Rechercher dans ce blog

lundi 4 décembre 2017

مقال بعنوان : " ما بعد تصفية علي عبد الله صالح " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


ما بعد تصفية علي عبد الله صالح 

لا يخفى على ذي عقل أن الأحداث في المنطقة العربية وخاصة منطقة الشرق الأوسط تجري بما لا تشتهي سفن الأنظمة، فكل ما خُطِط له إلّا وأُجهِض بفعل فاعل، مخابرات دولية او إقليمية، فحروب الدوّل على خيرات المنطقة أصبحت بالوكالة، فاللّاعب الحقيقي فيها دولة إيران الفارسية ومشروعها الطائفي التوسعي، والشاهد من وراء ذلك دول تدّعي العداء لإيران وفي الحقيقة كما أن للفرس أذرعا تنفيذية لمشروعها فكذا لدوّل الظل إيران هي سلاحها لإبقاء الهيمنة الحقيقية على شعوب دول المنطقة، فمنذ الربيع العربي تسارعت الأحداث وفهِم الغرب وعلى رأسهم امريكا أن لا مأمن للكل إلّا بافتعال الفوضى الخلّاقة ..
فلا شكّ أنّ ما يدور اليوم في منطقة الخليج يصبّ في حرب المصالح، حرب إعادة هيكلة المنطقة بمفهوم القوّة حسب التحالفات والاستراتيجيات، فبعد أن مكّن الغرب لإيران الاستيلاء على العراق ومن قبل لبنان واليوم سورية واليمن عبر الحوثة، ومن خلال كل ذلك يريد بسط سيطرته على خيرات الشعوب السنّية ويهيمن عليها من خلال طوقين محكمين بعد أن أوعز للحكومات الوظيفية وإيران وميليشياتها الإنقلاب على ثورات الشعوب في ما يسمّى بالربيع العربي، فتعددت أسباب الصراع والهدف واحد: أطماع أمريكا وكلابها في المنطقة لترويض العرب السنّة مرة أخرى بمنطق الإنقلابات والنار، وما شهدناه اليوم من تصفية مباشرة لعلي عبد الله صالح مفاده عدم الخروج عن شرعية أمريكا وكلبها إيران عن المتفق عليه، فالرئيس اليمني الهالك خان شعبه بالإنقلاب عليه في أول المطالبة برحيله، وانقلب عليه بسرقة أمواله اذ تقدّر ثروة علي عبدالله صالح بنحو 70 مليار دولار في بلد من أفقر بلدان المنطقة وفي العالم، وانقلب عليه مرة ثالثة بتحالفه مع غير دينه ومعتقده..
فالمنطقة اليوم على كف عفريت من حرب شاملة، وما تصفية علي عبدالله صالح المباشرة إلّا عود كبريت آخر للانفجار الوشيك والمرتقب، فالرئيس اليمني اختُرق من جهتين عند رجوعه للبيت العربي كما يقال، فمخابرات دول التحالف العربي وعلى رأسها السعودية وصلت إليه بصفقة إعادته لمرحلة انتقالية وتوريث ابنه الذي يعيش في الإمارات بشرط التعاون معها لإلجام الحوثة او طردهم من صنعاء وإبرام معاهدة سلام بعد ذلك للشروط المرجوة على الأرض، والجهة الثانية كانت على علم بالصفقة فسارعت لاحتوائها وإلغائها بتصفيته بعد ان أُعطِي له الامان واقتياده الى جهة تصفيته.
ولكن السؤال الذي يفرض نفسه ، كيف لمخابرات آل سعود تعجز عن حمايته ام انها استُبِقت بجهاز أكبر خبرة وحنكة؟، فأمريكا لا تريد لحرب اليمن ان تنتهي ولا الإمارات ايضا ولكل لها مخطّطاتها، فشركات السلاح الأمريكية شغّالة وما صفقة السلاح النوعي الأخير للسعودية بـ 7 مليارات دولار لخير دليل، فعودة صالح لو تمّت لقضى على حلم الإماراتين وما أنفقوا في موانئ اليمن من مليارات وخاصة ميناء عدن الإستراتيجي والذي ضمّته الإمارات الى موانئ دبي العالمية، ناهيك عن إيران التي تريد استنزاف الجيش السعودي الى أقصى درجة وإرغام السعودية بشروطها في الحل النهائي لحرب اليمن وتكون من خلال ذلك انهت طوقها على بلاد السنة من الجهات الأربعة، فدمّ علي عبدالله صالح اليوم دمّ استنزاف لجهات معيّنة ودم مصالح في شريان دول أخرى معروفة ..  
فمقتل علي عبدالله صالح نذير شؤم للجهات المتصارعة على أرض اليمن الحكمة، فستزداد وتيرة المعركة على الأرض وعبر أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية، وستظهر قوّة أخرى جعلت الجميع يستنزف كما خطّطت له على الأرض، فالحرب اليوم حرب مطامع ومصالح، ولم تصطدم الجهات مجتمعة بعقيدة قتالية صحيحة، فالشرعية والصراع على صيغة الحكم لا زال دافع الجميع، فكل من القوى المتناحرة بالوكالة تريد حزبها وصفّها من يحكم بمدى التطوّرات على الأرض، فأهل السنّة في اليمن والسعودية خاصة لم يدخلوا المعركة بعد وما دمّ علي عبدالله صالح إلّا الشرارة الاولى على إعادة تقييم المرحلة المقبلة، والتي هي قاب قوسين او أدنى من الانفجار العام، وويل للكل حينها من عقيدة صحيحة...
السلام عليكم
====================
كتبه: نورالدين الجزائري

16 ربيع الأول 1439هـ الموافق ل 04/12/2017


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire