Rechercher dans ce blog

dimanche 28 février 2016

مدارسنا و مدارسهم ، أين الخلل ؟ .... المدون نورالدين الجزائري

مدارسنا ومدارسهم .. أين الخلل..!

الدارس للتاريخ الجزائري وللمعالم والمنارة العلمية خاصة في العاصمة " اكسيوم "، يجد انّ كان هناك على ارض ساحة الشهداء بالعاصمة قصراً يشبه الى حد بعيد بقصر الحمراء الذي هو بالأندلس، وبه معلما علميا وجامعات من العلوم في شتى الميادين وخاصة منها دور لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم لأبناء المسلمين بالعاصمة، ولما دخلت فرنسا الجزائر في عام 1830م، عمدت الى هدم كل المساجد في طريقها الى قلب " اكسيوم "، وكان اول ما فعلته عند حط رحالها في العاصمة نسف هذا المعلم العلمي للمسلمين عمدا لخطورته وقتل كل العلماء والمشايخ وطلبة العلم فيه.
فلقد اعتنى الأوائل منذ فجر النبوة بالعلم والحث على طلبه وتعلمه، وفي ذلك آيات واحاديث كثيرة، فبالعلم يكرم الانسان ويُصان، وبخلافه يهان ولا تراعى حقوقه، بالعلم يتقدم الانسان ويزدهر، وبالجهل يتأخر الانسان ويندحر ويتبخر.
فالإسلام حثّ على العلم وسخر له الاولويات في الماديات، وذلك مما جاء به الوحي من الاعتناء بالعلم والقراءة والكتابة " اقرأ "، ففي بعض الأحاديث ان كل ما في الدنيا ملعون الا ذكر الله ولا يكون الا بالعلم، وعالم ومتعلم لأنهما الوصيين عليه، فكانت أول وصية من رسول الله صلى الله عليه وسلم حفظ كتاب الله، وبمعنى حفظه وتدارسه والعمل به، وكان صلى الله عليه وسلم يرغّب في سنته والاقتداء بها لأنه كان وحيٌ يوحى، وكما كان جِبْرِيل يداويه القران كان أيضا يدارسه السنة وفي ذلك أحاديث مثيرة في هذا الباب.
إنّ الدارس للتاريخ الاسلامي ومنه خاصة للعصر الذهبي في الأندلس يدرك مدى كان اهتمام المسلمين بالعلم والحثّ عليه وتعلم شتى العلوم النافعة للإنسان، ففتحت الكتاتيب ودور العلم والجامعات، والمدارس والمعاهد والمكتبات، فازدهر القوم في شتى العلوم حتى اصبح من في اوروبا والعالم بأسره يأتي الى الأندلس ويتعلم العلوم وخاصة اللغة العربية التي كانت سر تلك الحضارة العلمية الهائلة، والتفوق المرموق والناصع التي كانت عليه الأندلس بالنسبة لباقي اوروبا.
انّ الغرب لا ينكر فضل الاسلام على ما هم عليه اليوم من تقدم وازدهار، بل انصفوا الحضارة الاسلامية في العموم الا بعض الحاقدين أداروا ظهورهم لذلك، ولكن جحودهم لا يسمن ولا يغني من جهل، فيكفي المسلمين أن دينهم دين اقرأ فهل أدركوا وتداركوا ما هم عليه اليوم من تخلف ؟ هل تخلفهم بفعل فاعل أو من أنفسهم ؟ لاشك أن الامر خفي ولنبين ذلك ومن مكر ودسيسة هؤلاء الحاقدون على الحضارة الاسلامية.
جاء في كتاب "الاسلام الثوري " لـ gason ، ما يُبين كيفية منع المسلمين من تعلم المصدر الاول من العلوم وهو كتاب الله عزّ وجل، فيقول :" إنّ الإنجليز والفرنسيين عندما انهارت دولة الخلافة وورثوها كمحتلين قاموا مشتركين بعمل دراسة عن سبب قوة الإنسان أو الفرد المسلم والتي أدت هذه القوة الجبارة إلى أن المسلمين غزوا العالم من المحيط الأطلنطي إلى فيينا وضواحي باريس إلى الهند وأدغال أفريقيا " .
فوجدوا أن الطفل المسلم من عمر 3 سنوات إلى 6 سنوات يذهب إلى الكتاب ويحفظ القرآن وبعد أن يحفظ القرآن من 6 الى7 سنوات يدرس ألفية ابن مالك وهي 1000 بيت شعر والتي بها كل قواعد اللغة العربية الفصحى.
فالطفل المسلم وعمره 7 سنوات ومحصلته اللغوية طفل غير عادي بالنسبة للطفل الغربي بل هو طفل سوبر جبار العقل والذكاء حيث أن عدد كلمات القرآن حسب تفسير ابن كثير هي سبعة وسبعون ألف كلمة وأربعمائة وتسع وثلاثون حرفا .
فخلص الإنجليز والفرنسيين من هذه الدراسة المشتركة أن سبب قوة الفرد المسلم الجبارة هي القرآن وكتاتيب تحفيظ القرآن .فقامت فرنسا بإلغاء الكتاتيب في أفريقيا وجميع المدارس التي تحت سيطرتها مثل لبنان وسوريا، وإن بقى بعض الكتاتيب في سوريا قاومت به المحتل لمدارسها.
أما الإنجليز فقالوا شيء مختلف وهو أن المصريين هم من اخترعوا الدين من قبل الميلاد، وإن قلنا لهم أننا سنلغي الكتاب وتحفيظ القرآن فلن نستطيع الوقوف أمامهم وبالتالي سنقوم بالقضاء على القرآن بسوء السمعة فقاموا بعمل مدارس أجنبية لأولاد الأغنياء لكن لن يتم فيه تدريس المنهج الإنجليزي بل يجب أن يكون أضعف بكثير لتكون لغة الأسياد للأسياد فقط وحتى لا يستطيع الطفل العربي التوغل في العلوم والمعرفة بسبب ضعف تحصيله للغة بريطانيا والغرب وبعد ذلك أنشأوا المدارس الحديثة وكان عمر الطفل بها من 6 سنوات وبالتالي ضاعت من الطفل أهم فترة تحصيل في حياته وهي من تاريخ ولادته إلى 7 سنوات تقريبا، وبالتالي نجح الإنجليز في ضياع فترة تحصيل الطفل العربي اللغوية وعندما يذهب الطفل للمدرسة في عمر 6 سنوات سيجد كلمات باللغة العربية الفصحي وهذا غير ما تعلمه في البيت من كلمات عامية مختلفة تماما عن المدرسة، فيجد الطفل نفسه واللغة العربية بالنسبة له عبارة عن لغة غريبة عليه وصعبة التحصيل ويبدأ مرحلة بغض لغته من الصغر. وبالتالي لن يتحدث اللغة العربية بطلاقة وضاعت منه أكثر من 77000 كلمة لغوية في عمر مبكر جدا.
فأعداء الله تنبهوا لخطورة كتاب الله عز وجل وما فيه من العلوم المبدئية للناشئين من ابناء الاسلام، فالطفل المسلم بحفظه لكتاب الله يكون قد تحصل على شفرة مفاتيح كل العلوم الدنيوية ناهيك عن الدينية من الفقه والحديث والتفسير، ومنها قد يزرع في قلبه ويُنقش في عقله مالم يستوعبه الطفل الغربي أو غير المسلم من محاسن ما تحصل علبه من وفرة الحروف والكلمات على أبناء الانسانية الاخرين.
يقول المؤرخ أبن خلدون رحمه الله تعالى في مقدمته :" وأما أهل الأندلس فمذهبهم تعليم القرآن والكتابة، وجعلوه أصلًا في التعليم، فلا يقتصرون لذلك عليه فقط، بل يخلطون في تعليمهم الولدان رواية الشعر، والترسل، وأخذهم بقوانين العربية وحفظها، وتجربة الخط والكتابة ...  إلى أن يخرج الولد من عمر البلوغ إلى الشبيبة وقد شد بعض الشيء في العربية والشعر وأبصر بهما، وبرز في الخط والكتاب، وتعلق بأذيال العلم على الجملة"..
فإن صلاح الرعية بصلاح الراعي وصلاح الراعي بصلاح العالم، والعالم اليوم والشيخ في مفترق الطريق لإرجاع الامة الى ما كانت عليه من سبق في كل العلوم، وقد كان في الأندلس من ولاة الامور من كان عالما مجتهدا، من كان يحث على علم القرآن وعلومه، ولم يأخذ من زبالة الغرب آنذاك مثقال قطمير من علم، بل ترجموا من كتب اليونانيين ما كان نافعاً لحضارتهم، ومنعوا من الكتب ما كان قد يفسدوا عليهم مناهجهم..
فاليوم وبعد تبييض الاستعمار لأفراخه الفرنجة بألسن عربية، نرى قد نصبوا لنا في بلداننا من الجامعات والمعاهد العلمية من زبالة الغرب من السموم العلمية، فلا تكاد تجد فيها من العلوم ما يساوي درجة علمهم ومستواهم الدراسي في بلدانهم الأصلية، فلقد فرّخت لنا هذه الجامعات والمدارس الأجنبية عربا بلسان إفرنجي، عربا باعتقاد غير إسلامي، زرعٌ اُنبت بماء خبيث السقية، شجره التبعية، وثماره الإلحاد والتغريب، يتسابقون إليها كل من أراد أن يدير ظهره لدين الله وللعلم الصحيح الذي أنزل من لدن حكيم عليم ..
فلا غرابة اليوم من تدني العلم في بلاد الاسلام شرقاً وغرباً، فالاستعمار آخذ بناصية العلم في بلادنا، فالعلم مسجون كسجن العقيدة، فإن عادت العقيدة عاد معها العلم، فعلى الامة اليوم مسؤولية طرد العدو من العقول، وإن ترجع الى ما كانت عليه من فهم الكتاب والعلوم، وأن مصدر كل علم كتاب الله المبين الذي هو بين أيدي المسلمين فقليل من وعى وقليل منّا الراشدون ..

الســــــــــلام عليكم ..

=========================
كتبه : نورالدين الجزائري

19جمادى الاولى 1437هـ الموافق ل 28/02/2016

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire