Rechercher dans ce blog

vendredi 9 décembre 2016

مقال بعنوان " اليابان و الجزائر ومفهوم النهضة " بقلم المدون نور الدين الجزائري


اليابان والجزائر ومفهوم النهضة ..

يمكن أن تكون عبارة معمّر القذافي: "من أنتم" لسان حال كل الحكّام العرب اتجاه الشعوب لما تتوق إليه من غدٍ مشرق وتتطلع إليه من تغيّير جذري في سياسة الحكم الرشيد، فالأجدر بِنَا حقيقة أن نفهم ذلك التساؤل وردوده ربما قد تكون بمجلدات عليه نحن الرعية، وربما لزاما علينا أن نقف أمامه ونستشعر عظمة الكلمة ونقول: من نحن .. من نحن حقيقة ..! نعم من نحن، ولما وصلت الأمور بِنَا إلى ما نحن عليه من انسلاخ انساني مبنيّ على الإستخلاف في الأرض والعلم والتعمير، ناهيك عن البعد من الدين بمثابة القمر من الشمس، فما الذي جعل سياسة الراعي اتجاه الرعيّة مسدودة لحدّ التصادم وإراقة الدماء وكأن مفاتيح الحلول عند الشيطان الرّجيم، فهل تطلعات الرعيّة في واد وحكم الراعي في جانب الواد، وهل الشعوب تفوق أزمنة وقتية بمعدل سرعة ضوئية  إلى ما هي عليه رُزمانة الأخذ من رؤية الحاكم والحاشية في السياسة، أين الخلل يا ترى فيما آلت إليه الارضيّة من انسداد الثقة بين الطرفين وأصبحت اللّعنة عنوان اللّسانين، أفلا يتدبرون وسيلة إلى العقل والحكمة وإلى تدارك السفينة وهي في أعتى الامواج والعواصف من هذه التغيّرات المحيطة بالجميع بدون استثناء ..!
إنّه زمن السلبي والإيجابي في المكنون العلمي، زمن الانسداد والانفتاح في الرؤى السياسية، زمن الطمس والشفافية في الإصلاح الاقتصادي، زمن الرجل غير المناسب في العصر اللافظ لهذه الأشكال، زمن البادية تتحكَّم في المدنية، زمن طوالات الأتراك مقابل دُورِ مياه الإنجليز، زمن من لا خطط له خارج حدود انفه يرى بمنظار التلسكوب هبل، زمن الرويبضة عند أهل العلم والفلسفة، فكيف لهؤلاء أن يتصدروا الحكم ومقاليد السياسة ويسيرون بالأمّة إلى حتفها، أمّة قيل فيها المنصفون أنّها أسّ الحداثة بموازين الحكمة والعقل، أمّة تعلّم منها الغرب وسار على عقلانيتها إلى أن أصبح ما هو عليه اليوم من تطور مذهل في كل ما يمكن أن يصل إليه الانسان من معرفة وعلم ..
هل أتى حديث أوساهير الياباني المبتعث لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية إلى مسامع "ولاة" الأمور، هل درسوا منهجه في التعلّم وكيف النهوض بأمّة منهارة بعد الحضيض، أم فهموا أنّ تسيير الدول كمطاعم مكادونالدز السرعة في إيجاد المأكول ولا مبالاة لصحة المحكوم، أوساهير ابتُعث لألمانيا لدراسة الهندسة الصناعية وكيف تفكيك محرك وإعادة هيكلته ولكن الرجل جلس أمام ذلك المحرك سنين حتى تعلّم وعلم سرَّ صناعته ومنها الاستغناء عن المنتوج وصياغة منتوج آخر يضاهي الصناعة الغربية ويكون الرمز للنهوض بالانهيار وعلى الطريقة الذاتية لا تحابي التبعية ولا تنظر إلى الأدوات الهيكلية للقيام بثورة صناعية يكون من خلالها الاستقلال والقفزة العلمية في مجال السياسة والاقتصاد والتوازن الاجتماعي والثقافي، والحجّ بعدها إلى بلد للعلم كان في خبر كان من نصف قرن فقط من زمننا هذا اللاّعن لوجودنا كأمّة تشيد بفلان وعلّان كقدوة ونموذج للرقيّ في مجالات العلم والتقنية، نعم هل فهم "ولاة" الامور سرّ نهوض البلدان والحضارات بعد ركودها وانهيارها بفعل فاعل، ام في التبعية علم ومنهجية عند هؤلاء ولا اكتراث في البحث عن كيفية الرجوع إلى التنافسية الحضارية، والتي على حسب دراسة سطحية أن لا موجود في رؤوس آذان صاغية إلى خطورة ما هي عليه الشعوب العربية من عالة على المجتمعات الاخرى ..
أيا قومي وبنو وطني وساكنو بلدتي أدركوني من هول ما وصلت إليه بلادي من تدنٍّ فكري وتخطيطي، كيف لبلد بعد البحبوحة المالية التي أعلنوا عنها والمقدّرة حينها بـ 900 مليار دولار في الخزينة العامة بفضل الملعونات وليس المحروقات، ها هي الجزائر اليوم لأول مرة تقترض مليار دولار من البنك الإفريقي للتنمية، قرضا يقال أنّه لتحسين مجال الطاقة، وكيف ذلك وهي تمتلك المؤهلات والخام لهكذا مشاريع وتخطيطات، أليس الانتحار سبيلا لهكذا اخبارا، أوَ رأيتم من الحاكم والمسيّر وأنّه لا يفقه وقته ولا زمانه، أرأيتم من قبع في مخيّلته أن طوالات الأتراك على هندستها خير من طوالات الإنجليز بالرغم من راحة الجسم في أداء الحاجة، كيف تريدون من النجاسة أن لا تصيب الجسم والثوب، فسياسة بلادنا تُدار بمثل هذه العقلية العفنة، المئات من المليارات من اللعنة راحت إدراج العبث بسياسة البادية وبعقلية الحواشي والقبيلة والمناطقية، أوَ لم يعلموا أن من بدى جفى، وأنّ مهما من كان حولهم من حاشية أن لم يكونوا بعقلانية واستراتيجية أوساهير في التخطيط فإن العبثية من الأحصنة الخاسرة قدرنا عبر مرِّ العصور والأزمنة، فهل أُصِبنا بداء كوبي كولي في السياسة من قبْل، كالراد على المخالف في عالم شيخنا غوغل المفدى، كيف لتبديد ثروة مالية هائلة كهذه إن لم تكن اللعنة قد حلّت بمفهوم الحكم والسياسة، فيا قوم أعيروني قلوبكم قبل أسماعكم وزنوا بالعقلانية ما وصلت إليه البلاد من أزمة اقتصادية وكيف لطرف أن يتقشف على حساب رفاهية صاحب التبذير والأعمال الشيطانية، وهل لنا أن نسألكم ونحاسب أعمالكم والامانة التي اُوكلت إليكم وعلى هذا العبث الحضاري الذي تركتم فيه الشعب على حافة الطريق كالمجنون ينظر إلى ركبان الحضارات كالمتسوّل على طرقات الجهل والتخلف، وانٌما ببساطة أُصبنا بخلل في التركيبة الكروموزومية من عبثيتكم وعبر تلقيح استبدادي فيروسه أنتم وانتشر مرضكم إلى الحاشية وبعض المنتفعين من سياساتكم العفنة، أصابت الشعب بهذا السكوت الشللي في اللسان واليدّ وجوارح الاستنكار ..
فاعلموا إنّما أنتم أراذل القوم فينا، وما آلت إليه البلاد فمن سياسة الببغاوات المتّبعة قصرا وعنوة من الأسياد الحقيقيين للبلاد وخيراتها، وما نتاج نموذجكم على ألسنة الشعب فهو مقصور على الادارة للظهور  واللّعنة من ثمة بابجاديات التمتمة، فالذي أراد الخير لا يوجد أمامه إلاّ خيرا ولكم في مهاتير محمد سياسة ونموذجا، بل اتّبعتم طريق هامان وقارون في السياسة والاقتصاد، أوَ لم تقرؤوا يقين خبر من أراد أن يدير ظهره للفطرة وما جُبِل الانسان عليه، أم إِنَّكُم حالة استثنائية ولا محاسب ورقيب من هذه العبثية حتى مع أهليكم والحاشية، بل إن الجمال يا سلال وحداد العاتية تساق بأمر حكيم مبدأه البحث عن راْس الماشية، واحترام قوانين المرور حتى في الصحاري ناهيك عن ازدحام وفهم العبور الى المدنية، فالمدنية لا تُفهم من خلطة البادية ولها أناسها وقوانينها لا يمكن العبور إليها إلاّ ببدء فهم مغزى العلوم والمعرفة، ولا يكون ذلك إلاّ بالرجوع إلى أصل الدّين الحقّ ومعرفة خروج أصوله ومداخيل فروعه، وَأَمَّا السير بخطى الغراب على فنون الحمام فلابد من التسلّح بسلعة العقلانية والتي هي أسّ مدخل ما فهمه اوساهير وعجزتم أن تفهموا سرّ التشفير للوصول إلى الاستقلالية في السياسة وفنونها ..
فبعد البحبوحة والارجوحة والجسور المعلّقة وبتعبيد الطرقات باسم السلامة لا بمفهوم الربح والسرقة، فإنكم جنيتم على أنفسكم وحاسبكم وقتكم المغدور، فلا سياسة رشيدة أقمتم ولا فنّ النسخ واللصق أتقنتم، فحبال الوصال والوصل تقطّعت بكم في أوجّ عصركم الذهبي، فكيف تريدون الترميم في عصر الهدم والبلدوزار الميداني، فسيذكركم التاريخ بأسوأ الحروف، وستلعنكم عباراته بأقبح الاوصاف، وستبصق الأجيال القادمة على فهمكم للحداثة والعمران الحضاري، فهل من خدعة أخرى في جعبتكم ستنطلي على طمس فشلكم وإعادة الكرونوماتر إلى بداية تاريخكم الملعون، وهل ستبقى إنجازاتكم المعلنة ريقا على ألسنة كاذبة بعد تبديد وسرقة الخيرات الملعونة، أم ستنصفون بمقدار ناطحات السحاب التي شيّدتموها من عمق مخططاتكم العملاقة والعبقرية الهيكلية للبنية التحتية التي وضعتموها في البلاد بحجم سمعة الجزائر البيضاء ..؟!
السلام عليكم ..
====================
كتبه : نورالدين الجزائري

10 ربيع الاول 1438ه الموافق ل 09/12/2016

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire