Rechercher dans ce blog

mercredi 30 janvier 2019

مقال بعنوان : " الكلمة الصادقة ، كلمة الاخلاص " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري



الكلمة الصادقة، كلمة الإخلاص ..

إن الكلمة مفردة يراد بها شيئا معلوما ورميا لهدف محدود، فرُبّ كلمة ترفعك او تخفضك أو تنصرك أو تخذلك أو تحاجج عنك أو تفضحك، فما بال مقالة أو مشروع أو نهضة من استراتيجية في الكلمة وما بعدها، فالصديق تسرّه كلمة، كما أن العدو تضرّه كلمة، وكذا كلمة التوحيد التي حاربها ويحاربها الجميع، فمن الطبيعي أن من يكون ضدك أوّلا هو من يفهم لغتك وكلامك، ومن الطبيعي إذا عارض ما تصبوا إليه من مشروع فإنّما يشنّع عليك القريب والبعيد والعدو والصديق، فلربما تريد أن تخدم الغير بما هو فلاح الدنيا والآخرة، ومن يتربّص بك الدوائر ولمشروعك يريدك أن لا تكون شيئا مذكورا، ولأجل هذا يحاربك ويرفع عنك التقارير أن كنت أقوى منه كلمة وصدى وعملا، ولذا وجدنا ومنذ بروز نجم الصدق أنّ أوّل من أنّب عليه بالكلمة والوشاية هم من يفهم لغته وكلامه، فمنهم من ردّ عليه زعمه علميا ومنهم من عرّص عليه تنظيرا ومنهم من رماه جهلا بما لم يستطع إثباته ولو نادى سحرة فرعون قبل التوبة لإعانته والوقوف في صفه لنصرته ونصرة زيفه وهواه وما في نفس فرعون من كِبر واستعلاء على كلمة الحق، فالكلمة الرصاصة مفعولها ومدلولها تجتمع كل الخصوم عليها لدحضها وإفشال مفعولها حتى لا تقع على قلوب المشتاقين للحق كالبلسم والترياق الذي يشفي ويزيل آثار الأمراض وتراكمها من النفوس التواقة لصفاء تلك الكلمة وإن من خلالها يكون العزّ للنفوس وما يترتب بعدها من راحة عند الفرد وفي المجتمعات التي تريد أن تمحي آثار الكلمة الخبيثة التي كانت سببا في انهيار دول ومجموعات وأحزاب برمّتها.
 فالكلمة الطيّبة أصلها ثابت وأما تلك الخبيثة فهي باب لكل خبيث من عقيدة إلى لفظ إلى عمل فما كان من هؤلاء إلا أن يتصادم الطيّب بالخبيث، ولمّا حُصِروا نادوا بشركائهم من الطواغيت وأعوانهم وبالأمم والملل والنحل الأخرى حتى يجتمع الكل على الاصل الثابت ويحاربونه بشتى الوسائل وعلى قلب رجل واحد وبحسب المراد والنوايا ولو باستئصال شأفة كل من نادى بها في المدائن كان من كان، فهؤلاء لا أخلاق لهم ولا مبادئ ولا عين تدمع ولا ندم وكل ذلك من جذور كلمة الخبث التي في أفئدتهم وكينونتهم، وما تدمير المدن على رؤوس سكانها وذلك القتل والتشريد المتعمّد والممنهج إنما من حيث خبث سريرة الجمع من القريب والبعيد، ووأد الكلمة الطيّبة حتى لا تنمو وتزهو بها النفوس السليمة .
فهذه الحرب المفتوحة إنما كلمة ضد كلمة أخرى ومشروع كلام ضد آخر واستراتيجية من المفردات ضد استعمار جاثم على صدور المسلمين، فلا عجب أن الصليبيين اليوم يوافقهم جمع ممن أدار ظهره للكلمة الطيٌبة وذلك لمنفعة دنيوية أو منصب زائل أو أموال من تحت الطاولة يخدم بها مآربه وغرائزه ولا يريد أن تنقلب النِعم عليه حسرات، فالكل اليوم إلا من رحم ربك متعاون على الإثم والعدوان وصدّ كلمة الإخلاص إما تعاونا مباشرا مع أعداء الله أو حجر في طريق حملة الكلمة أو على قارعتها يريد وشاية وتعطيلا لمفعولها، فالحمد لله على المحن والبلايا فقد أرت الصادقين المخلصين من الغادرين وهلمّ جر ..!
السلام عليكم
=================
كتبه   نورالدين الجزائري
يتاريخ 24 جمادى الاولى 1440 هـ الموافق ل 30/01/2019 .




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire