Rechercher dans ce blog

mercredi 1 novembre 2017

مقال بعنوان " ويحدّثونك عن تشويه الإسلام " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


ويحدّثونك عن تشويه الإسلام ..

ذهبت الى الغرب فوجدت اسلامًا ولم اجد مسلمين، مقولة نُسِبت الى محمد عبده عندما زار بلاد الغرب عند بداية القرن العشرين، تأثّر بها بعض الأتباع من العلمانيين والزنادقة حينها، ثم نسختها الأجيال المتعاقبة من ذلك الإرث الفكري والمنهجي للطعن في الثّوابت ومعتقد الأمة، فمنهم من اراد بالمقولة دين الله جملة وتفصيلا، ومنهم من اراد بالمسلمين طعنا وتشهيرا، ولازال القوم على هذه المقولة يتغنّنون، وعلى اوتارها يرقصون، فحصروا مفهوم الإسلام في البناء والتعمير، والصناعة والتصدير، والرقي والتزيّين، وأهملوا مقوّمات ومادة الخام لما يحلمون، فكيف بتهميش عنصر الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية، عنصر الحياة هو ذلك المسلم الذي ابدع حينما سُيِّس بسياسة شرعية حكيمة، ولم يكن في يوم من ايام تحت حكم اشتراكية ولا علمانية ديمقراطية ناهيك عن حكم الجبر الذي قضى على روح وجسد هذه الأمة جمعاء ..
بعد ان دمّروا مقوّمات هذا الدّين وهو الإنسان، خرجوا علينا بمقولة تشويه الإسلام، عبارة او تسويق سياسي يُراد منه دين الله وحملته وحُرّاسه، منظومة متكاملة تُسمى بالعقيدة التي حفظت المسلمين من التغريب والتنصير والتهويد، فالمقولة مدروسة وبعناية بعد ان افرغوا عقول المسلمين من ابسط التفكير والمنطق لِمَا وصلوا اليه من حضيض، ارادوا بالمقولة حصر فئة معيّنة في الأمة من عاهدت الله على حفظ العقيدة، فئة كانت ولا تزال تنتفض لكل ما هو عكس مقاصد الشريعة، فئة مقاتلة، تارة بالبيان وتارة بالسنان لأجل بيضة الإسلام، فهي الحصن الحصين ومفاتيح ابواب الأمة من كل رياح التغيير، فما اصاب المسلمين اليوم من ضعف فالأمر فقط من تيارات هوائية داخلية مصدرها الجهل بالتوحيد واصحاب مقولة محمد عبده الزنادقة اللّئام، فمن حكم ويحكم بعد سقوط منارة وقلعة العلم والنور الأندلس ومن بعدها خلافة المسلمين ..! فهل بلاد الاسلام حُكِمت بالشريعة ام بمخلّفات أفكار الغرب والشرق منذ عشرات السنين!
فهل حملة الإسلام من الشيخ محمد بن عبد الوهاب الى الشيخ عبد الحميد بن باديس مرورا بالطاهر بن عاشور وعبد الكريم الخطابي رحمهم الله جميعا من شوّهوا الإسلام أم من ركِب ثوراتهم العلمية والنهضوية وحكم البلدان من بعدهم بسياسة الاستدمار ودين رهبان الصحوات المزيّنين لأفعالهم وطغيانهم على المسلمين ..! من افشى الفقر والأمراض والأمية وارسى الضعف والتخلّف والانهزامية في نفوس أبناء الأمة..! من سخّر اموال المسلمين واودعها في ايادي الغرب باسم الاتفاقيات والمعاهدات وتحت مسمّيات عدّة سحر بها ابناء الملّة..! من ورّث الحكم للأبناء والأحفاد من الجهلة واحتكر السياسة ومقدّرات الأمة باسم المصلحة والمنفعة واصبغ على فعلته صبغة شرعية مطلقة..! من اهمل العقيدة والعمل بالسنّة وانسلخ منهما ونادى بحرّية العقل في الإبداع وسجن النص إلّا لأغراض شخصية واتّهم من نادى بهما بالرجعية واصحاب الكهوف وبالظّلامية..! من سرق خيرات المسلمين الباطنية والظاهرة وأودعها في بنوك الغرب له ولحاشيته ورمى بفتاتها على من في حضيرته من الرعيّة..! من حصّن نفسه بالعلمانيين والليبيراليين ومستشارين غربيين في إدارة بلاد المسلمين..! فهل الإسلام أمر بكل هذا أم على الله تفترون وتكذبون، فبالله عليكم من أدار ظهره للإسلام وقزّم دوره وحارب المصلحين وقتلهم وسجنهم ونفاهم من دائرته وزريبته، وألصق فشله فيهم بحجة تشويه الدّين ..!
وللأسف فقد انساق الكثير من المسلمين اليوم وراء فرية أنّ جماعة او عالم او طالب علم يريد الحفاظ على مقاصد الشريعة من اصحاب تشويه الدّين، فقد استحكم في الكثير افكارا مغلوطة وانساقوا عاطفة نحو تكرار سياسة مُحكمة أدّت بالكثير الى ان اصبحوا من أعوان الظالمين، فلا للوحيين احتكموا، ولا للعقل والمنطق جلسوا يميّزون بين المصلح والمفسد، وبين العميل والمخلص، وبين اهل الحل والعقد وجموع من يتصدّرون الحياة السياسية مدعومين غربا وشرقا من أمم الكفر قاطبة، فغُرِس في فكر ومنطق أبناء الأمة أن من يريد التغيير إنما شخص او أشخاص يريدون بالبلاد والعباد الخراب المطلق، وإسالة دماء الأبرياء، والسطو على مقدّرات الأوطان، وهلك الحرث والنسل، وبذلك دغدغوا عاطفة البسطاء وألغوا عنهم العقول، فعطّلوا لهم بذلك فهم التحليل وما يحاك لهم، نتج عن ذلك الهواجس والمخاوف، واختاروا السلم والاستسلام لنزوات الظالمين، فاصبحوا عبيدا من دون أغلال ولا أوثقة حتى تنكّروا بذلك للعقيدة وحملتها، وساروا في زمرة الصحوات وبتفاوت، همّهم الأكل والشراب وأكرمكم الله، فلا فرق بين الحاكم والمحكوم في تشويه دّين اللّه والعبث به ايمانا وقولا وفعلا، فكيف تُنسب المقولة الى من أراد إرجاع أبناء الأمة الى السيادة في الحكم والسياسة والحفاظ على الدّماء والأموال والأعراض، وإرجاعهم الى الفهم الصحيح لمقولة محمد عبده أن في بلاد الغرب سرقة لحضارة المسلمين بحد السيف والقهر، وأن في بلاد الإسلام مسلمين في سجون، لا العمل بالعقيدة ولا بنهج ومنهج المصلحين والعلماء ممّن انار درب الإنسانية عدّة قرون ..
وكلامي الأخير موجه الى أهل العلم ممّن انساق وراء مقولة أن جماعة بعينها تشوّه الدّين، أين الإنصاف بميزان الحق والعدل في الخلاف مع الآخر في ميزان العلم والشرع والتبيان، فهل خلافكم مع من اردتم بهم فرية في العقيدة ام فما وصلتم اليه من مناصب وشهرة بين المسلمين، فلقد نافحتم عن ساداتكم فأين انتم اليوم من إمتيازات البارحة بعد أن صوّغتم الكذبة وغرستموها في عقول السذج من المسلمين، اين انتم يا سدنة آل سعود والمحتكرين للسلفية ومفهومها من السجون اليوم، فسيف الباطل الذي ضربتم به أهل الحق انقلب عليكم بغير ما كنتم تشتهون وتتوقّعون، فإنّه وربي عدله الذي اصابكم، وإنّ ربي يدافع عن الذين آمنوا ولو بعد حين ..
السلام عليكم ..
====================

كتبه: نورالدين الجزائري
1 1
صفر 1439هـ الموافق ل 30/10/2017





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire