Rechercher dans ce blog

jeudi 19 janvier 2017

مقال بعنوان :"النظام السعودي وايران ـ كره علني وحبّ خفي ـ " بقلم المدون نورالدين الجزائري


النظام السعودي وايران    
ـ كره علني وحبّ خفي ـ

وعيّرتنِ بالتي هي الضدّ جهارا، وخلف الكواليس حبٌّ ووئام، نعم ضدان يتظاهران في صراع علني وأمام شعبيهما، صراع وجود وبقاء وتمدد وما في الأحكام على ما في اليدّ، تحالفات وقودية على الميدان واستشارات على الكعكة في طمس الليل وطاولات المواعيد في امريكا وإسرائيل، كلاهما يحارب باسم الله وربّك بريء منهما وبما يضمرون من عقائد شركية، فهذا مشرك القبور وذاك مشرك القصور، وبينهما ربّ قسّم لهما الأدوار، عدوان في النهار وشريكين في الظلام.
فمن أيام كان اجتماعا بالرياض يضم أقوى وزراء دفاع جيوش التحالف الولي والدول الإقليمية الأقوياء، واتفق الجميع على المتّفق عليه سلفا وخلفا وفِي الآفاق وفِي الألفية السادسة وحتى عام نزول عيسى عليه السلام أن العدو واحد يجمع شمل المؤمنين الجدد من البيت الابيض إلى الرياض، مرورا بموسكو وطهران، أجندة عملهم ملف كفارهم القدماء الجدد، الاصولية الاسلامية المسماة بالارهاب الدولي العابر لمشارق الارض ومغاربها، هذا السرطان كما سمته الشرطة الفرنسية وما لسان حال ساسة الغرب إلّا على أفواه قوّاتها الأمنية التي تقاتل كفار اليوم، خوارج الامم المتحدة والإجماع الدولي، كفار لعقيدة التسامح الديني، فمن غير المنطق أن يكون صراعا عالميا كالذي نراه اليوم على مباشر الصورة والصوت والشبكات العنكبوتية السماح للفرقاء الموقّعين أمام هيئة المُحلَّفين الصهيو-صليبية أن يخرّبوا بنود واتفاق الشراكة في الحرب على كُفَّار اليوم بدون أن تُرسم الأدوار ويُذرّ الرماد في أعين السحرة والمقرّبين من الشعوذة الدينية، وإلقاء حقن الموت سريريا لشعوب المنطقة باسم تكاتف الجميع على محاربة خوارج الدهر والزمن كلاب أهل الارض والبرد والحر والنار .. حرب عالمية على الارهاب، إرهاب على العقائد والعروش وعلى السدنة والجيوش، اتفقوا في الرياض على زجّ قواتهم النظامية من النخبة في قتال المفسدين في الارض بعدما أن رأوْا أنّهم هنالك في الموصل قد تعثروا، فهِموا مقولة بن الخطاب -رضي الله عنه- على لسان قولدا مائير وبمفهوم العمّ سام أنّ لو عثر جيشا من جيوشنا النظامية في المنطقة العربية لأصلحنا له الطريق والبساط وجسورًا على الأودية حتى يؤدي المهام لخططنا المرسومة، وأنّ لو عطش كلبا من كلابنا لأسقيناه بدولاراتنا الورقية، ولأغدقناه من خيرات ترسانتنا العسكرية، فالجمع واحد وإن اختلفت العقائد، والتخطيط واحد وإن اختلفت رؤى المصالح والمفاسد، فخراج التخطيط نهايته عند الصليبية ويهود، والقوم في تلاسن ووعيد علنا وفِي المستور سمن وثريد.
فالسنّي اليوم غير الخاضع للنقيضين ظاهريا لهو مشروع إبادة أو استسلام أو نفي لمفهوم ومعنى الشرق الاوسط الجديد، فالتوسعات والتمددات وحرب التناقضات لا تتسع للضعفاء، فالمجرم لا يبالي بضحيّته وما يهمه إلّا ما رسم وخطط ومن ثمّة ثمرة التنفيذ، فأمريكا المتحالفة مع ايران تكون غير امريكا المتحالفة مع النظام السعودي، ونظرة ايران لسنّة سورية تختلف عن نظرة النظام السعودي لهم، وكذلك سنّة العراق بالنسبة للنظرتين الإيرانية والسعودية وهل فيها اختلاف وخلاف ! فالكل يموت بنيران هذا أو ذاك بفارق الاجندات والتخطيطات، فإيران تريد العراق بأقلية سُنّية ومن غير حقوق ولو مدنية، والسعودية تريد سنّة في سورية والعراق بغير عقيدة تنافسية، فالضدان يعملان على أضعاف سنّة المنطقة، وإحداهما تقوي شيعة المنطقة بالعدة والعدد والأخرى تنفق لإخضاع وإضعاف السنة العرب لصالح مشروع واحد يَصْب خراجه في واشنطن وتل-ابيب، ومن أجل قطع لسان سُنّي حرّ لا يُتحكَّم فيه إقليميا ودوليا.
السعودية ومجلسها الخليجي مستعدة للدخول في حرب ضد كلاب الارض والنار في سورية والعراق ومدلول ذلك بالمفهوم البسيط أو المعقَّد والخفي والمعلن لهو من المساهمة المباشرة في الحرب ضد سنّة الموصل بعد تعثّر حمير الروافض من قطعان جيش ايران وحشود مرجعيات قمّ، وهو إسناد لوجيستي لإتمام المعركة بعد أن جنّ جنون أمريكا منذ اندلاع حرب الموصل والنتائج الملموسة الهزيلة، فلُوحِظ أن التخبُّط على أسوار وجسور الموصل من قلّة خبرة الحشود المحشوة بها في أنياب وأفواه كلاب الارض والنار، ولقد رأوْا ما تشيب له الولدان من هول العض والتنكيل، وما كان من أمريكا إلّا أن تصرخ صراخ الماسِّ من الجنّ فتلقفت السعودية آلامها، وراحت تساعد برُقْية كهنوتية ومعدات وتضليل وإشادة بفعل الخوارج الكفّار، وزادت على ذلك بالاستعداد للزجّ بجند من الاخيار لمشاركة الروافض في عقيدة العلن المشركين الفجّار، وما كان لسان حالهم إلّا تقديم صنم المصلحة وتأخير شيطان المفسدة، ومصلحتهم في هذه الآوانة الاجتماع على كُفَّار الوقت والزمان، المعطّلين لعجلة المصالح المشتركة والاستثمارات المتنوعة، وأعداء المذاهب المنحرفة وحوار الأديان السمحة.
ما كانت أمريكا ومن ورائها روسيا والغرب أن يتركوا ايران والسعودية في تناحر حقيقي على مصالحهم الحيوية، فحرب الغرب خاصة مع كُفَّار الساعة والوقت حرب وجود وقيّم ونمط حياة واعتقاد، فكيف تسمح أمريكا بتخريب بنوكها في المنطقة من أموال وخام ومواد أخرى، فيمكنك أن تلعب مع امريكا بلاي-ستيشن ولكن لا يمكن أن تلعب معها في الاستراتيجي ومنظورها البعيد، فالسعودية وايران لابد منهما لتحقيق توازن هيمنة باستعمال ورقة الضدين المتناحرين على المنطقة وشعوبها وثرواتها، ولابد من إيجاد صراعات إقليمية لأخذ العصا من وسط الصراعات بدون الاصطدام أو تخريب المخططات، فالمنطقة يُراد لها داء ودواء والانتماء لهذا وذاك حسب الاعتقاد والأجندات، فانزواء أمريكا في مرحلة الصراع على سورية والعراق لهو من باب الانتقال من الافتراض إلى الحقيقة وكيفية الخروج بنتائج المختبرات عن طريق عشرات الدراسات إلى واقع التنظير وقطف الاستنتاجات، فأمريكا عنوة انسحبت من المشهد حتى لا تُتّهم بالتحيُّز لدولة على حساب أخرى في ظل نار الصراع، وتركت هامش المناورات والتلاسن الدبلوماسي من باب العداء ظاهرا أمام شعوب المنطقة وللرعاع التُبّع من كل المعتقدات، فالإبقاء على التجيّيش وحرارة الطائفية من وقود إطالة الصراعات وخراج كل ذلك تقسيم في الأخير بما خُطِّط له حين أفول نجم العدو الكافر خوارج العالم كلاب أهل الارض والنار.
فاليوم بانت الخطط والمراسيم واُكملت الخرائط على الارض بتدخل السعودية وحلفها "السنّي" في سورية ولاستعادة الرقّة من المارقة تزامنا مع المكتسبات في الموصل، فالعراق كل العراق لإيران، ودير الزور والرقة لسنّة سورية تحت إشراف تركي وتمويل سعودي بعد "الإطاحة" بالخوارج، فيكون المشهد قد اكتمل من كل الجوانب، وتنخفض حدة التوتر ما بين الضدين، والدخول في مفاوضات مباشرة مع ايران بدءً بملف الحج وانتهاء بتقسيم الأدوار في المنطقة ككلاب حراسة للشيعة والسنّة، وهذا ما اكّده علي شمخاني رئيس الامن القومي الإيراني حيث قال : "سنواجه بقوة كل من يريد قلب نظام الحكم في السعودية"، ولكلامه ما بعده وعلى من يقرأ ما بين السطور استنباط الفهم الصحيح لما يدور في المنطقة من تخطيط خطير، فالنظامان متجذران في المنظومة الدولية، وسقوط نظام الملالي لا تسمح به أمريكا والسعودية فالبديل الأصولية السنية، وكذا النظام السعودي لا يُسمح له بالسقوط من أمريكا وملالي قمّ فالفراغ من مَلْئ كلاب الارض والنار، فعدوهما مشترك ومصيرهما مربوط بتعاون مستمر وفِي سرية عالية، فهل من عاقل حكيم ..!
السلام عليكم...
====================
كتبه : نورالدين الجزائري

21 ربيع الثاني 1438هـ الموافق ل 19/01/17





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire