دخان في قصور فرعون .... مقال للمدون نور الدين الجزائري

دخـــــان فــي قصـــور فرعـــــون

هل تعلمون نبأ فرعون ..! فرعون ذلك القزم الذي أراد أن يتحدى رب العالمين، تلك النطفة القذرة التي نفخ فيها الشيطان من ريعه حتى قال للملأ من حوله أنا الخالق ذو القوة المتين، فرعون الذي حينما استشعر أن ملكه مهدد لجأ إلى القرابين، لجأ إلى سدنته من الكهنة والسحرة ليثبت عرشه تحت قرار مكين، حتى أخزاه الله وجنده بكن فيكون، وتاب على من تاب من السحرة ساجدين لله رب العالمين .

نعم فرعون الذي ضرب الله به المثل في كتابه الحكيم، فرعون ذي الأوتاد والجبروت العظيم، كان يلجأ إلى السحرة والمشعوذين، إنّها ظاهرة الاولين وبدعة الاخرين، فهي ظاهرة اجتماعية قديمة ملموسة يلجأ اليها القوي والضعيف من الجن والانس، ظاهرة لجأت إليها شرائح عريضة ومتنوعة من المجتمعات لتدفع عنها الأزمات وتطلب الانتصارات، تحصن نفوسها من ظروف الوقت ومّر الأزمات، فظاهرة السحر واللجوء إلى السحرة والمشعوذين قديمة حديثة، لجأ اليها القوي والضعيف عبر مر العصور، فنرى اليوم ممن امتهن هذه الظاهرة كسند وقوة ليصل إلى مآربه ولو على حساب معتقده ودينه .

إن كثيرا من الناس في هذه الايام يجهلون ظاهرة لجوء زعماء وحكام العرب إلى ممارسة السحر والشعوذة من أجل استمرارهم في الحكم، والانتصار على خصومهم المناوئين والمنافسين، ولكشف الأعداء المتخفين، وبعض الجواسيس المنتحلين لشخصيات المقربين، ومحاولة التعرف على المنافقين لإبعادهم من الحاشية بقرار مكين، فمنهم من اسكنهم "السحرة" الدير والقصور، ومنهم من يذهب اليهم متخفي مُقنع قاصد النصيحة والمشور، فهؤلاء سياستهم أهون من بيت العنكبوت لو كُنتُم تعلمون .

 إن طواغيت العالم استنوا بسنة ربهم الاول فرعون، ولازالت هذه السنة جارية إلى وقتنا هذا المعلوم، فطواغيت العرب والعجم في فلك واحد يسبحون، فهم يتنافسون السحرة والعرافين بينهم ولمن يدفع المال ومن السخي الكريم، فاتخاذهم السحر وسيلة كاتخاذهم الرصاص والخرطوش لصد المخربين والخارجين عن القانون، يعتبرونه سلاحا وقد تقربوا به لخصومهم لانتزاع منهم الاعترافات والأقاويل، فكم من دور مخابرات واجهزة أمن استعملت السحر على المساجين، فاسأل أهل السجون وكيف ذاقوا ويلات الشعوذة حتى أصح منهم كم كمٍّ من المجانين، وان عزُب عنك الخبر فلك ان تسأل نزلاء غوانتانمو وما اصابهم من تمائم مكتوبة حتى أصبحوا من الهالكين،فإنَّا لله وانا اليه راجعون.

فإن السحر سلاح الطغاة في كل عصر وعلى مرّ السنين، فها هو الرئيس الامريكي الأسبق " ريغن " كان يلجأ الى ساحرة في عدة مناسبات لتطلعه على الغيب، وتكشف له من الامور في كل ريب، وخاصة عند أزمة الرهائن الأمريكيين في لبنان، وكذا من أتى بعده جورج بوش الأب، وجورج بوش الابن الأهبل الذي كان يأتي العّرافين حتى أفضى يقول ان الرب يكلمه من غير ستر ولا حجاب، وان امره بشن الحروب بلا هوادة على رب المسلمين، ومابينهما كلنتون وفضائحه الكثيرة وما كان عندهم من هبل يقين، وكذا الرئيس الهالك فرانسوا ميتران وتقربه من مشعوذة كان اسمها "سيدة شمس" أو Madame Soleil " " كان يتردد عليها لتريه الغد وما سوف يكون من أمور الخصوم والدول وألاعيب البعض والمحرضين، واذكر في هذا الباب من قلب السحر والشعوذة الزعماء الأفارقة وما يعتقدون، واضرب لهم مثل زعماء العرب وما قربوا من سحرة وما اعتقدوا من سحر لإلجام الخصوم، مرورا بالحسن الثاني وسحرته من اليهود ومردته من الجن، ولا تنسى ابن علي شين العابدين، واتلوا عليهم نبأ ال سعود وانتشار اخبارهم بين مردة السحرة وكيف ينتهجونه مبدأً ويعتمدونه سلوكاً ما بينهم وسباقهم لتولي ذلك العرش اللعين، فكان يقدمهم الملك فهد ويقولون عنه انه لا يكتفي بساحر او اثنين، وإنما كان يبذل جهده وما بوسعه ليجد عند اللاحق مالم يكن عند السابق، فكان لفهدٍ ساحرٍ مفضلٍ واسمه "المكرمي النجراني الاسماعيلي علي بن مسلم " ويشهد الله أنه غير مسلم بل كافر بالله وما انزل على رسول البشر، فكان عضوا في اللجنة الخاصة في ديوان مستشاريه الاخصائيين ومن المقربين، فكان هذا الساحر اللعين سحر أعين وقلوب الحاشية الملكية وخاصة الجوهرة أم عبد العزيز، فكان من المقربين لديها ومن مستشاريها حتى أضحى وزيرا مقربا ومن الاثرياء المستثمرين، ولا يخفى الجيل الجديد من حكام آل سعود من ابن سلمان و ولي عهد المملكة محمد بن نايف وصراعهما بالسحر والتمائم وكل شيء ملعون، فسبحان من أعرض عن ذكره، ولم يلتمس من كلامه ما يشفي صدره، ويذهب كيد اعدائه، فأنّ لهم ان يعقلون.

فإنه من يعرض عن السنن الإلهية فحتما يصطدم بالسنن الفرعونية، ففرعون اول من نفخ دخانا في عالم السحر والشعوذة، حتى اُلجِم من موسى بعصى، فدخان قصر فرعون ماضٍ سنة في الفراعنة عبر العصور والأزمنة، في قصور تحسبها عامرة وهي على عروشها خاوية، وعلينا الاعتقاد جزماً ان الساحر لا يفلح حيث أتى، فلا شك في كفر فرعون ومن تبع سننه وأنّ فعله من القاضية.

 الســــلام عليكـــــــــم

=============================

كتبه : نورالدين الجزائري

25 جمادى الأولى 1437هـ الموافق ل 05/03/2016