Rechercher dans ce blog

mercredi 11 janvier 2017

مقال بعنوان "قنبلة موقوتة في مكتب دونالد ترامب" بقلم المدون نورالدين الجزائري


قنبلة موقوتة في مكتب دونالد ترامب ..

مفترق في السياسة الامريكية اليوم في ظل خروج براك اوباما من البيت الابيض بعهدتين الأكثر دموية في تاريخ الصراعات الحديثة بين الشعوب وموظفي امريكا في المنطقة العربية، ناهيك عن تخبّط الادارة الامريكية في ملفّات سهلة ــ نوعا ماــ التسيير دبلوماسيا وَمِمَّا جعلها محل انتقاد كثير من الاستراتيجيين داخليا وخارجا ..
 اوباما يغادر المكتب المستدير وعلى وجهه سهام الاتهام خاصة في سوء إدارة ملفّات السياسة الخارجية الامريكية، ممّا جعل خصوم امريكا يتربعون المشهد الخارجي في غياب شبه تام لإدارته، فخطاب الوداع لاوباما البارحة شكّل أغلبية محتواها الإشادة بديمقراطية امريكا ومكافحة "الارهاب" من قتل الشيخ أسامة إلى تصدّيه للدولة الاسلامية، وعزّه انتصارا لأمريكا ولفترة حكمه، متناسيا أن عهده كان الأسوء حكما على المستوى الخارجي باجماع ..
 انتهت ولاية حكم أوباما الثانية بفشل ذريع خاصة في الملف السوري، إذ ديمقراطية أمريكا "انهزمت" أمام الديكتاتوريات العالمية، دكتاتورية بوتين وملالي قمّ ونظام بشار في إدارة لملفات منطقتنا العربية، فدماء سالت بغزارة، وأرواح بريئة زُهقت بدون اكتراث أو على الأقل تنديد صادق من مدّعي الحرية العالمية والحق في العيش الكريم لإنسان المنطقة، فسياسته كارثية من الجانب الإنساني وسكوته على بشار في حربه للشعب السوري وقتله وتشريده له أدّى إلى علامات استفهام كبرى، أوحت إلى تلاعب امريكا بقيّمها المنشودة في السياسات الامريكية الخارجية، وكأن اوباما غسل يديه من إنسان المنطقة العربية وخاصة في ولايته حكمه الثانية ..
 فمع خطاب اوباما الأخير وسرد أهم فترات حكمه وانجازاته يكون قد أعطى مفاتيح مكتب البيت الابيض لدونالد ترامب نهائياً، هذا الأخير الذي سيتربع على عرش أقوى بلد في العالم في العشرين من هذا الشهر، والذي يبدوا أن فترة حكمه بدأت بكارثة دبلوماسية من نوع الوتر- قيت (water-Gate)، فالاستخبارات الامريكية قدمت تقريرا من 33 صفحة عن علاقة دونالد ترامب بروسيا والتلاعب في انتخابات امريكا الفائتة وخاصة تدخل روسيا في ترجيح كفّته في الفوز بالرئاسة على هيلاري كلنتون، فهذا التقرير قنبلة موقوتة مضمونه خاصة صور وتسجيلات فيديو ولمحادثات لدونالد ترامب في روسيا عام 2013م مع عاهرات جنسيا في فنادق موسكو الفاخرة، فزيارته هذه كانت في إطار بزنس في روسيا ومحاولة إغرائية له من طرف جهاز المخابرات FSB الروسي وهو بمثابة KGB إبان الحقبة السّوفياتية، وكأنّ روسيا حضّرت دونالد ترامب ليقود امريكا بغير علمه ووصل إلى ما وصل إليه اليوم من منصب على راْس العالم "المتحضّر" ..
الشاهد من هذا الملف الشائك والملغوم سيضطر CIAA إلى التعامل معه كتهديد للأمن القومي الامريكي، وقد بدأ الامر فعلا بطرد حزمة من الدبلوماسيين الروس بأمريكا من أسبوعين، والاتجاه نحو التشديد على شخصيات روسية وقد فعلوا بإدراج مقرّبين من الرئيس الروسي بوتين على قائمة الارهاب الدولية، وهذه الحزمة من الإجراءات الوقائية إنّما صراخ على قدر الالم مما سبَّبه الرئيس الجديد المنتخب دونالد ترامب للاستخبارات الامريكية من زلّات ومغامرات غير محسوبة، وسنشهد في الأيام المقبلة تصعيدا غير مسبوق من تجاذبات استخباراتية ما بين البلدين، وربما الدخول في شبه حرب باردة بين القطبين، وتصريحات أحد جنرالات بوتين من أيام بأن امريكا فشلت في إدارة حربها على الدولة الاسلامية لمن باب التلاسن العسكري والاستخباراتي والسياسي لاحقا ..
 الأمر في بدايته محفوف بالمفاجآت الدبلوماسية وحبلى على صراع قادم في منطقتنا العربية، فغياب امريكا في المنطقة لا يعني تقديمها على طبق من ذهب لروسيا، فالمراقبون السياسيون في شبه غموض ممّا سيعلنه رب البيت الابيض الجديد من سياسات خارجية اتّجاه الملف السوري والايراني، فهل سيغيّر من استراتيجية امريكا في إدارة هذين الملفين الشائكتين واللذين هما على طاولة مكتبه وإرث من سلفه اوباما كقنبلة موقوتة في طَيّ الانفجار في أي لحظة،أم لدونالد ترامب أوراق سياسية قوية أخرى سيخرجها للتعامل مع ما أدارت سياسة سلفه لكل ملفّات المنطقة ..
 فما عهدناه من الغرب بشقّيه وسياساته سيتّجه حتما في رؤية واحدة في ملف محاربة "الارهاب" داخليًّا وخارجيًا من تنسيق شامل بين الدول، وسنشهد حتمًا تجاذبات سياسية ومفاجآت تحالفية جديدة في المنطقة العربية تفرضها أمريكا، وستقلب وجه الصراع فيها، والأيام حبلى بالتغيّرات في النظرة الى الملف السوري والايراني ولنكن من المراقبين فيما ستؤول اليه الامور مستقبلا ..
السلام عليكم ..

كتبــــه : نورالدين الجزائري
13 ربيع الثاني 14388هـ الموافق ل 11/01/2017


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire