Rechercher dans ce blog

mercredi 25 janvier 2017

مقال بعنوان " حتى لا تكون إلّا راية" بقلم المدون نورالدين الجزائري


حتى لا تكون إلّا راية ..

يقول ربي عزّ وجل : "ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا " ، كان ذلك يوم الفرقان، في شهر رمضان، ومنهم من قال أنه ليلة القدر، ومنهم من قال أنه يوم أن فرّق الله الحق والباطل، وجعل بينهما بَرْزَخا من السيوف لا يلتقيان إلى يوم القيامة، ومنهم من عدّه ميلاد الجهاد في سبيل الله، فالأقوال كثيرة والفهم واحد، والتأويلات عديدة والاستنباط واحد، فالله عزّ في علاه أراد من ذلك اليوم أن يُفْرَق الأمر الحكيم، وأن الوعد وعده وإن لم ترغب الأنفس وتنادي بالتلاقي، وإن لم تُضرب المواعيد للميادين والسيوف على رؤوس تُرى منها البوارق، فذلك أمر الله ومنه بدأت الصواعق على أهل الكفر والزنادق.
 لم يكن الله أن يتر دينه يعلوا عليه الباطل بلسانه وسنانه، فالله حكم عدل في كل أموره، فالدين محفوظ لا كلام، والمسلمون ممتحنون وفِي سُنن الله يسبحون، فمنذ فجر الاسلام وعجلة التمحيص في دوران، والابتلاء بحسب الايمان، وهي معمل للرجال الصادقين، وسوق التجار المخبتين، فالسلعة هي الجنّة والعملة هي الدماء والأشلاء، وقبل كل ذلك توحيد ونيّة مسبوقة، أنّ الدين والحكم كله لله، ومن حاد أو زاغ فمصيره لا يُذكر إلّا بقدر خروجه عن مراد الله، وربّنا غنيّ عن العالمين.
 ولو تأملنا في صفحات تاريخ الأُمَّة لنطق حبره وتأنّى قائلاً مهلا أيّها الدارس لسنن من كان قبلك في العبر، وخذ مني أحسن السِيّر، فدين الله فيما أذكر نُصِر دائماً بالقلّة، أوَ لم تَر سريه خالد وبن الوقاص والحارث والمثنى، إسأل غبار المعارك وعدّ لهم كم من جواد عُقِر وسيف كُسِر، كم من جرحٍ في أجسادهم شاهدة، والجروح إلى رَبِّهَا مبتهلة، إن الأمر أمرك ونحن في وسط طحين وعساكر عاتية، فما كان منه إلّا أن زوّدهم بالملائكة مردفة، وللموحّدين ناطقة، أن اثبتوا فربّكم لن يتر أعمالكم، والنصر لكم يحبّكم وتحبّونه، فتح من الله ورضوان، فهل من معقّبٍ لأمره، ولوعده، ومكذّبٍ لما في التاريخ بسواد حبره، إنّ العاقبة لمن صدق، إنّ العاقبة لمن صبر، إنّ العاقبة لمن ثبت، فزلزال التوحيد قرآن نتلوه اليوم على لسان الصحابة : متى نصر الله، ألاَ إن نصره من نصر مراد الله و تحمّل عبء وثقل الأمانة ورفع الراية لغاية.
 فالتاريخ اليوم يعيد علينا صفحاته، ويرغمنا أن نقرأ لسطوره، فمن رحم الفهم نحسن التدبر، ومن دراسة عمق الاستنباط يُسهل فهم المناط، فكما أنّ لا ينجس الماء من قلّتين فكذا التوحيد لا يضره كثرة الشرك والأنداد، فما هو صحيح إلاًّ وأساسه ماكث في الارض، وما سواه فهو زبد يُتلف بإشراقة شمس أو حرّ، فللّه الأمر من قبل ومن بعد، لا معقّب لمراده ومعطّل لحكمه، وربّك يجتبي من يشاء لرفع رايته، راية الحق المبين على الكفر اللعين، وعلى رأس كل مئة عام يبعث الله لهذه الأُمَّة من يلطمها على ما في صلبها ويرجعها لدينها ويجدد لها دورها في الارض، فما بعث هؤلاء إلاًّ من كثرة الظلم والظلم هو الكفر، ولابد لسيف أن يقوّمه، وكتاب يعطّل صفحاته، ورجالٍ يقومون عليه، فهم على أعين من رَبّهم وقد مضت سنن الذين من قبلهم فيهم أن العالم سيجتمع عليهم، ديدنه أن اخرجوا من قريتنا من نأى عن دين الآباء الجدد وتشريعاته الحديثة، وأن هؤلاء من الخوارج على المنظومة الدولية، فقتالهم قتال عاد وإن لقتلهم الأجر بالرفعة وميزات دولية، مكرٌ من #جنيف و# الرياض إلى #أنقرة واليوم #أستانا، عشرات الدول من العالم المتحضر بترسانتهم القتالية أمام بضعة من اصطفى، ومن قالوا ربنا وربكم الله وما دعوتنا إلاًّ إن نقيم شرعه على أرضه، فإن أيتم فالسيف بيننا، ولم يبغونها دماء ولكن حَقَّت كلمة العذاب على الذين لا يؤمنون، وعلى الذين لايرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة، فبعدما كشّروا عن أنياب الكفر في البلاد الاسلامية جاءهم وعد الله برجال يحبون التوحيد كما يمرقون هم في الشرك والتنديد، ولابد أن يُفْرَق الامر ونصر الله لعباده لا محال وإن طال وزاد القتل .
 انظروا إلى ما آلت إليه أخبار من لم يتصفح التاريخ وتتلطخ أصابعه بحبر اوراقه، فالجهل بعِظَم الصفحات فيه أول السقوط في حضن التيه وأيادي التبعية، فالبارحة وبعد سقوط الخلافة، إرثها قُسِّم إلى دويلات وظيفية، فاسأل من في الأجداث يحدّثونك عن أخبار هول المفرق، فهل يُسمع الصم الدعاء، وما كلام الرويبضة إلاًّ من قاموس الدهماء، فرضوا بالقسمة ونادى من قيل إنّهم العقلاء إن أبقوا على التركة وصنم الوطنية، ولكل ولاء براية، أسموه علماً وفِي ذلك تقاطعت أرحام الأُمَّة، وعلى ذلك تقام الموالاة والتحالفات والحرب على الخيانات والخروقات، وكلٌ يغني وطنا وحدودا وعليهما يموت مخلصا "شهيدا"، فالبعض منهم ويكاد أن يكون كلّهم تحالف مع الشياطين لإبقاء حكمه عشرات السنين على حساب العقيدة والدين، إلاًّ أن جرت السنن في هؤلاء أن يعود الدِّين والعصابة التي تقاتل من أجله، فبيّنت زيف إسلام البعض من بيده أمور البلاد، فأوعز بعضهم إلى بعض أن جاء من يفسد علينا المعتقد، معتقد الغرب في الحياة والذي رضيناه ديناً من دون صراط الله، فعجلة التاريخ أسرع اليوم ممّا كانت عليه بالأمس، والأحداث فيها قسمت الأُمَّة إلى فسطاطين، فسطاط رجوع إلى سلف الملّة، وفسطاط تحيّز إلى الكفر وما عليه المنظومة، فبرزت راية واحدة تقاتل عليها اليوم عصبة من أبناء الاسلام حتى يكون الدِّين كلّه لله ولا مساومة فيه، ويكون دين المنظومة في مراحيض التاريخ ولا مبالاة.
 فيوم بعد يوم يتراء الجمعان وتزداد الرايتين وضوحا، فمن قدر الله وحكمته زال أقوام من ركبوا جواد التوحيد كذباً وبسوء نيّة، فكان ديدنهم التذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى أهل التوحيد الخالص، نراه اليوم ما بين دين أمريكا وشرك حكوماتها الوظيفية يسبحون، فستجري سنة الله فيهم أن أكرم هؤلاء عنده أتقاهم بشرط الرجوع إلى أهل التوحيد وخاصته والتخندق معه إلى أن يفرق الله ما بين الفرقين، وما نراه من تحالف دولي إلاًّ تمهيدا حتى تصطف ثمانون راية شركية أمام راية واحدة، وما الترشيحات اليوم إلاّ استباقاً لما سيكون عليه ذلك المشهد، وأن المجريات اليوم ما هي إلاًّ وليتّخذ منكم شهداء، وليمخّص ما في القلوب، وأن جذوة التوحيد بان أوّارها ولن تنطفئ بعد اليوم، فنور الجذوة من مشكاة نور الله، والله هو نور السموات والأرض، وأن أمره في خاصته من عباده أن ينصرهم ولو اجتمعت وتكالبت عليهم أمّم الدنيا، وقد تعددت الرايات، رايات الشرك الثابتة، وسقطت البعض منها والتي تنادي بما ينادي به أهل الله وخاصته، ولكن القوم جرت عليهم السنن حتى لا تكون إلاًّ راية، راية يُعزٌ فيها دين الله ويُذل بها الشرك على أرضه، وما نراه اليوم إلاًّ كيوم الفرقان يوم أن تواعد أهل الايمان مع أهل الشرك والكفران بدون إرادتهما، وفِي ذلك من الفجر الموعود، وإلى الله ترجع الامور وهو عالم الغيب والشهادة القوي المتين ..
السلام عليكم ..

====================

كتبه : نورالدين الجزائري
27
ربيع الثاني 14388هـ الموافق ل 25/01/2017





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire