Rechercher dans ce blog

jeudi 3 janvier 2019

مقال بعنوان " الطائفة المنصورة " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



 الطائفة المنصورة ..

‏يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -يرحمه الله تعالى- في مجموع الفتاوى: " ومَن لم يُجِب إِلى الدِّينِ بالسيَّاطِ الشرعية، فبالسَّيوفِ المُحمدية؛ ومَن خرجَ عن كِتابِ اللهِ وسُنةِ رسولهِ، ضربناهُ بِسيفِ الله ..".
ولمّا كان دين الله قد اكتمل ورضِيه لعباده شرعة وشريعة ومنهاجا، فقد توعّد سبحانه وتعالى كل من خرج عن شرعه بالوعيد التام في الآخرة وبالإنتقام منه في دار الدنيا، وقد علّم عباده أن السبيل للنجاة هو التحاكم إليه ولما جاء به نبيّه، فألزم الحاكم بحكمه أن يتحاكم إلا به بين رعيّته، وألزم الرعية أنّ ليس لهم الخِيرة في أمرهم إذا قضى الله ورسوله حكما أو أمرا .فالمسلمون حاكما ومحكومين لا بديل لهم إلا ما شرع الله لهم من دين ارتضاه لهم ليفوزوا بالدنيا والآخرة، فكانوا حينها سادة العالم دنيا ودين حتى ملكوا الأرض وكنوزها، ولمّا كان الإختلاف في الدين وأصله عدم التحاكم إليه، ضعف المسلمون وذهبت ريحهم في التنازع على أمر الدنيا، وانقسموا إلى مذاهب وطوائف متناحرة على الدنيا بصبغة دينية، وكان ذلك مراد الأعداء من هذا الضعف والإنقسامات الداخلية في كل أقطار بلاد الإسلام، فسلّط الله عليهم من لا يخافه فيهم ولا يرقب فيهم إلًّا ولا ذمة، وصارت بلاد المسلمين إلى ما هي عليه من تشرذم وضعف وتخلّف إلى يوم الناس هذا، وذلك لعدم الإمتثال إلى نصوص الوحيين والوعيد الذي فيهما من داء النزاعات والنعارات والخلافات، فلمّا كانت الأمور كذلك، فإنّ الله قيّض لهذه الأمة من يدافع عن التوحيد في الداخل ويحمي بيضته من الخارج وذلك بمجاهدة المنافقين والمرتدين داخليا، والكافرين والمشركين الصائلين على بلاد الإسلام كليّا.
‏ففي الحديث :" لا تَزَالُ طَائِفَةٌ من أُمَّتِي ظَاهِرِينَ على الحقِّ لَا يَضُرُّهُمْ من خَذَلَهُمْ حتى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِك..."، وهذه الطائفة من امتعاض وغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لما قيل له: " أذال الناس الخيل ووضعوا السلاح وقالوا لا جهاد قد وضعت الحرب أوزارها "، فأقبل - صلى الله عليه وسلم- بوجهه وقال: " كذبوا الآن الآن جاء القتال " ثمّ ذكر الحديث، وقد تنازع الكثير قديما وحديثا في أمر هذه الطائفة المنصورة، وكل أراد المتاجرة بها واسقاطها على ما هو عليه من أمر، فشاء الله أن هذه الطائفة المباركة جعلها الله خالصة لوجهه ولمراده في كل أمر ونازلة ألمّت وتلمّ وتعصف بالمسلمين، والتي تظهر في كل مرة عند ضعفهم وابتعادهم عن التوحيد الذي جاءت به الرسل ودافعت عنه وقاتلت من أجله القريب والبعيد، فهم من خاصة الله وصفوته من خلقه، يده التي ترد المسلمين إلى الطريق كما قال شيخ الاسلام، وسوطه الذي يعاقب به الله في الدنيا أعداءه ..
ومن أهم خصائص هذه الطائفة التي تميّزها عن الفرق والمذاهب الإسلامية الأخرى هو القتال في سبيل الله، خالصا لوجهه، من أجل التوحيد الخالص حكما وشرعا، وطريقتها تخالف ما هم عليه المسلمون من ركون إلى الدنيا بمسمّيات وقواعد شتى لم تنزّل بسلطان، فأفرادها قليلون في كل مرة، معيّة الله معهم في كل نازلة لا يريدون من الخلق قيد شكر أنملة، قلوبهم متعلّقة برضى الرحمن عنهم دنيا وآخرة، وفي الحديث كل ذي نعمة محسود، ولمّا كان الأمر كذلك نصب لهم العداء القريب قبل البعيد، ورموا في كل مرة عن قوس واحدة، تارة بالخوارج والغلوّ وتارة كاليوم بالإرهاب والتطرّف، ولهم في الأئمة أحمد وابن تيمية إلى الشيخ ابن عبد الوهاب-رضي الله عنهم اجمعين- ضرب مثال، وذلك لا لشيء إنما لصحيح عقيدتهم في فساد عقائد الناس، ولثقل الأمانة والمسؤولية مع استخفاف جموع المسلمين بذلك الحمل الثقيل. واليوم بعد أن كانت ذروة سنام الإسلام تنطفيء أوّارها ها هي اليوم الطائفة المنصورة تظهر من جديد لتجدّد للمسلمين دينهم وترجعهم إلى صريح وصحيح عقيدتهم ولو بسياط الترهيب، وباستعمال السيف لمن ارتد وظاهر الكفار من المنافقين على المسلمين وبالتشديد، فهم رحماء بالمؤمنين أشدّاء على الكافرين، يلمزهم المنافقون في كل مرة وحين، ويتعاونون مع أعداء الله عليهم في كل فرصة أو مكر دفين، وما نراه اليوم من تكالب الداخل والشرق والغرب على هؤلاء الفتية من الطائفة المنصورة لمِن حقدهم على دين الإسلام كما أُنزل، وعلى كلمة الإخلاص التي قسمت ظهور الطواغيت بشتى الأصناف، فجهادهم منصور وتضحياتهم مباركة لترفعهم درجات في عليّين، فبهم ينتصر دين الله وترجع الأمة إلى عزّها، فانظروا مَن اليوم ..!!! 
السلام عليكم

===================
كتبه : نورالدين الجزائري
بتاريخ 5 محرم 1440 هـ  الموافق ل 16 / 09 / 2018





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire