Rechercher dans ce blog

mercredi 1 novembre 2017

مقال بعنوان " ما وراء صور الجزائريين في طابور مهين أمام المركز الثقافي الفرنسي؟ "... بقلم المدون نورالدين الجزائري


ما وراء صور الجزائريين في طابور مهين أمام المركز الثقافي الفرنسي؟.

الكل منّا شاهد الصور او الفيديوهات المخجلة ولا أخلاقية لجزائريين امام المركز الثقافي الفرنسي في طابور لا ينتهي وكأنّه الاكزوديس او الهجرة الى غير رجعة لأرض الميعاد، صوّر أثّرت في الحجر قبل ما بقي في الجزائر من بشر، عنوان لفشل سياسي محض، عنوان لانحطاط اخلاقي صرف، عنوان لمأسآة شعب حُكِم بسياسات وكأنّها من القرون الوسطى، قرون الإقطاعيات والمحسوبية، قرون الأخذ من الفقير وردّ المردود على الغني واليسير، أناس تربّعوا على سدّة الحكم من فجر الإستقلال المنشود الى سنين البحبوحة المالية والتي أصبحت غير أثر على عين، احتكروا الوطن والحكم والمال والإقتصاد بسياسة فاشلة خماسية الأبعاد في كل انتخاب ..
الأمر مفتعل ورسالة ذو وجهين ونقيضتين، والصور والفيديوهات أمام المركز الثقافي الفرنسي قسمت المشهد السياسي الى طابورين متناحرين في الخفاء، ظهر صراعه جليًا امام المشهد المحلّي والدولي، فمن غير المعقول ان يصطفّ الجزائريون بهذه الاعداد الهائلة لأجل امتحان قدراتهم اللغوية او المعرفية للفرنسية، فالأمر دُبِّر بليل بعد إغلاق في وجه الجزائريين ومن سنة تقريبا مواقع طلب التأشيرات في القنصليات الفرنسية بالجزائر والذي اوكلت فرنسا ايداع ملفّات التأشيرة الى وكلاء جزائريين محسوبين على الطبقة الجزائرية الفاسدة، فنتج عن ذلك اكل أموال البسطاء من ابناء الشعب المغلوب على امره والحالم للخروج من وحل السياسات الفاشلة في بلد المليون ونصف المليون شهيد، فمن غير المعقول ان يُسمح لهكذا تجمّع هائل أمام مقرّات حكومية واخرى أمنية حساسة من دون معرفة مسبقة بالأمر، فالمخابرات الفرنسية وطّدت نفسها من اجل هذا الحدث المدروس والذي شجّعته من خلال وكلائها في الداخل بأيام معدودات عن ميلاد اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، والرسالة واضحة للسياسيبن الوطنيين ان لفرنسا ولاء مطلقا من النخبة، ورسالة للاسلاميبن ايضا ان لفرنسا يد التغريب وجندا لغد مرقوب، وأنها قادرة لخلط الأوراق في أي لحظة ترى أن مصالحها في الجزائر مهددة، وأن الرئيس القادم لا يُنصّب إلّا بالعبور من قصر الإليزي، والأهم من كل هذا أن فرنسا من تتحكم في شريحة هائلة من الشباب وبزرّ من اذرعها السياسية او الثقافية ..
لكن في المقابل ألم يكن للمخابرات الجزائرية يد في ما جرى أمام المركز الثقافي الفرنسي بالسماح لذلك التجمّع الهائل من التجمهر ورسالة بالدرجة الاولى مفادها أن على السياسيين الجزائريين العمل مع المنظومة الأمنية وعدم تهميشها او العمل من غيرها، والتي كبحت جناح الثائرين من الشباب بكل توجّهاتهم السياسية و الاجتماعية خدمة لآل بوتفليقة وحاشيته، فمن غير المعقول ان تكون المنظومة الامنية التي تراقب باحترافية كبيرة وسرّية هائلة وسائل الاتصالات الاجتماعية أنها لم تكن تعلم بموعد هذه الغفور الشبابية المذهولة، فمن أوزع للشباب بحرية مطلقة للتجمهر على نطاق واسع بغير إذن السلطات الامنية الاخرى من شرطة ودرك، فهل كلمة السرّ أُطلقت عبر الطولكي-وولكي لاحجام التدخلات ولفضّ مثل هذه الجموع والتي هي في الاساس اهانة للطبقة السياسية الحاكمة وللرئيس الجزائري المقبل، فالرسالة وصلت للمعنيين والحادثة مفتعلة بامتياز ..
فالأمر جلل والخوض فيه متشعّب وشائك، فإن كانت حادثة الحرّاڨة شأن داخلي ومدى تذمّر الشباب من العيش في بلد " ارفع رأسك يابّا" وإقرارا بفشل المنظومة السياسية المتّبعة مذ فجر الاستقلال، فإن حادثة المركز الثقافي الفرنسي بمثابة دق اسفين نعش على ما تبقى من رجالات الجزائر المعصومين سياسيا، والحدث دولي قبل أن يكون داخلي، فوسائل الإعلام العالمية نقلت الحدث بفعل فاعل، وتداعياته خطيرة تتمثل في مزيد من الانبطاحية امام المستعمر، وتعرية غطاء الفضائح من مهامّه هذه الأيام، فلجوء ابناء المسؤولين الى فرنسا والإقامة بها وبأموال منهوبة معروفة لدى السلطات الفرنسية ليس من عبث، بل اوراق ضغط مستقبلية على كل من اهدر البحبوحة المالية للجزائريين البسطاء، فتشجيع الفساد يوجب التحكّم في الفاسدين ومعرفة مدى خيانتهم لأوطانهم وخيراته، فكان من الأجدر بالمسؤولين الجزائريين بناء الإنسان الجزائري على غرار ابسط مراكز التكوين وتسخير الأموال لشباب الغد عِوَض ان يكونوا ورقة في يدّ العابثين بمستقبل البلاد وموارده البشرية قبل المالية، فلا يستقيم بلد إلاّ بتربية النشأ تربية الأب للإبن ..
السلام عليكم ..

==========================

كتبه: نورالدين الجزائري
12
صفر 1439هـ الموافق ل 01/11/2017




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire