Rechercher dans ce blog

mardi 13 décembre 2016

مقال بعنوان " #حلب وتحطيم الأصنام "... بقلم المدون نورالدين الجزائري


#حلب وتحطيم الأصنام ..

يبدو أن النظام العالمي مع قضايا المسلمين لا يعترف ولا يحترم إلاّ أصحاب الأقدام الثقيلة، فالبارحة سريبرينيتسا على يدّ الصرب قُتِل أزيد من عشرة آلاف من المسلمين المستضعفين بتواطئٍ حينها مع الامم المتحدة في عهد الأمين العام بترس غالي الصليبي، وبقيادة القبعات الزرق وعلى رأسهم الجنرال الفرنسي فيليب موريون، واليوم حلب على يد المجوس وعلى رأسهم بشار الطبيب كطبيب الصرب رادكو ملاديتش، مجازر في حق المسلمين والعزّل من الأهالي، نفس اللاعبين، نفس الدول، نفس الحقد، نفس الأدوات، نفس الأساليب والضحية دوما ودائماً "أهل السنة"  ..
يقاتل في سورية اليوم 66 فصيلا شيعيا من ايران وافغانستان وباكستان والعراق ولبنان، و بمجموع من المقاتلين وصل إلى 33الف مقاتل، لهم اليد الطلق على من يريد الخروج من المنظومة الدولية والسجن الإقليمي، وكما تحسست أوروبا البارحة في حرب البوسنة والهرسك شبح الجهاديين على أبوابها، فاليوم العصابة الدولية تتحسس هاجس ومخاوف الكيان الصهيوني، والذي يبدوا أنّه حظ أحمر بالنسبة للصليبيين والقرامطة الجدد، والذين تآمر الجميع ومعهم مزارع المنطقة على إخماد جذوة التغيير، ومحاربة كل من يخرج على الشرعية الدولية في أولاده وحرماته وماله وأرضه ..
التاريخ يعيد نفسه اليوم، التاريخ البعيد والقريب، تاريخ التتر ودخولهم بلاد الرشيد والعاصمة الأموية، تاريخ الصليبيين على السواحل الشامية، تاريخ المجوس ايران والعبث في العراق وسورية ولبنان واليمن والأحواز المنسية، والضحية نفسها : أهل السنة. وا حسرتاه على بني قومي من العلماء إلى الدعاة واصحاب الجاه ورؤوس الأموال والأقلام الإعلامية، تخندقوا في غير الخندق الذي ينصر الامّة لمثل هذه الأيام العصيبة، ساروا على خطى ملوك الأندلس في ضياع قرطبة وإشبيلية وغرناطة وسرقسطة حتى البكاء بعويل النساء ملكاً لم يستطيعوا الحفاظ عليه، فكانت المجازر من محاكم التفتيش، وفِي الامس القريب في سراييفو وموستار وزينيكا في البوسنة والهرسك، والبارحة في بغداد وتكريت والرمادي والفلوجة في العراق، واليوم الموصل وحلب، بنفس العصابة الدولية وأدواتها ومخططاتها وآلاتها الحربية والضحية "أهل السنة".
لمن المشتكى يالله من دونك، فهل تكلنا إلى علماء لو كان شيخ الاسلام ابن تيمية في وسطنا اليوم لبصق على وجوههم كما بصق على أهل العلم الذين سكتوا عن التتر في أيامه، أم نلجأ إلى الاكتفاء بالدعاء حتى تدخل علينا جحافل التتر الجدد كما دخلت مساجد بلاد الرشيد وبني أمية وقتّلت من المسلمين حتى ساحت الدماء على الكتب والمصاحف، وهل نسلّم أمورنا إلى حكومات وظيفية في بلاد الاسلام باعت دينك والعقيدة في أسواق الاستثمارات الصهيو-صليبية-صفوية باسم المصلحة والمفسدة والخلود إلى الارض، والتي تعمل على إبقاء المسلمين السنّة في سجن كبير تحت مسميات الوطنية وبسياج حدود سايكس-بيكو، أم من شروط العودة إلى الجادة الكفر بالمنظومة الدولية وآلياتها والتي تسوم المسلمين اليوم سوء العذاب ..!
إِنَّ لا شكٌ ومن أسباب الرجوع إلى الرشد والنظر بعين مختلفة أن نتعلّم من التاريخ وننصّبه خريطة طريق على الأعين، والاستقاء منه ومن عبره ما خلُصَت إليه التجارب والمآلات، فالعدو واحد على مرّ الزمن  وأن تغطى بأساليب متكيّفة ومتميّزة يدرأ عن نفسه الشبهات، فسرعان ما ينجلي غبار المعارك فالصدمة والخيبات نحن من نتقن مداخلها ومخارجها، وحينها يكون الشجب والتنديد والاستنكار والغضب في أرض فلاة فقط، رأس مالنا ولسان حالنا بعد أكل الثور الابيض والاسود معاً البكاء والعويل كالنائحات المستأجرات على موائد حزن الأسياد، فمن لم يتعلم من تاريخ الامس القريب فعليه أن لا يجرِّب أنياب العدو، فغريزته ومن حسن مأكولاته دماء وأشلاء المسلمين يتلذذ بها حقدا ونكاية وحسدا من عند أنفسهم وكذلك يفعلون ..
وربك غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ومن حكمته أن يميّز دائماً الطهارة من النجاسة، والطيّب من الخبيث، والصادق من الكاذب، والمخلص من المنافق، فهي السنن التي بها يظهر الحقّ على الباطل وإن طالت ظلمة الظالمين، فالحقّ في الأخير يدمغ الباطل فيردِه قتيلا مصروعا، تسبقه تضحيات وأشلاء ودماء وتضرع وتجرد من الحول والقوة إلاّ لله جميعا، ويكون الابتلاء سيّد الكلّ في أرض الملاحم، أرض الجهاد والاستشهاد، أرض الرضى و الخِزْي، أرض ولنبلونّكم بكل أنواع الفتن، والسليم من سلّم أمره لله تعالى؛ فما رأينا ونرى في حلب هذه الأيام إنّما تجسيد لحالة الامّة التي وصلت إليها من مرض عضال وهو حبّ الدنيا وكراهية الموت والوهن الذي أصابها حتى تمرّدت عليه أنجس الأمم قاطبة، أبناء الزنا والتقيّة، أفواه البنادق لليهود والصليبيين، وكان من حكمته سبحانه أن نزع من قلوبنا مهابة الأعداء لنا حتى أضحى الأعداء يتفننون في تعذيبنا معنوياً وحسياً، واستطاعت العصابة الدولية والإقليمية تصويب بوصلة الدفاع عن الدين والمعتقد والحرمات والأرض إلى غير مراد الله، وكل ذلك بسواعدنا وأيدينا، وبمخططاتنا لبعضنا البعض، حتى أصبح القتال فينا على أشدّه وبعنفوانه، وقتال العدو بالمفاوضات والطرق الأخرى الاستسلامية، والنتيجة ما آلات إليه الأمور اليوم من ضياع قلعة من قلاع الاسلام وأرض الصحابة الكرام، فتباً للمال وتعس عبد الدرهم والدولار ..
فالشام اليوم والعراق أضحت دروسا للأمة، فالشاهد على الموصل يدرك مدى تماسك العصبة القائمة بأمر الله وتطبيق شرعه هنالك، وهم قلّة يقارعون أزيد من سبعين دولة براً وجواً وبحراً وما أدراك ما معيّة الله في أرضهم وأنفسهم، وتمددهم إلى سورية وما منّى الله عليهم من فتوحات فبسبب إخلاصهم والحرب كَرّ وفرّ وهذا دأب الجهاد، وَأَمَّا من في الشام فالقلّة من الصادقين بها وخاصة في حلب، والكل يعرف أسباب ما آلت إليه حلب من هزيمة اليوم على يدّ القرامطة الجدد وبأيدي من هم محسوبين على أهل السنة، فما كان منهم إلاّ بيع الدين والذّمة والأرض والعرض لأجل جاه زائل يحسبوه كذلك، فمثله كمثل الرجلين اللذان أوتيا جنتان، فالأول كان يظن أن قوامها وزوالها بأمر الله والامتثال لشرعه، والثاني من كثرة ما أعجب بجنته من أموال ورجال ونصيحة وركون إلى الظلمة قال ما أظن أن تُبيد هذه أبدا، فما كان منه إلاّ أن يتخلى المولى عزّ وجل عنه فأصبح يُقلّب كفيه على ما أفسد فيها وراح يبكي اليوم بكاء آخر ملوك الأندلس نحيبا، فلا دين أقامه ولا دنيا حافظ عليها كحفاظه على نفسه وأهله ..
فحلب اليوم درسٌ لكل من سوّلت له نفسه الخروج عن مراد الله وأوامره، فالسنن لا تحابي أحدا، والله غنيّ عن العالمين، مؤمنه وكافره، بل السنن تجري لصالح من عدّ وأعدّ، وهيّأ الأسباب وتجرّد، وطلب من الله العون والتمكين والمدد، نعم حلب سقطت وسقطت معها الامّة إلاّ الأخيار، فهم غير معنيين بهذه الهزيمة، فلطالما نادت بالتوبة والعودة إلى عزّ الانتصارات بشرط الأخذ بما هم عليه من عدّة، عدّة الايمان والكفر بالمنظومة الدولية والإقليمية، وتحيّيد الهوى والانتصار للنفس والقبيلة، نعم لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم وهم كذلك، فعلى أبناء الأمّة اليوم الرجوع والعودة إلى تصحيح الطريق في الأنفس والأهل والمجتمع، تصحيح وجهة البوصلة وأنّ ما أُخذ بالدّم فلن يُرجعه إلاّ الدّم، وما سُلب بالقوة لن يردع هؤلاء إلاّ القوة، فالله القوة جميعا، فهل من مدّكر ..!
يا أبناء الامّة فدين الله يعلو ولا يُعلى عليه، والله هو الغنيّ الحميد، والموت اليوم أضحى قاب قوسين أو أدنى منّا جميعاً، فمن لم يمت بطائفية حاقدة يموت حريقا من الداخل كمدا، فلا نامت أعين الجبناء، فالهدم الهدم والدَّم الدّم، فأروا من أنفسكم ما يحبّ الله ورسوله، وما كان عليه الصحب الكرام، فيا أحفاد خالد والمثنى وطلحة والزبير فلتكن في سبيل الله، فالموت واحد والأجر أجران، فإمَّا جنّة أو نار، فمن باع نفسه للشيطان كصحوات سورية والعراق فانظروا الفلوجة وحلب، ومن باع نفسه لله فإن سلعة الله غالية، إلا أنّ سلعة الله الجنّة، والطريق واحد، كما أنّ العقيدة واحدة، والسنن معلومة برّاقة، ويد الله مع الجماعة وهي على قلب رجل واحد، فمعركة حلب اليوم أسقطت كل الأصنام والأقنعة، من أنظمة إقليمية إلى ايديولوجيات جماعية، وعرّت النظام العالمي والذي لا يرقب في مسلم إلاًّ ولا ذِمَّة، فكونوا في الخندق الذي يحبّه الله ورسوله، وما ضاع سيسترجع في أقرب الآجال، وأنّ النصر لصبر ساعة ..
فما قبل حلب وما بعدها إنّما فيصل في تاريخ الأمة اليوم، ولا تحسبه شرا بل الخير الكثير، وسيجتمع أبناء السنّة حول العصابة المؤمنة  لاسترجاع هيبة الملّة، رغم أنف المنظومة الدولية والحكومات الوظيفية، واليقظة على جرح واستنزاف دموي يرجعنا لسالف عزّنا خير من الاستيقاظ كل صبيحة في احضان عالم يحكمه الكفر والزندقة ..
السلام عليكم ..
========================
كتبه : نورالدين الجزائري

14 ربيع الاول 1438هـ الموافق ل 13/12/2016




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire