Rechercher dans ce blog

mercredi 14 décembre 2016

مقال بعنوان "سبب سقوط #حلب" بقلم المدون نورالدين الجزائري


سبب سقوط #حلب

الغرب يتعلم من أخطائنا بل يدفعنا لارتكاب الحماقات ليتعلم، فنحن حقول تجارب لخططه واستراتيجياته،فمعاهد الدراسات والتخطيطات الجيو-سياسية والجيو_الاستراتيجية تترقب هفوات رجال الأمّة حتى تفتح عليهم المخابر والتصنيفات والتقسيمات حسب معتقد الجماعات والأشخاص، وتظل تسعى للاختراقات بسواعدنا أو بأعوان من المرتزقة تتنفس هواءنا وتنطق بألسنتنا وتتغلغل حتى في الصفوف الأمامية لمعركة الامّة مع الأعداء.
فلا عجب من الإخفاقات في كل مرّة وعلى حين من قطف ثمار جهاد الأمّة، فالبارحة في حرب أفغانستان وكيف اقتتل الإخوة الأعداء بعد دحر السوفيات، ومنها في العراق وتشكيل الصحوات بعد أن كانت في خنادق جهاد الأمريكان، واليوم في سورية وكيف انقلبت الجماعات ضد بعضها البعض وتقاتلت وتتقاتل للساعة بعدما كادت أن تقضي على نظام بشار وحلفائه من مرتزقة ولقطاء العالم، وكيف صُوّبت فوهات البنادق إلى ذوات الصدور، والضحية المسلمين من المستضعفين ..
نعم الغرب يعرفنا أكثر ممّا نعرف أنفسنا وكيف نفكِّر، يعرف نقاط قوتنا ونقاط ضعفنا، يعرف ما نحبّ وما نكره، وما نطيق وما نُبعِد، يعرف حتى اُسلوب كلامنا في الحاسوب والهواتف، وهذا كلّه من مراكز البحوث التي أنشأها لدراسة كل من يريد الطلاق عن عصابات الأمم المتحدة، او ما يسمى بالمجتمع الدولي والذي ما اجتمع إلاّ لتفريقنا وبث روح الكراهية فينا وكما أسلفنا بسواعدنا التنظيمية أو من الحكومات الوظيفية التي مهمّتها الأولى والأخيرة إحكام القبضة على كل من لديه ميول إسلامي يريد بفكره إيقاظ النَّاس أو إرشادهم إلى طريق الحق والذي به خلاص للهيمنة الدولية على الانسان والخيرات والمكتسبات والأرض وحتى العرض.
إنّ تجربة سورية كانت للغرب بمثابة مطرقة على الرأس، فانتقلت الأزمة إلى عقر داره، أثّرت عليه أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، فقد وجد ضالته بمعنى أخر ظاهرة جديدة جديرة بالدراسة، فقد جنّد من اللاجئين السياسيين أفرادا وجماعات اخترقت التنظيمات بالمال والمشورة السياسية وهذا الفعل خاص بمن تصدّر المشهد السياسي السوري في المنفى، وجنّد أيضا أفرادا اخترقت الجماعات المسلحة والتي تُعَد بأكثر من 200 فصيل مقاتل لنظام بشار، فبعد أن كان الجهاد أو المقاومة على أشدّه إذ بالأمر ينقلب رأسا على عقب من الاختراقات التي تحصل في كل مرة، فالجماعات المسلحة أصبحت رهينة أوامر والتعليمات أجندة سياسية تُقاد إقليميا من تركيا وقطر والسعودية وبأوامر أمريكية روسية، حتى نجحوا إلى أن فتتوا كل هذه التنظيمات المقاتلة وحاصروها وحصروها رجالا وعددا وعدّة، عارفين المسؤولية السياسية والمطالب الشرعية لكل جماعة بحِدى، فكأنما أُجريَ لهم مسح ديموغرافي انتروبولوجي ليسهل التحكم في كل رأس من هذه الجماعات والتفاوض معها حسب ثقلها، وقد نجحوا في تمييّز كبرى الجماعات المقاتلة على الأرض السورية، فمنهم من قُوتِلت بحلف عالمي كالدولة الاسلامية، ومنها من صُنّفت كجماعة إرهابية تُضرب حسب الأجندات كجماعة فتح الشام أو النصرة سابقا، ومنها أيضا أحرار الشام وجيش الفتح وبعض الجماعات المنضوية تحت حلفهم ..
فالصورة أضحت معلومة وبيّنة للعوام والخاص، فقد أُجري تعدادا أو إحصائية للمقاتلين والذين عندهم خبرة عسكرية وتنظيمية وهيكلية بعدد عشرات الآلاف، وهذا ممّا سيشكل أو يسبب مشاكل كثيرة للدول الإقليمية الحدودية خاصة أو ذات نهج تبعي للمنظومة الدولية في المستقبل أو بعد التسوية السياسية، والتي هي جاهزة ريثما وُضعت الخطط المناسبة لمحاربة هذه الجيوش صاحبة الخبرة القتالية أو حصارها في مناطق يسهُل اصطياد رؤوسها حيثما تطلّبت الحاجة لذلك، وهذا ما فعلته تركيا بإنشاء حزام أمني سمّته درع الفرات والممتد من كوباني عين الاسلام إلى الباب مرورا بمنبج والريف الأقصى لحلب، ومن مخططاتها حصر المقاتلين وعوائلهم الذين قبِلوا بسياساتها الاحتوائية للقضية السورية ومن ورائها قطر والسعودية وبعض ما يسمى بنادي أصدقاء سورية ..
الامر جلل في سرعة تصفية القضية السورية والثقل الذي بات يؤرق الجميع من تكاليف معنوية ومادية، فالقضية السورية عرَّت الغرب والميزان بمكيالين، وفضحت الدول الإقليمية والتي أضحت أداة تمرير أجندات الكبار فقط، فقبل تسليم حلب لنظام بشار، كانت جولة من المحادثات ما بين كبرى الفصائل السورية في تركيا وعلى رأسهم أحرار الشام والمخوّلة بالمفاوضات نيابة عن من هو منضوي تحت جناحها العسكري، وحضر الاجتماع المكاتب السياسية لجل الفصائل في المنفى برعاية كل من روسيا وأمريكا وإيران وتركيا والسعودية وقطر، وقد اتُّفِق على تسليم حلب مقابل حماية دولية وعلى رأسهم تركيا في درع الفرات لكل المقاتلين الراضي عنهم دوليا، وتسليم أسلحتهم المتوسطة والثقيلة ونزوح عائلاتهم معهم، فتخلل ذلك عدّة لقاءات ممّا أدى إلى انقسام حاد داخل المجموعات المفاوضة وكان فخاً لانقسامهم وتشرذمهم، فاُعطيّت الضمانات والامتيازات والتعهدات وبرامج الاندماج لكل هؤلاء، وهذا ما سرّع انسحاب كبرى الفصائل من حلب وأدى إلى سقوطها بهذه السرعة المخزية والمدوية والتي هي نهاية لمشروع كل من باع القضية بامتيازات ودولارات معدودة ..
الحصاد مرّ ورُبَّ خيانة من ورائها تبصرة وموعظة لمن أراد الرجوع إلى لبّ القضية، فالغرب نجح في تشتيت هذا الكم الهائل من المقاتلين وزرع الفرقة بينهم إلى الأبد، فعمد إلى احتواء الأكراد تحت جناحه، وعمدت تركيا إلى جلب بعض المرتزقة من تلك الجماعات لأجندتها المحلية في مقاتلة الدولة الاسلامية ومشروعها في سورية، وبقي البعض الآخر تائها كجبهة فتح الشام أو النصرة سابقا يعضّ على ما فرّط وفوّت من فرص في مشروعه القاعدي، فتشرذم الجميع بسوء نيّة مبيّتة، ودروساً تكاد أن تُدرس في المعاهد و الكليات الحربية الاستراتيجية، فللوهلة الأولى سيحسب انتصارا للغرب ولبشار في فن إدارة الصراعات، والضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه الخروج عن العصابة الدولية الحالية ..
ومن الخطط المعلنة والبنود الخفية، تمّ تسليم حلب لنظام بشار مع خروج كل من هو سُنّي وهو بمثابة حرب طائفية ساهمت فيها الدول الكبرى والإقليمية، فالتركيبة السكانية لحلب ستكون بعد التسليم غير الذي كانت عليه قبله، فسيسكن حلب عوائل الميليشيات المقاتلة في صف بشار من الافغان والباكستانيين والعراقيين واللبنانيين الشيعة، وسيتم فعل ذلك بنعومة دولية تحت مظلة قبّعات زرق أممية لكل من مصر والمغرب والأردن وبعض القوات الآسيوية، وسيُرتّب لاجتماع في الامم المتحدة لحل القضية السورية سياسيا وهذا بعد تنصيب الرئيس الامريكي الجديد في البيت الابيض في أواخر جانفي من العام المقبل ..
إنّ خطر عسكرة الشباب السنّي المسلم أضحت مشكلة للدول العربية وكابوس مزلزل لعروشهم وطريقة حكمهم، فسيناريو سورية وتكلفته الباهظة والخيالية، وظهور خاصة قوة الدولة الاسلامية، وشبح هيمنتها على الجهاد العالمي غير مرغوب فيه، وقد تبيّن هشاشة حكم حكّام العرب، وأن حكمهم مرتبط بهذا النظام الدولي المتكامل، والذي يريد إزاحة الحكومات الوظيفية من بلاد المسلمين فعليه أن يقع في حسبانه الاصطدام بالمنظومة الدولية من دول ومنظمات وشبكات تجسس معقّدة، وهذا الذي فهمته الدولة الاسلامية اليوم ومنه هذا التحالف الدولي العالمي عليها ..
السلام عليكم ..
=====================
كتبه : نورالدين الجزائري

15 ربيع الاول 1438هـ   الموافق ل 14/12/200



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire