Rechercher dans ce blog

samedi 12 janvier 2019

مقال بعنوان " تصادم القيم بالاخلاق " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



تصادم القيم بالاخلاق

إن القِيّم عند الغرب ليس الأخلاق بالمفهوم المتعارف عليه، بل هي ما توارثته الطبقة الارستقراطية من جاه وحكم الأكثرية من الجنس الواحد أو الأقلية من العرقيات الأخرى في البلد الواحد، فلذا تجد الغرب يتلذذ بقتل الضعفاء داخليا بنغص عيشهم أو خارجيا بتدمير البلدان عند الغزو والاستدمار، فلذا تجد بعض من عرّف الأخلاق من علماء اجتماع أو فلاسفة مشهورين أنها منظومة من الأسلحة ابتكرها الضعفاء أو المهمّشة داخل المجتمعات الارستقراطية واليوم الرأسمالية لابتزاز الأقوياء وأصحاب النفوذ للمساومة على رغد الحياة أو السياسة المتّبعة للبلد الذي يكثر فيه ظلم في الطبقات العاملة، فما نراه اليوم من صدام واقعٍ في بلاد الغرب إنما تصادم القيّم مع الاخلاق، قِيم الطبقات الحاكمة مع أخلاق الطبقة الكادحة العاملة، فالمصطلحان في معركة لن تهدأ إلا بثورة يتقرر فيها مفهوم القوي إمّا بمنطق المال والسلاح أو بالعودة إلى مطالب الأخلاق وما يريده الشارع من عدالة احتماعية .
والشاهد من كل صدام وعبر تجارب الماضي وتاريخ الثورات الغربية، أو الأزمات السياسية والاجتماعية بين الطبقة الحاكمة والعاملة إلا وتجد الارستقراطية تلبس لباس الضحية عند شعورها بالضعف أو انكشاف أسرار سيرورتها باختراق عودة الأكثرية إلى مفهوم الأخلاق والعدالة الاجتماعية عن طريق نافذين اجتماعيين عبر حوار وطني تنتزع من خلاله شعلة المطالبات أو تمييعها وتأجيلها عبر استفتاء يخضع لتفريغ الفكرة من محتوى الحوار والنقاشات، أو عبر رجال دين محليين أو إن تطلّب الأمر إخراج بابا الفاتيكان لتهدئة الأمور والعودة إلى المفاوضات والتسوية السياسية وتحييد رؤوس المنادين وإلصاقهم التهم عبر اختلاق بعض القصص أو التهم المنافية للأخلاق المنادين بها كالتعدّي على رجال الأمن أو الممتلكات العامة على أن الأمور منافية لروح القيم والأخلاق داخل المجتمع الواحد، فالطبقة الحاكمة الغربية من سوار واحد تكاد منظومة القيم التي تحكمها لا تعترف بأخلاق من ينادي ..
باستيقاظ الشعوب والأقليات المضطهدة والمهمّشة داخل المجتمع الواحد والذي يُراد له جسما لا يتجزأ من منظومة قيم تحكم الجميع بسياسة المكر والخديعة والسرقة المنظّمة عبر سياسيين فاسدين أو برلمانيي من طينة ومدرسة واحدة (ENA) مهمّة الجميع إبقاء أصحاب الأخلاق تحت أصحاب القيم وهنا المعضلة والإشكالية التي تصيب كل مرة المجتمعات الغربية والتي يراها أصحابنا أنها من صحة المجتمعات ومن الديمقراطية المنشودة في عالمنا العربي، بل إنه الفشل الإجتماعي بعينه حيث الأقلية تفرض سطوتها بمسمّيات وردية، غلافها الرحمة وباطنها عذاب، وفي كل مرة حيرة على المستقبل والأموال والمكتسبات ..
ولعل كل ما نراه اليوم من مطالبات ومظاهرات سلمية تارة وعميقة أخرى فذلك من مرض السياسة الغربية بفيروس قيم الرأسمالية وانعكاساتها على تسيير مكتسبات الطبقة العاملة المتّسمة بالأخلاق، فأصحاب القيم لا يمكن أن يتنفّسوا إلا من خلال السرقات المنظّمة عبر فرض الجباية والرسوم على عرق الضعفاء.
وهذا المشهد يتكرر اليوم في عالمنا العربية ولا ينفك من الرأسمالية الواحدة عبر استنساخ أقلية ارستقراطية حاكمة من عائلة واحدة، أو عبر رؤساء، أو أحزاب نافذة مسيطرة على مقاليد الحكم والسياسة، فإذا ثار الشعب أخرجوا لهم الأحبار وعبّاد الدرهم والدينار ليذكّروا الناس بالأخلاق دون القيم ..
السلام عليكم
==================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 18 جمادى الاولى 1440 هـ الموافق ل 12/01/ 2019





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire