Rechercher dans ce blog

mardi 17 janvier 2017

مقال بعنوان : #حرب_الموصل .. الجزء التاسع :" ما الذي يدور في دير الزور .."بقلم المدون نورالدين الجزائري


#حرب_الموصل ..
 
الجزء التاسع :" ما الذي يدور في دير الزور ..".

يقول أحدهم أصبحت كل الطرق في المنطقة تؤدي إلى داعش ولكن ما لا يُعلَم حقيقة أن كل المحطات فيها يقارن باستنزاف وخلطًا للأوراق خاصة في كل من سورية والعراق، فالشاهد من الأحداث في هذين البلدين إنّما صراع وجود لأهل السنّة في المنطقة برمّتها ..
 دير الزور بمساحتها تعدل الكويت وقطر ولبنان مجتمعين، موقعها الاستراتيجي من أهمّ المناطق الجيو-استراتيجية في سورية، فتعدّ عمقًا لكل من مدينة الباب إلى تدمر شمالاً ومدينة الرقة جنوباً، وهي مع حدود العراق من خلال القائم إلى هيت وحديثة، وهي أرض تعرف الدولة الاسلامية والدولة الاسلامية تعرفها جيداً ومن أهمّ ثغر المناورات لديها في سرعة التنقل والضرب والقتال ومن ثمّة الانسحاب، ومحاولة الاستلاء عليها كاملة في هذه الأيام لهو من حنكة المخططين فيها ومدى معرفتهم بفنون الحرب والاستراتيجيات الجديدة في مواجهة أشرس حملة في تاريخ الانسانية عن ثلّة أبت إلاّ الانصياع إلى قوى الهيمنة العالمية.
 فدير الزور أصبحت بمثابة رئة تنفسية لا مناص منها بالنسبة للدولة الاسلامية، فهي السدّ المنيع للمرحلة الثالثة من الحرب على الموصل، فأمريكا وحلفائها من ايران وحكّام المنطقة وبجحوشهم على الارض من حشد همجي يحاربونها على مراحل، فالموصل وتلعفر والرّقة، فالتعثر واضح في العراق وإن هوّلوا من الانتصارات وما على الميدان يخالف ما يروّجون، فحرب الموصل لم تشهد حربا بهذه الخطط والضراوة من طرف "تنظيم" وهو يقارع أزيد من مئة ألف من الحشود المدججة بأعتى الأسلحة والذخيرة والخطط والمستشارين العسكريين الغربيين من أمريكا ودوّل أوروبا، فكفة العدد والعُدَّة غير متساوية إطلاقا ولكن حربا فُرضت وما كان من هؤلاء إِلَّا ما نراه من ذهول في الخطط والاستراتيجيات وحرب من نوع الجيل الجديد حيَّر أرقى الأكاديميات العسكرية الغربية.
 فخطط الدولة الاسلامية ليست عبثية إطلاقا، وأبسط ما تقوم به من تحرّك إِلَّا وله ما بعده، حسابات دقيقة في القتال والمناورة، ومن حكمتها أنّها تجرّدت من الاحتكاك في هذه الآونة الآخيرة مع فصائل تركيا إِلَّا على تخوم مدينة الباب وذلك لحسابات تركية وحزامها الأمني في شمال سورية من كوباني عين العرب إلى الباب مرورا بمنبج وذلك لمنع الاكراد زعمها من قيام أي كيان كردي يهدد عمق تركيا وتوازنها في المنطقة، ولكن حسابات أخرى أكبر وأخطر من وجود كيان وطني آخر يمكن مناقشته على حساب التسوية العامة في الملف السوري المخطط والممهد له، وعلما أن خيوطه بيد تركيا كلّه، وإنّما التهديد هو عمق سياسة حزب العدالة والتنمية وأخلاقياته اتّجاه هذه الحرب المفروضة على الشعب السوري، والذي يترأسه اردوغان مبيّنًا عن أنيابه الدموية وحيثيات استمراريته في الحكم ولو على حساب قتله للمستضعفين في مدينة الباب، فتركيا كما أنّ عدّة دول في المنطقة لا تريد على حدودها من ينادي بتطبيق الشريعة وهذا من الخطوط الحمراء المرسومة من امريكا والغرب للحكومات الوظيفية، فحزام أمني مطلوب وبصرامة على جثث السوريين لتأمن تركيا والغرب بمنتجعاتها السياحية والاستثمارات الاقتصادية الهائلة، فمبادرة الدولة الاسلامية اليوم بالإستيلاء على كامل دير الزور لهو من العبقرية بمكان لتنظيف المساحة من العدو على الارض من جنود بشار وبعض الميليشيات المرتزقة الأجنبية من ايران ولبنان والعراق وافغانستان وهذا ما يُسمى بالعدو الظاهر، وتحييد العدو الخفي والذي هو سرب من العملاء للنظام السوري الروسي والتركي الغربي أصحاب الأقراص والشرائح الاستخباراتية لطائرات التحالف الدولي، فالحرب شاملة وغير مستثنية أحدا، ومن أهمّ أسرار الدولة الاسلامية واستمرارية مناوراتها والتخطيط العالي الذي وصلت إليه يكمن في عبقرية جهازها الاستخباراتي الذي وكأنّه في مخ الاستخبارات الغربية عالماً بحيثياته وكيفية إدارته للحرب عليها وهذا ما أعجز كل الوسائل التجسسية المحلية والدولية عن فهمه والوصول إلى كيفية إدارة هؤلاء لملف الاستخبارات في قلب الدولة الاسلامية وخاصة في أوجّ الحرب عليها بلا هوادة.
 فالبارحة تدمر والسيطرة عليها كانت مفاجأة للجميع إقليميا ودوليا بعد تسليم حلب ومنها إحكام الطوق على مطارها T4 والذي كان يُعدّ من مطارات الموت على أهل سورية وخاصة حلب وريفها، واليوم دير الزور ومطارها والذي يُعدّ شريان حياة بالنسبة لحشود بشار منذ اندلاع الثورة، فلأول مرة جيش الاسد يتحسس رقبته وهو في حالة شفقة وانهيار بدني ونفسي تام، فلم يتبقى للنظام إلّا قاعدة حميميم والذي هو تحت تصرّف روسيا، ومطار الناصرية المحدود الاستخدام، فطائرات روسيا عمياء بدون العملاء على الارض وبدون الشرائح الاستخباراتية، وهذا الذي تفطّنت إليه الدولة الاسلامية وخاصة فيما جرى لأهل حلب من قصف ممنهج عليهم وعلى الثوار وطرق الامداد وخزائن المؤن والأسلحة، فتطهير تدمر وأريافها واليوم تطهير دير الزور وجوانبها سيجعل من الدولة الاسلامية في مأمن استراتيجي سيقلب موازين الاستراتيجيات في المنطقة، ومنها تنفس الصعداء لجنودها في الحدّ من تقدم أكراد أمريكا ومفاحيص تركيا وميليشيات الاسد نحو الرقة معقل الدولة الاسلامية في المنطقة.
 فبالاستيلاء على دير الزور تكون الرسالة قد وصلت للتحالف الدولي وحربه على الدولة الاسلامية، وهي بمثابة مستنقع للجميع ولكل من يريد دخول وحل الاستنزاف والقتل الممنهج، فالرسالة للنظام وروسيا أولا أنّ لا مناورة بدون عملاء على الارض وتدمر خير مثال، ورسالة لأمريكا وأكرادها أنه لا لعب في منطقة مكشوفة وتحت السيطرة التامة، ورسالة إلى تركيا وفصائل الدولار أن لا مفر من القتل والتشريد في ظل تحرك جنود الدولة الاسلامية بسلام من الرقة إلى الباب مرورا بدير الزور، ورسالة أخيرة إلى جحوش الرافضة في العراق أن جنود الدولة يستطيعون الالتفاف على قطعان الحشود والوصول إليهم بصولات وجولات كلّما تطلّب الامر لذلك عبر الحدود، فالموقع جدّ استراتيجي وستـُقلب كل الحسابات عند سقوط مطار دير الزور والمدينة بكاملها، وستكون دير الزور بمثابة أرض آمنة للنازحين من حلب وريفها، وللأمر رسائل أخرى سنتحدث عنها في وقتها المناسب إن شاء الله تعالى ..
السلام عليكم ..

========================

كتبه : نورالدين الجزائري
19
ربيع الثاني 14388هـ  الموافق ل 17/01/2017




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire