Rechercher dans ce blog

jeudi 2 novembre 2017

مقال بعنوان " الدولة الاسلامية وكسر الاصنام " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


 الدولة الاسلامية وكسر الأصنام  ..

لما كانت الدعوة كتاب يهدي وسيف ينصر لم تكن الخلافات على اصحاب الثغور، بل هم منصورون حينها عند اهل العلم، واليوم وبعد ما حال بين الامة ودعوة الحق بنشر الاسلام بحد السيف (أمرت ان أقاتل الناس ..الحديث ) حتى يُوحّد الله ويُبسط سلطانه على الأرض اصناما كثيرا بدءً بطواغيت يهيمنون على سياسة الأمة، وبأخبار سوء يروّجون لهوى السلطان وللفكر الاستسلامي الإرجائي في الأمة، وآخرين ارادوا إرجاع مجد الأمة عبر تتبع خطى الغرب وأُدخُلوا الى حجر ضب فقالوا هي فقه المصالح ومن عين الشريعة، ومتربّصون يحتكمون الى ما وافق حزبيّتهم وأخذوا بالعصى من النصف لا الى هؤلاء ولا لهؤلاء، مذبذبة يكرهون الطواغيت نهارا ويجالسونهم ليلا.، وآخرين احتكروا الجهاد وقالوا للنّاس الى سبيلنا وإلّا لباس الخوارج مهيأ لكل من نافس ونافح بأدلة وطُرق أخرى غير سبيلهم وتنظيريهم ..
فالدعوة الى الله مراتب وطُرق بحسب من يُدعى الى الإسلام، فمنهم من إلّا بالحكمة يتّعض ويرجع، ومنهم من لابد من مواعظ تواكب العصور والأزمنة حتى يفقه ما الأصل ويقف عليه ويتّخذ من الفروع بابا ليجتهد في الطاعات، ودعوة اخرى بالجدال والذكاء يتفنّن فيها إلّا الجهابذة من أهل العلم طلبة كانوا ام مشايخ وهي موجّهة لمن في قلبه ريب او زيغ، وكل هذا لا يكون إلّا بسيف ينصُر حتى تُصان وتُبلَّغ الدعوة، فلم يكن في يوم من أيام اشكالات تُعترض فيها الرسالة او ما يحول بينها وبين من يدعو اليها، فالإسلام حينها كان باسطا جناحيه على الأمة والأمصار، ورسالة قويّة لمن كانت تسوًل له نفسه إرجائه او عرقلته، فوقود المجتمع آنذاك صريح وصحيح العقيدة يمشي بها النّاس وبدون قيد ولا شرط في سلطان الخلافة، فلم تشهد الأمّة ما نعانيه اليوم من اضطراب في الدعوة الحق، وقد حال بينها وبين التبليغ اصنام كثيرة عرقلتها وجعلت البوصلة الى غير مدارها، فنال الضعف في ابنائها وأصبحوا في غياهب الجهل يجولون ..
لكن الله عزّ وجل ومن حكمته وسننه التدافع، تدافع الناس والأزمنة والحالات، ومن رحمته أنه سبحانه يهيئ لكل عصر من يردّ الأمة الى عقيدتها ودينها، فتارة افرادا وتارة جماعة، فالدّين محفوظ ومن حفظ الأمانة ايداعها في أيادٍ آمنة، واليوم ومع تسارع الأحداث إنبرَي وظهر في الساحة الإسلامية أفرادا وجماعات تختمر مفهوم الإسلام الذي مان عليه سلف هذه الأمة من علم ودعوة وجهاد، فمنهم من سكن المساجد ودعا بالإرجاء وأنشأ وأخرج للمسلمين جيلاً منبطحا للطواغيت وملل الكفر قاطبة، ورأى في منهجه الإحتكار والهدي على طريقة السلف وأمهات الكتب تلعنه، ومنهم من تبرأ من هذه الجماعة ونادى بالولاية الكبرى باستحياء، ينطقون بقول خير البرية ولا يكفرون بالطواغيت ولا بدساتيرهم الشركية، ينصرون أهل الثغور إلّا لمآرب ومكانات شخصية، وآخرون انتعلوا دين الصليب المسمى بالديمقراطية ونادوا بالسلمية وبالتدرّج في تطبيق الشريعة، فما كان من المناوئين لهم إلّا ضرب رؤوسهم بالصرامية، وآخرين كفروا بالقوانين الوضعية ونادوا بجهاد حكّام المسلمين ومن يحمي عروشهم ومن يدين بالولاء لأمريكا ويهود، فأبلوا بلاء حسنًا حتى جاء التمحيص فانقلبوا الى دين الوطنية ونادوا بالمصالحة وتفويت المصلحة على المفسدة والرجوع الى إرادة الأمة، فخلطوا المصطلحات وموازين الفهم حتى جاء من ردّ عليهم علما وقولا، فالدعوة الى الله ومنذ أفول نجم الدعوة النجدية اعترتها اصناما بشرية حالت بينها وبين الرجوع تلى دين رب البرية ..
وجاءت أحداث العراق والشام، فهيأ الله لهما رجالا من نوع وفهم آخر للدعوة، فركبوا فِراس شيخ الإسلام ابن تيمية علما وفهما وتطبيقا، وطيروا بأجنحة التوحيد على خطى المجدد محمد بن عبد الوهاب النجدي، فسياستهم مع المسلمين كتاب يهدي ومع الأعداء سيف ينصر، فقارعوا الأمريكان والمشركين فهزموهم بإذن ربهم حتى تداعت عليهم الأمم قاطبة، فاجتمع عليهم ايضا ما ذكرنا من الأصنام، وألّبوا ضِعاف المسلمين على نهجهم ونبزوهم بأقبح الأنباز، فما كان من الله إلّا ان يفضح ما في الساحة جميعا، فأين اليوم المنظّرين والسرورية والإخوان المسلمين والمداخلة والرسلانيين، أين هم من الجهاد على علم وبصيرة والصائل في بلاد الإسلام يصول ويجول وبحرّية، فالمنظّرة اضحوا طلقاء وتحت أعين المخابرات العالمية، والسرورية بعدما استُعمِلوا في شق صف المجاهدين في سورية فجزاهم الله بأن سلط عليهم من وظّفهم وأدخلهم سجونه عاضّين على ايديهم بما اقترفوه من جرم في حق اهل الله وخاصته، وما كان من الاخوان المسلمين إلاّ افتضاحا يوما بعد يوم من حماس الوطنية الى إخوان مصر أصحاب السلمية مرورا بكبيرهم في تركيا الذي علّمهم الولاء للصليبيين وعلى رأسهم أمريكا، وأما المداخلة فهؤلاء مخانيث مخابرات الدول العربية ولا كرامة ..
فاليوم الداء موصوف، وطريق الدعوة وما اعتراها مكشوف، والسبيل الى العلاج مرهون ومحفوف بمدى استعداد ابناء الأمة من تضحيات، والأصنام عُرِفت وكُشِفت فهل السبيل الى إزاحتها والعودة الى دين الله بقلب منيب والإلتفاف حول صحيح الدعوة، وصريح العقيدة، والمنبع الصافي من كل شائبة، والمعدن الثمين الذي وحده اليوم يقارع روح الأصنام بمختلف تياراتها وعلى رأس كل الكفر والشرك: أمريكا ..؟!
السلام عليكم ..

==================

كتبه: نورالدين الجزائري
14
صفر 1439هـ الموافق ل 02/11/2017



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire