Rechercher dans ce blog

dimanche 6 janvier 2019

مقال بعنوان : الدرع المرهون عند اليهودي " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



الدرع المرهون عند اليهودي ..

‏مما يثير السخرية والعجب أن الصهاينة العرب من أولياء أمور إلى وزراء ومثقّفين وكتّاب وعوام تراهم يتحججون ببعض فقه الموازنات والسياسة الشرعية ويطالبون أحيانا بالامتثال لها إذا تعلّق الأمر ببقائهم على هرم السلطة أو لمنافع دنيوية ورفعة اجتماعية، فتراهم مثلا يتمسكون ويتمسّجون بحديث أمّنا عائشة رضي الله عنها كما جاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى طعامًا من يهودي إلى أجَلٍ ورهَنه درعًا من حديد.
والحديث فيه من الفقه ما فيه إلا أن أعداء الله ركّزوا على جانبٍ من الفهم السقيم وأسقطوه على سياسة شاذة يريدون به أَنْ لابأس التعامل مع اليهود في مجمل المعاملات وبدون قيد أو شرط وقالوا حتى بواقعية الأمور وتقبُّلها بسياسة الغلبة والتفوّق، والشاهد من الحديث أن النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلم- رهن درعه في مجاعة أصابت المسلمين واليهود يومها أهل ذمة وتحت سلطان الإسلام وكان الأمر هذا من خصوصياته ولم يُأمر به، بدليل أنه قاتل اليهود ولم يشفع لهم في حدود الله ومن ضمن ذلك نقض العهود.
فالصهاينة العرب اليوم والذين لا يدينون بدين الله ولا يتحاكمون لشرعه يريدون تحريف عمل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- بجواز مهادنة اليهود على وزن رهن الدرع وقد قال بالفتوى الشيخين ابن باز والعثيمين وكان ذلك خطئا عظيما وزلة رهيبة وقعت فيها السياسية الشرعية في مأزق كبير كون مكانة الشيخين في العالم الإسلامي ووزنهما أمام الاتباع، فأعداء الله في الداخل من المنافقين وأصحاب المصالح والمنافع استغلوا هذه الفتوى الشاذة وأرادوا بها اليوم كمفتاح تطبيع مع كيان غاصب للأرض والدم والعرض والوقف، والحديث غير الذي فهمته الليبرالية والعلمانية وبعض المحسوبين على الأحزاب الإسلامية أن في الأمر والفعل جواز التعامل مع اليهود مطلقا، فما فعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان من باب عدم الاستعانة بالصحابة الميسوري الحال عند الفاقة حتى يعطي أجر الطعام، وحتى تعليم الصحابة مشروعية الرهن ومعاملة أهل الذمة في  هذا الباب، وجواز رهن السلاح عندهم لا عند أهل الحرب بالاتِّفاق، وجواز الشراء بالثمن المؤجَّل، وهذا ما قرره الإمام الشوكاني-رحمه الله- في كتابه " نيل الأوطار"، والخلاصة أن كل من يتحجج بحديث الدرع المرهونة فهو ممن لم يفقه الحديث وسيرة النبي في الأمر، وأن أعداء الله غير متهاونين في تحريف الكلم عن مواضعه، وأن المسلمين اليوم في حرب مفتوحة ومن عشرات السنين مع اليهود والصلبيين والمجوس، وأن مثل هذه الأحاديث لا يجوز التعامل معها بإطلاقها وإنزالها في غير موضعها حتى يكون من ذكرنا أهل ذمة أو صلح أو آمان، وأن كل من يتحجج بمثل هذه الأحاديث فاتهمه في دينه ولا تبالي.
السلام عليكم

=======================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 13 ربيع الثاني 1440 هـ الموافق ل 06/01/019





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire