Rechercher dans ce blog

dimanche 4 décembre 2016

مقال بعنوان " مؤامرة .. ؟! " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري

مؤامرة .. ؟!

دعونا أولا نقف أمام ما يروّجون له من مؤامرة على الاوطان والشعوب، ولنسلِّم لهم بذلك ونشدّ على أيديهم بأن الاخطار من كل النوافذ والابواب المشروعة وغير المسدودة، وأن الخطر على المسلمين قائم بحد ذاته عامة، وأن الأعداء في تربص متسلسل على كل ما يوجد من خيرات عند العرب خاصة من بترول وغاز وثروات أخرى باطنية وحتى على بعض الموارد البشرية والتي تريد الخير لصالح العباد والبلاد ..
فلنرجع قليلا إلى الوراء وما قبل الربيع العربي وحتى قبل أحداث سبتمبر 2001، فالشاهد ما كان في الاوطان العربية من سياسة وقبل صعود أسعار البترول إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، فإننا نجد أنه كانت بعض السياسات الاقتصادية منعشة متماشية مع احتياجات الطبقة الوسطى من المجتمع وأن الفقير كان من المتعففين نوعا ما، وظاهرة الفقر لم تكن بهولها ومعاينة إلى حدّ الشفقة والاستنكار، وأن اقتصاديات البلاد العربية كانت تتماشى حسب شروط OMC أو المنظمة العالمية للاقتصاد والتي خلفها كل من صندوق النقد الدولي والبنك العالمي وعلى رأسيهما وول ستريت مخ الرأسمالية العالمية ..
فبعد انفجار البورصات العالمية ومنها الاقتصاد العالمي الرأسمالي في أواخر 2008 واختفاء تريليونات من دولارات الشعوب العالمية وعلى رأسها الشعوب الاسلامية وخاصة العربية باسم الأزمات المالية والتي كانت استثمارات في الاقتصاد الافتراضي، هنا يطرح السؤال نفسه أين ذهبت كل تلك الأموال ومن كان المستفيد منها؟ هذا ويبقى جوابه لغزا إلى حدّ اليوم، فما كان على الدول العظمى وبأذرعها التسلطية على بلداننا أن انفخوا في براميل البترول حتى يصبح السعر بما يتماشى مع سدّ العجز والخسارة التي تكبدتها بورصات العالم واقتصادياتها إلى أن وصل البرميل لأرقام قياسية، والأصح أنّه وصل سعره إلى أدنى الطلب لو كنّا أصحاب ما نملك، وإعلان بعدها عن خطط تقشف في كل البلدان الغربية ومنها بلداننا التي شدّت على بُطُون البسطاء أكثر من أصحاب الدوائر المقربة من صنع القرار، فساهم صعود سعر البترول بعد الأزمة الاقتصادية العالمية إلى كينونة من البحبوحة المالية لدى أبقار الحلوب وصلت إلى تريليونات من الدولارات بتفاوت، ساهمت تلك البلدان المنتجة والمصدرة للذهب الأسود إلى استقرار العالم الغربي وعلى راْسه أمريكا في تجاوز أزماته على حساب الداخل للبلدان منظمة أوبك ( OPEC )، وكان من هذا العمل الشنيع أن انفجرت بعض البلدان العربية كتونس ومصر وليبيا واليمن وسورية والحبل على الجرار، والعاقل الناظر إلى هذه الأحداث والشاهد عليها وعلى زرّ اندلاعها يعلم علم اليقين أن سياسات الدول العربية صاحبة هذه الكوارث و المآلة إلى ما نحن عليه اليوم من أحداث والتي ستُغيّر من خلالها خارطة السياسة لهذه البلدان منذ اندلاع الأزمات إلى نهاية عقد هذه الأحداث ..
إن العالم اليوم على مفترق الطريق وعلى موعد طلاق ما بين النافع والمنتفع، وما بين البقر وشاري الحليب، وما بين صاحب الخيرات والحارس وسارقها، وأن ما قبل الأزمة المالية لـ 2008 ليس كبعدها، ولذا تفطّنت أمريكا والغرب على هيكلة سياسة بلدان منبع الخيرات وشريان اقتصاداتها وحياتها، فقبل الربيع العربي كان سعر برميل البترول يفوت 100 دولار وكما بيّنا سبب ذلك هو إعادة النفخ في روح بنوك المنتفع، وخلال هذه الثورات هوى برميل البترول إلى أدنى سعره منذ عقود، فما كان من ذلك إلاّ الاعلان عن سياسات تقشفية ثانية وخطيرة في البلدان المنتجة، ولسان حال المنتج والمنتفع اتباع سياسة التخويف الاقتصادي ورسالة إلى من يريد التغيير والداعي له أن البلدان في خطر الافلاس والمديونية، وأنّ أولى للجميع حفظ الامن والامان وعدم الانزلاق إلى المطالبة بالتغيير السياسي والمرحلة تتطلب نظرة بوليسية حادة وقاسية على كل من تسوّل له نفسه التوجه إلى غير مراد الحكّام ومن جاورهم، وتشويه من خلاله صورة كل من أراد التغيير في البلدان الاخرى بكل الوسائل المتاحة من قرارات وإعلام وبلطجة داخلية، وإبقاء الأمور على ماهي من سياسات آملين تحسّن بعض بلدان الربيع العربي بإعانتها بالمال في كل من تونس ومصر وبالمشورة والسلاح للأنظمة التي هي على وشك السقوط كسورية والعراق واليمن وليبيا، والكل اتَّحد على إبقاء العرب في حضيرة الطاعة بسياسة التقشف والتجويع أو الوسائل المعهودة من قمع وارهاب فكري أو بدني ..
فالمؤامرة اليوم مفضوحة مكشوفة، ففي البلدان التي لم يطالها الربيع العربي فإنها انتهجت سياسة التجويع الاجتماعي والتقشف الاقتصادي لضبط نبض غليان الشارع العربي، وبث إشاعة المخاطر والتفكك والصراع على الكراسي، فأصبح المواطن في هذه البلدان في سجن كبير لا يجوز له النظر حتى في وجوه السياسيين، ناهيك عن الإنكار لكذب هذه السياسات والتي لا صحة لها علمياً إلاّ للإبقاء على الأوضاع وتسلط من اُوكلت له الوظيفة، ومن هو تحت بلدان الصراع كسورية والعراق واليمن وليبيا فعصى التقسيم والارهاب الطائفي سياسة حكيمة روَّج له الغرب وبعض البلدان العربية كنموذج للبلدان الاخرى إن أصرّت على التغيير، فالكل اجتمع على العربي حتى لا يخرج من عباءة الاستسلام والعبودية لحكومات وظيفية تتبع سياسة الدول العظمى في إدارة الحضيرة الكبيرة، وان سلاح التجويع وارهاب الدولة خياران لا ثالث لهما لتكميم الافواه وإلجام التوجهات المغايرة، فهؤلاء هم مؤامرة على أبناء الامّة وطموحاتهم في التغيير الجذري والاستقلال من براثن اتفاقيات أصابت الصادقين في مقتل، فالسؤال اليوم من يتآمر على من، ومن يريد الإصرار على الفشل وأخذ البلدان إلى غير ما لا تُحمد عقباه ..
فالمروّج للمؤامرة اليوم عليه أن لا يتكلم بغباء ومن منطق الحمار، فالسرقات والصفقات المشبوهة وإهدار الأموال العمومية بمئات المليارات من الدولارات خلال نصف عقد إلى اليوم والتي لا رقيب ولا حسيب عليها، والاستثمارات في عواصم الغرب بأسماء السياسيين المعروفة والبذخ الذي أصاب عائلاتهم من ترف تخمة الأموال والممتلكات لهي المؤامرة الحق على أبناء الامة وعلى حساب الأجيال القادمة والاوطان، وأقول قول الشارع : روحوا تقودوا واحشوها لبيبيط ..
السلام عليكم ..
===========================
كتبه : نورالدين الجزائري
 ربيع الاول 1438هـ الموافق ل04/12/2016                                             05 





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire