Rechercher dans ce blog

mercredi 18 janvier 2017

مقال بعنوان " خفايا صفقة عبد الكريم بلحاج والعدالة البريطانية " بقلم المدون نورالدين الجزائري


خفايا صفقة عبد الكريم بلحاج والعدالة البريطانية ..

من عادتي أن لا تمرّ على هذا العبد الضعيف أبسط الأخبار إلّا و لي في مجمل مضمونها رأيًا خاصًا وزاوية منفردة فريدة، أحلّل من خلال ذلك من وراء المنطوق عامة ما خفي عن المسموع خاصة، وأنّ لكل حادثة حديث يغفل جلّ الناس عنه أو تغيّبه بعض وسائل الاعلام المرموقة كالذي شعارها الرأي والرأي الآخر، وفِي مستورها الرأي والرأي الأوحد الموجه لك وكفى ..
 منذ يومين تتناقل وسائل أخبار دولية ومحلية خاصة خبر مفاده أن عبد الحكيم بلحاج القيادي السابق في الجماعة الاسلامية السابقة والتي كانت مبايعة لتنظيم القاعدة استطاعته مقاضاة حكومة بلير وتحديد وزير خارجيته جاك-سترو الذي كان ممسكا بملف الارهاب لسوء معاملته وأهله في بريطانيا لمّا كان مقيما فيها من التسعينات إلى بداية الألفية مرورا بأحداث سبتمبر 2001م، ومن خلال شكواه والتي قُبِلت خاصة في هذه الظروف الشائكة من الحرب على الارهاب، وردّ الاعتبار لما اعتبره جناية بحقه من بريطانيا، وأنّ ترحيله سبقه تعذيبا نفسياً وجسدياً ومن ثمة تسليمه إلى بلده ليبيا إبّان حكم معمر القذافي، وأودع السجن إلى فجر ثورة الليبيين على القذافي ومنها الخروج من السجن، وتشكيله لميليشيا ساعدت للإطاحة بالنظام الذي كان يقبع على صدور الليبيين لأكثر من أربعين سنة ..
 الشاهد من هذه الأحداث أن الرجل يقول أنه تعرّض لأضرار معنوية ونفسية وجسدية ومادية مع أهله في بريطانيا أواخر إقامتهم فيها ممّا اضطرّه لرفع دعوى قضائية دامت لأكثر من عقد ضد وزير خارجية بريطانيا حينها جاك-سترو تحديداً، وحكومة توني بلير عموما، ولا يخفى لذي عاقل أن حقبة حكم توني بلير وتحالفه مع الابن جورج بوش كانت من أسوء الحقب أمنيًا في بريطانيا، ففيها تمّ سجن علناً ما عرفنا، وآخرون سرًا ما لم نعرف، وتعذيب، وترحيل العشرات بل المئات من الاسلامين ومن بينهم أبو قتادة الفلسطيني الذي تم سجنه وترحيله للأردن بلده، ولأبي حمزة المهاجر والذي تم سجنه وتسليمه لأمريكا وهو مصري الأصل وغيرهم الكثير، فتلك الحقبة من حكم توني بلير شهدت تجاوزات قانونية غير معهودة ومسبوقة، واتّسمت بريطانيا آنذاك ببلد الجور على أصحاب الرأي والمعارضة، ومن خلال قوانين استثنائية بحجّة محاربة الارهاب تعطّلت ماكينة العدالة في الغرب وخاصة في بلدان الديمقراطيات الكبرى كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ..
 فالرجل اليوم يتمتّع بمفرزات وثمرات نتائج الإطاحة بالقذافي ونظامه، وهو اليوم رئيس حزب الوطن الليبي، وكما كان بالأمس القريب رئيس المجلس العسكري لطرابلس سابقا، ومن قبل ذلك أمير الجماعة الليبية المقاتلة، فهو مخضرم وذات خبرة عسكرية وسياسية لا يستهان بها، ومن إنجازاته السياسية المحافظة على وحدة الاراضي الليبية، وتمّ تكريمه من طرف هيئات ومؤسسات عدّة دولياً، ومنها رئيس جنوب افريقيا وكذا السيناتور الامريكي ماك كين على مساهماته في استقرار ليبيا داخلياً واقليمياً، كما تمّ قبوله سياسياً من طرف قوى إقليمية معروفة زارها عدّة مرات سرا، ومن جملة مقاضاته لبريطانيا اختطافه مع عائلته في بونكوك عام 2004م من طرف المخابرات البريطانية MI6 وترحيله لليبيا وسجنه إلى خروجه في عام 2011م ..
 لكن حدثا ما سبق قبول الطعن في قرار العدالة البريطانية عدم أحقية بلحاج في مقاضاة حكومة توني-بلير وخاصة وزير خارجيته جاك-سترو والذي كان يترأس أيضا جهاز المخابرات البريطانية لسنين، والامر يعود الى ما يحدث في ليبيا منذ ثلاثة سنوات ببروز الدولة الاسلامية في الاراضي الليبية كأمر واقع، ومن ثمّة اصطفاف الكتائب والميليشيات الحزبية والوطنية لقتالها والمدعومة دولياً واقليمياً وللحدّ من نفوذها، وهو بمثابة مقايضة سياسية بفتح ملفّه أمام العدالة البريطانية ووجوب تعويضات للضرر الملحق به وبعائلته مقابل تنسيق غربي استخباراتي بموجب خبرته العسكرية، وحشود وقتال من بعد ذلك للدولة الاسلامية والمحاولة للحدّ من تغلغلها في المجتمع الليبي، فالغرب لا يعطي حقوقا سياسية بالمجّان، ولكان كل ممّن ذكرنا وحالاتهم أكثر ضررا من بلحاج أن يرفعوا قضايا وقد رُفِعَت فعلا ضد ديمقراطيات الغرب ولكن لا سبيل لاسترجاع الحقوق إلّا بالمقايضات السياسية العفنة ..
 فإنّ فتح ملف عبد الحكيم بلحاج اليوم في بريطانيا في ظروف سياسية تعبوية ضد الارهاب فله ما بعده من تفاهمات سياسية وعسكرية في ليبيا، فالرجل في خلاف مع حفتر في نظرتهما لليبيا الغد، فحفتر خيّب ظنون بعض الداعمين الغربيين باستدارة ظهره لهم واللجوء إلى روسيا مؤخرا بتفاهمات سرّية، فالرجلان في حالة تجاذب سياسي حاد على مستقبل ليبيا ومن ورائهما شبكات استخباراتية معقّدة وتحالفات غربية متناقضة، فهما حربة في قتال كل فكر "متطرّف" وخاصة الدولة الاسلامية في ليبيا، ومشروعان من أجل تمرير صفقات اقتصادية مقابل امتيازات سياسية مستقبلية، والنفس والنفيس لمن قدّم وخدم أكثر ..
 فالغرب اليوم وخاصة في هذه الظروف من فقدان البوصلة في الصراعات مع الدولة الاسلامية في كل من سورية والعراق وليبيا، لا يهدأ له بالا في جمع كل شاردة ماردة وتبييض ماضيه وتزيين مستقبله للحفاظ على المكاسب الاقتصادية في بلدان الصراع، وعدم استقرار بلدان الشيك على بياض بمعنى زعزعة اقتصاديات الديمقراطيات الكبرى، وليبيا بلد البترول والغاز بامتياز وعلى مرمى حجر من إيطاليا بوابة أوربا الجنوبية، فالكل يتحالف مع الكل وطيّ الخلافات السياسية والتعويضات بملايين الدولارات لأجل الاستقرار الاقتصادي خاصة في أوروبا الغربية، فالكلب إن كان وفياً فبزِرّ من جهات معلومة يصبح أعقل من ذئب سوندريون ومن الناصحين الاوفياء لها، فلا عجب إذن من تحالفات الكلاب مع الذئاب في ظل قانون الثعالب ..
السلام عليكم ..
=================
كتبه : نورالدين الجزائري
20 ربيع الثاني 1438ه الموافق ل 18/01/2017





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire