Rechercher dans ce blog

mercredi 23 janvier 2019

مقال بعنوان " ما تحت طاولة المفاوضات بين أمريكا وطالبان " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



ما تحت طاولة المفاوضات بين أمريكا وطالبان


الكثير يردد بغباء أن طالبان بفضل صمودها و "جهادها" استطاعت أن تفرض وجودها عبر القوّة وهذا من السذاجة بما كان في قراءة الأحداث الجيو-سياسية والتقلّبات في المنطقة والتكتّلات الجديدة فطالبان قبلت المجتمع الدولي بدون شروط وقبلها بشروط على أن تلتزم أجندات القوى الدائرة بها ولا تعربدّ.
كنت قد ذكرت من أيام أن الصين درّبت وسلّحت وحدة كومندوس في طالبان من خلال باكستان للتغطية على الأمور، فأمريكا وبعد أن فشلت في إرساء وترسيخ حكومة عاملة قابلة للحياة أدركت أن طالبان هي المستقبل ولكن بشروطها وأجندتها من خلال تدخّل ايراني قطري وبعيون روسية باكستانية وبمراقبة صينية، فالمحادثات الجارية من أيام ما بين وفد أمريكي ووفدًا من طالبان في قطر بعدما كانت في طهران إنّما هي جولة لترتيبات سياسية كبيرة وقريبة وبضمانات روسية باكستانية صينية لخروج أمريكا من أفغانستان وربما استبدال جنودها بجنود من روسيا والصين لضمان انتقال السلطة بسلاسة وعدم ترك فراغ أمني يمكن أن يؤثر على الانسحاب الأمريكي أو معظم قوّاتها، ومن ضمن الشروط الأساسية لإعادة إدماج طالبان والقبول بنظامها من جديد الإبقاء على قاعدة أمريكية داخل البلد لمحاربة داعش، والتنسيق أمنيا بينها وبين طالبان في محاربة الإرهاب، وربما إقناعها الدخول في اللعبة السياسية من خلال الانتخابات مستقبلا وإرشادها إلى نظام مطابق لنظام طهران يكون التنافس فيه من منطلق سياسي لا إيديولوجي أو عقائدي، وبهذا ستكون أمريكا وأعوانها قد نجحوا بإفراغ عقيدة طالبان القتالية نهائيا وإعادة صياغتها وبرمجتها من خلال توافق أممي ومساعدتها للسيطرة على أفغانستان سياسيا، والأهم أن للصين مهمّة دولية في أفغانستان ولأمريكا مشروعا داخليا لطالبان، فكلا القوّادين في صراع اقتصادي هائل مما جعل الصين تتعاون وطالبان سياسيا ومن سنين وفي خفاء تام ، وذلك من خلال إيران وروسيا وباكستان لثني أمريكا على تغيير سياستها من خلال حربها على طالبان مقابل امتيازات اقتصادية عظيمة تكون أفغانستان بوابةً لطريق الحرير الجديد الذي سينطلق من سوريا إلى الصين مرورا بتركيا وإيران وباكستان وروسيا، الشيء الذي أخاف أمريكا فهذه الطريق هي أكبر اقتصاد في العالم من حيث التنصّل من الهيمنة الأمريكية عبر البحار والأجواء وحصر أمريكا في اقتصاديات معروفة ومحدودة وصّدّ هذه الطريق عن وجهها، فالطريق واعدة اقتصاديا لكل هذه الدول المذكورة، فسارعت أمريكا إلى التفاهم مع طالبان سياسيا وإعطائها مزايا الحركة القوية في أفغانستان وأنها المحور السياسي الواعد أمام "الانسحاب" الأمريكي المرتقب، وسيتم ذلك لطالبان من خلال تفاهمات وعهود وورقة عمل سياسية واقتصادية تكون أمريكا الرابح فيها على المدى المتوسط والبعيد، وستكون أمريكا من خلال أفغانستان أو هذا الحلف الجديد المتكون من الصين وروسيا وباكستان وإيران وتركيا وسوريا عقبة أمام الجميع من جهة التحكّم في أفغانستان سياسيا رغم أن هذا البلد هو الأضعف في الحلف والمحوري فيه في نفس الوقت بسبب مرور طريق الحرير عبره ولا غير، ومن ظنّ أو فهِم أن طالبان انتصرت على أمريكا عسكريا فليراجع أقرب عيادة للأمراض العقلية، فأمريكا ليس من مصلحتها إزاحة طالبان بعد أن تمددت داعش داخل هذا البلد وتزداد كل يوم قوّة على قوّة، فأمريكا تريد من طالبان الحارس الأمين لسياساتها ومصالحها داخل البلد وفي هذا الحلف الجديد مستقبلا ...  
السلام عليكم

====================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 29 جمادى الاولى 1440 هـ الموافق ل 23/01/2019





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire