Rechercher dans ce blog

samedi 11 novembre 2017

مقال بعنوان " جنون ابن سلمان في مملكة الصبيان " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


جنون ابن سلمان في مملكة الصبيان

نشاهد اليوم مفرزات الحرب على الدولة الإسلامية و" كسب" الجولة من التحالف الدولي عليها مرحليا تطلّب تفاهمات قبل تدخّل الصلبيين في شؤون المنطقة في 2014م، فالولاء لأمريكا مرهون بمدى مصداقية الخادم الجديد لسيّده القديم، فكان لابد من حاكم المنطقة أن يعيد الولاءات والسياسات والتحالفات حسب المرحلة وعقلية الخصم في المواجهة الأزلية، فأمريكا لم تقدم على مثل هذه الخطوات لولا تراجع الدولة الإسلامية في الجبهات وفقدان معظم ما كانت تسيطر عليه من مناطق، فالحرب طويلة وللمعارك منعطفات وتغيّرات في سياسة إدارة المواجهة، فالكل انخرط للحد من تمدد من كان على وشك إزالة عملاء المنطقة من على عروشهم والحد من هيمنة أمريكا عليها مرحليا..
فتفوّق التحالف اليوم في كل من سورية والعراق مرحليا يخدم مصلحة الاقوياء قبل التُبّع وبدرجات حسب الخدمات، فالقوم حسب الذهنيات رأوا ويرون أن مشكلة الإرهاب معظلته قضية فلسطين، واجتمع على ذلك الخدم من السعودية إلى مصر مرورا بالرباط والجزائر على أن ما تشهده المنطقة بسبب التطرّف مكمنه عدم رد المظالم للفلسطينين زعمهم، وإنما القوم على خطى الأسياد في تخدير الشعوب المغلوبة، فإنهاء القضية الفلسطينية في قاموس السيد والخادم يجوز بمراحل وحسب ظروف المناوئين لقضية حل الدولتين، فأمريكا وعبر حلفائها في المنطقة قد قسمتهم إلى أدوار ولكل له خريطة طريق لتنفيذ خطة التصفية للقضية الفلسطينية، فمنهم من هم جند في محاربة العقبة الاولى وهو الارهاب، ومنهم من يموّل لإسكات الخصوم بالمال والوعود، ومنهم من أبعد الخصوم المسالمين بالتشهير ومفاتيح الزنازين، فإدماج اسرائيل والتطبيع معها والقبول بالأمر الواقع يتطلّب مرحلة برجالها ومالا وفيرا يخدم أجندتها حتى يتم الولاء لأمريكا التام والرضى المستحق في بيت صهيون...
فالزيارة السريّة لمحمد ابن سلمان في سبتمبر الفارط لتل ابيب كانت لتفاهمات عبر تصفية القضية الفلسطينية، وبمراحل، وخارطة طريق وعمل عليه بتنفيذها لدعمه مقابل الخصوم من الأمراء وعلى رأسهم محمد ابن نايف الذي تم ابعاده وسجنه بعدها، وما أقدم عليه اليوم هذا الفتى من إبعاد الخصوم من العائلة الواحدة ينذر بكوارث وسياسة أحادية اتجاه قضايا المنطقة والاقليمية، فالصبي لا مؤهلات علمية لديه ولا نضوج سياسي عليه، فالمختصّ في الشأن السعودي المعروف باسم مجتهد نص وبيّن على أنّ هذا المتهوّر همّه جمع المال لمآرب شخصية ولنزوات صبيانية يريد بذلك ان يصبح أوّل تريليوني ثري عبر تاريخ الإنسانية، فإزاحته للأمراء والأثرياء من بني ملّته والحجز على أموالهم باسم الفساد يراه المراقبون أن من خلفه من يريد أن تموّل السعودية صفقة تصفية القضية الفلسطينية، وإعمار العراق وسورية من طرف المقاولين الغربيين وشركات في بعض بلدان المنطقة وعلى رأسهم الإمارات وإيران...
فليس من الصدفة إزاحة سعد الحريري من منصبه وإعلان استقالته من الرياض، وليس من العبث زيارة محمود عباس في هذه الاوقات للسعودية ولقاء بن سلمان، فالأمور بتسلسل وبخطّة محكمّة وبتفاهمات ما بين أمريكا وإسرائيل وروسيا والسعودية وطهران، ففي الصفقة الآمر والمنتفع والشاهد وصاحب التوسّع والشاري للمنصب، فتصفية القضية الفلسطينية او ما يسمى في قاموس ترامب بـ "صفقة القرن"  كان لابد لها من ترتيبات ومراحل وتكاتف وتعاضد الجميع لإبقاء السياسات والمطامع في المنطقة العربية والخليجية، وليس من الصدفة أيضا التباهي في الإعلان العبري بزيارات صهر ترمب جاريد كوشنر المكوكية من واشنطن لتل ابيب مرورا بالرياض ومن العبث، بل القوم في طبخة جديدة وسيتم إعلانها بعد ترتيب البيت السوري وإبقاء الأسد على رأس البلد لمرحلة انتقالية وهذا من شروط روسيا وإيران، وسيتم قبلها وما نشاهده اليوم من إفرازات داخل لبنان وغض بصر ايران بالضغط على المجتمع الدولي لإدراج حزب الله كمنظمة إرهابية للحد من نشاطها السياسي، وسيتم ترتيب تيار المستقبل المحسوب على السنة بزعيم آخر وكل المؤشرات تدلّ على أخ سعد الحريري الأكبر ومن غير استبعاد فؤاد المشنوق الرجل القوي ووزير الداخلية الاسبق وكجسر ما بين تيار المستقبل وحزب الله ..
فالمرحلة إذًا تطلّبت سياسة الأرض المحروقة على الدولة الإسلامية، تبعتها سجن بعض رؤوس الدعاة والمثقّفين المؤثّرين في المنطقة، ومن ثمّة إزاحة المناوئين للملك من أمراء ومقرّبين، وآخرها إقالة العثرات واستبدالها بأحجار دومينو أخرى وكل ذلك بشراء الذمم والمعاهدات، فجنون ابن سلمان بشراء عرش والرقص على أشلاء ودماء المنطقة سيؤدي الى عودة الدولة الإسلامية بقوة غير متوقّعة، فهي وإن لم يُكتب لها التمدد على الأرض بفعل فاعل فقد كُتِب لها التمدد والقبول في نفوس المسلمين، والمنطقة والعالم الإسلامي على كف عفريت، فويل للظالمين من يوم قريب
 السلام عليكم
=======================
كتبه: نورالدين الجزائري

بتاريخ 22 صفر الموافق ل 11/11/2017




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire