسانه سليط وبالأمر خلل في التربية، ومنهم من يكون لمّازا غمّازا فهذا من مدرسة سلولية، ومنهم كذلك من لسان حاله الكلام عن الجبال ولا يحسن صعودا، وأفضحهم أمراً من تكلم في غير فنّه فأتى بالعجائب السبع ..
ظهر البغدادي في كلمة مسجلة وتحدث فيها عن الوضع الميداني والسياسي الذي تمر به الدولة الاسلامية إزاء هذه الحملة الشرسة من كل العالم على مدينة أغلب بنيانها من العصر الحجري المعاصر، فأوجز من خلالها ان المعركة مصيرية وهي معركة بقاء التوحيد وثبوته أو إزالته بشرك وطمسه، وإمّا نصر لأهل السنّة يكون على إثره تنفيس وعزّة وسيادة، أو عبيد في يد ميليشيات الصافّات الثلاثة الهمجية يريدون من أبناء الاسلام حميرا تُركب في المنطقة، فالأعداء بيّن مقصدهم ولا نفاق في نواياهم، يريدون إسلام النبي وصحبه إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب مرورا بشيخ الاسلام ابن تيمية، وما اجتماعهم إلاّ على هذه العقيدة والتي عرَّت صفيون وصهيون وصليب ومخططاتهم في بلادنا.
لا عجب من الصّافّات الثلاثة ومشروعهم في المنطقة، فله رجاله ولله الحمد لصدّه وكسره، والامة اليوم باتت وليدة وغير عقيمة لإنجاب مثل هؤلاء الاشاوس الأحرار الذين يرغمون أنوف الأعادي في ذُل الهزائم، ولكن عجبي من أهلي، المحسوبين على أهل السنة والجماعة، أصحاب المشاريع الورقية الكارتونية، المتسولة على أبواب دعائم الحملة البربرية، والغّارين بطائراتهم على من لفظ نفاقهم وعرِف معدنهم وعمالتهم المجانية، عجبي من بعض شيوخ العراق أصحاب السبق في التحذير مِن الميليشيات الباطنية البربرية، عجبي ممن يعرفون مَن العميل والشريف بحكم العلاقات والمعرفة بالعشائر التي في المنطقة، عجبي ممن يقول أن من في خندق صدّ الهجمة أنّه عميل للمعتدي وأداة لتخريب ما تبقى من أرض أهل السنّة، وتاريخهم يشهد من غزو العراق إلى احتلاله أنّهم أداة صحوات أو عمالة جاسوسية للصّافّات الثلاثة، فكيف لذي لبٍ أن يصدّق متسول أنّه غني من التعفف ويداه ممدودة في كل وقت وحين لمزيد من رزٍّ مقابل حبرِ غدرٍ ولو على حساب الشرف والامّة، وربي إنّه زمن عقول الرزّ وحاشا لونه الأبيض الخالي من الدياثة ..
نعم الكل نال من هؤلاء الصادقين بقدر منصبه وقلمه ولسانه من الذين يريدون العيش بما اعتقدوه يقينا، كافرين بما فهمه بني قومي من إدارة سلوك ومعيشة ذُلٍّ وبسياسة عبثية، فلسان حال من في الخنادق إرادة تحرير الامّة واستعادة سيادتها وخيراتها وزمام أمورها وحرية واستقلال سياستها، ويأبى من غرق في العمالة إلاّ أن يصرّ على التبعية لنظام عالمي كفر بأهل السنّة، وما حالهم كحال الذي يحفر قبر أمّه وهو أخذ وهارب بفأس الحفر، ولكن من استمرق في الهوان هان عليه أن يعرف الحلو من المر، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ..
يتباكون على أهل السنة في العراق والشام، ومن حق كل إنسان أن تحرّكه الفطرة حتى يرقى لسلّم المخلوقات، ولكن كم مات من السنّة في بلاد الرافدين من التسعينات من القرن الماضي إلى يومنا هذا  قبل ذرف دموع التماسيح اليوم، ألم يكن مشروع من استلم العراق بعد الغزو في أجندته وسياسته تبديل ديمغرافي للتركيبة السكانية في العراق، أين محل أهل السنة في بغداد، ألم يصبحوا قلة بعد أن كانوا كثرة، أين دموعكم من كردستان العراق الذي تحوّل إلى مشاريع صهيون، لكن لا عتاب فلكم رزّ من تلك الاستثمارات، ما دهاكم أن صاح فيكم من طلّق ما تعتقدون و أراد استرجاع الذي ضيّعتم، أوَ عندكم كتاب فيه وصية أن بلاد الرشيد لكم، ساء فهمكم وفاق غباءكم غباء الحمل في حقل الذئاب ..
وعجبي أيضا ممن ينهق في المنطقة أن البغدادي ومشروعه من عطّل ودمَّر بلاد الشام، عجبا وربي عجبا، وقولكم إنّه أجندة، فعلى المدّعي البيّنة وبأدلّة صريحة دامغة، وإلاّ : يا أَيُّهَا النمل ادخلوا مساكنكم، أَيُّهَا العباقرة من قتل فيكم أزيد من نصف مليون مسلم في سورية، وشرَّد نصف الشعب السوري وبات مهاجراً أو نازحاً، أوَ ليس طائرات أولياء أموركم من تحلّق في سماء سورية وتدير ظهرها أقوات الاسد، كيف تفكّرون وكيف تنظرون إلى ما بعد أنوفكم، من قتل من، ومن دافع عن من، ولكنّكم قوم بهتٍ وافتراء ..
فالحق أحق أن يُعرف وبُتّبع، ومن جاء لقتلك ولطمس معتقدك وأخذ مالك والعبث بأهلك وأرضك فما له إلاّ السيف دواء، وقد اجتمع العدو و"الصديق" على قتال هؤلاء على صعيد رجل واحد فما عسى هؤلاء أن يقولوه لكم إلاّ كما قالت العرب : نحن أهل حرب تعرفنا ونعرفها، ولضربةٍ في عزٍّ خير من عيش في ذلّ، وأن الرجولة لا تُشترى بأموال نتنة، ناهيك عن الدين والعقيدة فهما من المقاصد، فلا حياة أن مسَّ التوحيد فهو الحياة يا أصحاب الرزّ ..
=========================
كتبه : نورالدين الجزائري
05 صفر 3714 هـ الموافق ل 05/11/2016


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire