Rechercher dans ce blog

lundi 16 octobre 2017

مقال بعنوان " انهزمت أمريكا وليخسأ د.النفيسي " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


انهزمت أمريكا وليخسأ د.النفيسي


فلا شكّ انّ دين الله اليوم استولت عليه ثلّة من المنافقين، عطّلت الحكم به، وارجأت الإيمان بما فيه، وأهملت الحدود والدّماء والأموال وبما جاء به من قصاص حتى ترتاح انفس في رحاب شريعة الله، ونبذت الولاء والبراء، فمنهم من تولى الكفرة على المؤمنين، ومنهم من تولى العقل على النصوص، ومنهم من ألحد وتبرأ من دين الله باسم حرية الاعتقاد والإيمان، فلا ابا بكر اليوم يقاتل هؤلاء وان كان على مثقال عِقال، فلا عجب ان سلّط الله على الأمّة من الأعداء ما يسومها سوء العذاب، وتلك الأيام نداولها بين النّاس، فما وجود اليوم من الروم (امريكا) و إيران (الفرس) و التتر (حكّام المسلمين) يصولون ويجولون، تارة بتحريك المنافقين وتارة بجندهم وخيلهم إلّا لابتعاد ابناء الأمة عن فهم طبيعة الصراع وكيفية التصدي له، فلا يُعقل ان تواجه الصائل بالصبر عليه او مواجهته بالمؤتمرات وقد دخل بيتك بحاملات طائرات، فما ذلك إلاّ تقديم العقل عن النصوص القطعية الثابتة والواضحة في مقارعة اعداء الدّين بلغة جبروتهم ..
فلا يُرجى خيرا ممن تتلمذ على طاولات الغرب يريد نصرة لدين الله ولأوليائه إلاّ من هدى الله لنوره، فكم من مثقّف (منافق) عاث في الغرب دراسة ورجع الى مسقط رأسه يريد بالنّاس تغريبًا، وكم من مبتعث مكث في بلاد المفر سويعات فنادى بالعلمانية والليبيرالية، وكم من شيخ او داعية جلس لصاحب بدعة، او حزب، او لمستشرق، او كهنوتي من هنا او هنالك وتأثر بشخصيته لسذاجته وانقلب على عقِبيه منتصراً لجليسه، وكم من عالم سلك مسلك بلعام وأحبار اليهود في التزلف الى تتار اليوم الذين آمنوا ببعض الكتاب وكفروا بالبعض الآخر، من الذين سلّموا للكفّار مفهوم العقيدة، محرّفين الكلِم عن مواضعه، فحاربوا بذلك اهلها وحملتها والذّابّين عنها، ملصقين بهم التُّهم المُنفِّرة، فازداد المسلمون بذلك انشقاقاً وفرقةً وانحرافًا عن مفهوم الدين القويم، فمن مثل هؤلاء بعض المنظّرين والمتكلّمة بغير علم ولا حجّة ولا بيان، من الذين يرون الإسلام وفق مصلحتهم الدنيئة وحزبيتهم المقيتة، فدين الله شامل وعلى الفرد والمجتمع وصاحب الفكر او الحزب ان يتكيّف مع الإسلام، وليس ان يمْتثل الإسلام لنزواته ورغباته وما يملي عليه هواه وما يشتهي، فصاحب الحق ينتقل من قول الى قول ومن حجة الى اخرى ومن تبيين الى آخر وما معه من استقامة عليه، بخلاف من اصرّ على انحرافه عند بروز الحق قولاً وحجةً وهذا مذموم في شريعة الله ..
فاليوم بعد ان تجلّى ضباب المؤامرة، واتّضحت صورة المعركة، وسقطت الأقنعة، وتراءى الجمعان، جمع ايمان لا نفاق فيه، وجمع نفاقَ لا ايمان الملامح عليه، واصطدم الحق مع قلّة اصحابه بالباطل مع كثرة صفوفه، وحشود الكفرة والمنافقين واهل الردّة على التوحيد واوليائه، فمن حكمته عزّ وجل في علاه ان يجعل للمجاهدين سُلّمَ تمحيص لبلوغ ما صدقوا الله عليه، فلابدّ لسنة الكرّ والفرّ ان تأخذ مقعدها من المعركة، وأنّ نارها بردا وسلاما على اهله وخاصته، وسعيرا ولهيبا على اعدائه، فبالرغم من قلة العدد والعدّة إلّا ان سبحانه لم يخذل من نصر دينه، فمنهم من قضى نحبه حتى يتّخذه الله شهيدًا عنده، ومنهم من لم يبدّل وهم اليوم قلّة ينتظرون دورهم او رحمة ربهم، وظن المنافقون اليوم ان لا طاقة لهم بجنود وحلف امريكا على بلاد الإسلام، وأنّ الدخول معها في حرب فهي الهالكة بعد هذا التناطح في المنطقة، وان تعجب من قولهم وآثارهم فكل العجب لمّا كانت المعركة في بدايتها ينصرون اهل الحق بالكلمة المدسوسة، فكنّا والله في ساعتها نعلم بفضل الله تعالى علينا دسائس القول والأمور، فكن حذّرنا من المتذبذبة وأنّ قولهم ونصرتهم للابقاء على مكاناتهم وتنظيراتهم، وما كان من الله إلّا ان يجري عليهم سنّة الأولين حتى جرفهم التمحيص الى اسقاط اقنعتهم وانقشع ما كانت تكنّ صدورهم، فالقوم ما كانوا على عقيدة حتى ينصروا دينًا، وما كانوا صادقين في قولهم حتى تحفظهم فِطرتهم، ولكن القوم بما تشتهي أهواءهم ونزواتهم وشهواتهم انساقوا، فراحوا يحذّرون من تهوّر القوم وانتحار جمعهم زعمهم، وأن الطريق طريق الحكمة في التعامل مع اعداء الإسلام، وأنّ قوّتهم لا تُقهر وليس للمسلمين من سبيل إلّا العمل مع طواغيت المنطقة في الحد من المخاطر، فكيف لهؤلاء أن يفهموا ان من يريدون نصرة لدين الله انّهم في فلك ودين الطاغوت يسبحون، وأن آمنوا بأمريكا ربّا يُعبد من دون الله ولا حول ولا قوّة الاّ بالله ..
نعم أمريكا اليوم حشدت جموع الكفر وزادت على ذلك ربوع الردّة وبعض ابواق من نال من سهام علمها، الكل اليوم دافع ويدافع عن فرعون العصر بما اوتي من تنظير وسياسة وضعية، فأمريكا متجبّرة متكبّرة في تعاملاتها العسكرية، والبارحة اتت بخيلها وخيلائها في حرب الخليج الثالثة وكّسرت انيابها على قِلاع حصن الرشيد، أمريكا من حينها وعت الدرس وتعلّمته ولم تقف على رجليها لحد اليوم، فأمريكا اليوم ليست أمريكا الأمس، أمريكا الأمس جاءت بعشرات الآلاف من مقاتيلها الى المنطقة واليوم قدّمت حميرها للمحرقة، فالأمر ليس من تكتيك بل من نار الحرب التي مسّت جنودها، وزد على ذلك التريليونات من الدولارات التي خسرتها إبان أزمة العقارات من بضع سنين، ناهيك عن المديونية الهائلة والقروض التي عليها من شتى البلدان الغربية، فاسألوا أهل الاختصاص في ذلك لتتنبؤا خبرا يقينا، ومن السنن ان يُسلّط عليها المحن والويلات الداخلية من فقر وجرائم يومية ناهيك عن جنود الله الخفية من اعاصير وثلوج عاتية وحرائق لا منتهية، فالرب سبحانه وتعالى ينتقم لعباده المجاهدين، وللأرامل والثكالى وكل ذي دعوة صادقة على ما اقترفته من جرائم ضد المسلمين والإنسانية، فإن ربّك له اولياء و يا ويح من بارز الله بعدوان على خاصته من عباده فأنّى له ان ينتصر وسيُهزم في الأخير ويولي الدبر، فلم يبقى لأمريكا إلّا انهيار على غرار البرجين وإنها وربي لقضية وقت وسترى ..
فيا #نفيسي ومن على شاكلتك، و يا من يريد للأمة ان تنتصر بسنن أمريكا فمهلا ورويدا، وتعلم اوّلا من السنن الربانية وكيف تواجهون اعداء الدين والملّة، فأحيلك الى سورة النمل والى طائر الهدهد وتعلّم منه كيف نظر الى ما حُجِب عنك وعن امثالك وما تعلّمه من المدرسة النبوية، فالهدهد لم ينبهر ولم يغتر بما وصلت إليه ملكة سبأ وقومها من الحضارة المادية ــ" أوتيت من كل شيء . عرش عظيم"ـ، بل أصدر حكمه باعتبار وميزان عقيدتهم، فوصفهم بالضلال وقال : " لا يهتدون"، فيا نفيسي هذا هو المعيار الحقيقي لتقييم الأمم والمجتمعات، معيار الإيمان، لا معيار القِوى والماديات، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، فلولا تعلمتم لسان الأعداء حتى تأمنوا الأمة شرّ الكفار لكان العلم الذي باركه وأكّده النبي صلوات ربي وسلامه عليه بتعليمه ليسلم المسلمون من شر عدوّهم، لكن آثرتم الشرعية على الشرع ورأيتم فمن وال اعداء الله على أمّته انه ولي شرعي وزيّنتم له ردّته على انّها من السياسات الحكيمة في ظل متطلّبات العصر والمرحلة، فاليوم تبيّن للبسطاء من المسلمين من انتم وما تخدمون، فلا تُشفع لكم حسنة على ما قدّمتم من نصرة لدين الله، فالنصرة إنّما على البراءة والمولاة، فهيهات هيهات ولا مقارنة لمن قال اللهم خذ من دمائنا واجسادنا حتى ترضى ومن قال اللهم ابق علينا اموالنا وضيعِنا حتى تقر بها اعيننا، فهل من توبة وإعادة الديبلومات والميزات الى كليات الهيمنة والغطرسة ..
السلام عليكم ..

===================

كتبه: نورالدين الجزائري
26 محرّم 1439هـ  الموافق ل 16/10/2017





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire