Rechercher dans ce blog

lundi 21 janvier 2019

مقال بعنوان " فرية عمالة أئمة الدعوة النجدية للإنجليز " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



فرية عمالة أئمة الدعوة النجدية للإنجليز  

‏نرى بين الفينة والأخرى من بعض الدعاة المحسوبين على تيار سياسي ما أو من بعض الجهلة والنكرات تسليط الألسنة والتطاول على أئمة الدعوة النجدية -رحمهم الله تعالى-، ويعلم الله أن من كان منصفا في نفسه ومع غيره لم ير منهم إلا كل الخير في مجال العقيدة والدعوة إلى الله على علم وبصيرة، وكما قال إمام التابعين سعيد بن المسيب -رحمه الله تعالى-:" ليس من عالِمٍ، ولا شريفٍ، ولا ذي فضل، إلّا وفيه عيب، ولكن مَن كان فضلُه أكثرَ من عيبهِ ذهبَ عيبُه لِفضله"، ولذا على المنصف ومقيم القسط أن ينظر في حسنات المخالف قبل سيئاته وإن يزن بالقسطاس المستقيم لبلوغ العدل قبل الحكم ..
لكن الكثير ممن كانوا على عقيدة منحرفة ومن أصحاب البدع الضالة هاجموا أئمة الدعوة وعلى رأسهم المجدد رحمه الله تعالى لردّه على المخالفين واتّهموه بشتى التّهم منها التكفير والدعوة إلى القتال، فمنهم من قبل التكفير لما كان عليه عصره من انحرافات عقدية وشرك بالله، ومنهم من رفض القتال لضعف إيمانه وبعده عن المنهج الحق الذي أتى به ليبعثه من جديد في نفوس المسلمين ومن كان يدين بدين الله الحق، فحارب رحمه الله البدع وردّ على القبوريين والروافض وجاهد في الله حق جهاده حتى سُمّي بالمجدد لهذا الدين على طريقة إمام السنة أحمد بن حنبل وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهم الله- ..
والدارس الحقبة الأئمة النجدية يدرك أنهم أصحاب علم وبصيرة وكانوا يجادلون المخالف بالكتاب والسنة وهدي السلف الصالح، ولمّا رأوا من انحرافات الدولة العثمانية نادوا بالخروج عليها بالسيف وأجمعوا لذلك كل قبائل الجزيرة العربية وكان ما كان لهم من عزّ في إعادة الشريعة للمنطقة والحمد لله ..
وكان تحالفهم مع ابن سعود سياسيا لاستتابة الأمور والانفصال عن الدولة العثمانية وككيان منفصل عنها، وكان العثمانيون في حرب مفتوحة مع الانجليز حينها ولما رأوا ما فعل الأئمة النجدية بقبائل الجزيرة كان لهم مأربا وخبثا وراء اقترابهم من السياسيين وعلى رأسهم ابن سعود مؤسس السعودية اليوم، فاضطر حينها المجدد للتحذير من مكر الانجليز على الدولة الفتية وما كان من بن سعود إلا أن يرميهم بقوس واحدة بعدما استتب الأمر له ولحكمه بمعاونة الإنجليز وما أُرِّخ في ذلك بعدها لا يُحصى، والشاهد أنهم كانوا من أشد المدافعين عن الدولة السعودية والتي كانت تحكم بما أنزل الله حقيقة..
وللفترة رجالاتها ومؤرّخيها وما كانت فيه من تجاذبات سياسية، ولم يقل حينها من المخالفين أن أئمة الدعوة كانوا من المتحالفين مع الانجليز إلا عند بروز حقبة رشيد رضا الذي نافح نوعا ما عن أواخر سلاطين الدولة العثمانية، فأفرزت الساحة مدرستين  انبثق منها الإخوان المسلمين والوهابية، وحينها كان العالم الإسلامي مربط ترحاله إلى مصر لسهولة الرحيل إليها وطلب العلم فيها، ومصر في تلك الحقبة عرفت نموذوجا سياسيا وحركات سلكت ما قرره العثمانيون من دساتير على طريقة أوروبا في الحكم والتشريع ودخول البرلمانات، ولما عارض أئمة الدعوة ذلك اتّهِموا بالعداوة الكلية لكل ما هو عثماني، وكان رشيد رضا-رحمه الله- يرى دخول البرلمانات على الطريقة العثمانية وقد فصّل في ذلك الرسائل والمؤلفات، وقد خالفه في ذلك عدة أئمة ومنهم العلامة ابن سحمان حيث كان يردّ عليه وعلى ما كان يذهب إليه من اجتهادات.
 وقد برز في تلك الحقبة من تفرنج وتأنجلز ودعى إلى النموذج الغربي وخاصة منهم المدعو جميل افندي الزهاوي وكان أدبيا وفيلسوفا ونائبا في مجلس النواب العثماني حيث كان أوّل من أطلق فرية عمالة أئمة الدعوة النجدية للانجليز بحكم أنهم كانوا في خصومة سياسية وعسكرية مع العثمانيين، وكان الزهاوي زنديقا حتى قال فيه رشيد رضا أنه كان من الملاحدة المتفرنجين وممّا جعل ابن سحمان -رحمه الله تعالى- يرد عليه وعلى إلحاده وفريته عن عمالة أئمة الدعوة النجدية للانجليز في رسالة تحت عنوان:" الضياء الشارق في رد شبهات المارق الماذق "، حيث قال فيها :
 
 ففرية العمالة مصدرها تهمة سياسية لإبعاد السذج وبسطاء الفهم عن عقيدة أئمة الدعوة ولمآرب أخرى حزبية من دخول البرلمانات، ولا يزال بعض أبناء المسلمين لليوم يتلقّفها ويلصقها بالمدرسة الوهابية النجدية عن جهل وظلم، وفي الأمر كلام كثير، وللبيان والتبيان أيام آخر ..
السلام عليكم .
==================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 25 جمادى الاولى 1440 هـ الموافق ل 19/01/2019




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire