Rechercher dans ce blog

vendredi 2 septembre 2016

مقال بعنوان " سيدي تقشف قبل أن أتقشف " بقلم المدون نورالدين الجزائري


سيدي تقشف قبل أن أتقشف


قال تعالى :" أتأمرون الناس بالبرّ وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون."
إن العالم في هذه الايام يمرّ بزلزال سياسي واقتصادي عظيم، ارتِدَداته هزّت معظم العواصم العالمية، هزّ ويهز أركان وسيادة دول عظمى غربية، زلزال سياسي وعسكري، زلزال سقوط الأسهم والمؤشرات الاقتصادية، وخاصة زلزال تهاوي أسعار البترول ومشتقاته في عالمنا العربي، زلزال كارثي سيعقبه فوضى من لم يؤّمِن عقبى دار الدنيا لرعيته بسياسات غير مسؤولة ولا مدروسة كبلدنا الجزائر، الغني بالثروات المميزة المتنوعة، الفقير بالمسيّرين والمؤسسات الرشيدة .
فهذا الزلزال تُنبيء له من طرف مؤسسات مختصة ومحترمة، يؤخذ بتقاريرها في تحذير الحكومات المسؤولة عن سياسة البلدان التي تقودها، مؤسسات إنذار ودق ناقوس الخطر في السياسيات بأفرعها، مؤسسات ترتكز على دراسات مستقبلية لتقليل المفاسد وجلب المصالح، مؤسسات استشارية يلجأ إليها من نذر نفسه لخدمة رعيته بصدق وأمانة.
فالبلدان العربية اليوم بدون استثناء وخاصة المصدرة للبترول استيقظت من طول ليل كالسكران بعد سهرة بذخ وترف ومجون بلا حسيب أو رقيب أو نذير، فبدل من الاستغفار والتوبة والرجوع إلى جادة الطريق والحكم الرشيد، خرجت من السهرة مفلسة تريد أن تسترجع ما أنفقت في تلك السهرة الماجنة على حساب ظهر من ركبته طوال السنين السمان، تريد منه أن ينتهج سياسة تقشفية وكأنها رجعت لأصحاب الأموال الحقيقية المنهوبة في أيام الرخاء والاستقرار الاقتصادي قائلة لهم يا أيّها الملأ أفتوني في كل هذه الأموال وسبيل النهوض بهذا البلد حتى تكون لنا جميعا عقبى الدار . فكيف بمن أدار ظهره أيام العزّ أن يُنظر له في أيام الذلّ إلا شفقة مما اقترفت يداه من نهب وسرقة وبطش وعبث في رزق الناس، ظانا أنه بمنصبه أن المال ماله، ومفاتيح الخيرات من سياسته.
أيها الساسة سياستكم " الرشيدة " هي التي أوصلت البلاد إلى ما نحن عليه اليوم من رخاء افتراضي وخراب حقيقي، فانتظروا ما سوف يزلزل عروشكم كما زُلزل تهاوي أسعار البترول أجدر وأحنك اقتصاديات العالم، انتظروا من شباب بلا مستقبل واعد كيف سيسوؤكم عقبى الدار، انتظروا ممن أصبحت حياته كمماته لا فرق وليس عنده ما يخسره، وكل هذا من نتاجكم ومخاضكم المشوه لمعنى الحياة الكريمة للإنسان، فبهذه السياسات العفنة والغير المسؤولة تريدون من الناس دفع فاتوراتكم الكارثية، ورمي المسؤولية على الأزمة الاقتصادية العالمية، فهيهات أن تستقيم لكم سياسات مُمَررة هذه المرة، فإنه طفح الكيل وأصبح المستور أكثر شفافة ..
فإن مطالبة الناس بالتقشف يمر أولا وقبل كل شيء بمطالب مشروعة وهي أن تعيدوا ما سرقتموه وما نهبتموه من أموال الشعب، وتقدموا لهم كشف حسابات ما تملكون وأبناءكم وكل من استفاد من مناصبكم، وأن تستقيلوا جماعة ووحدانا، وأن تتعهدوا أمام الشعب بعدم العودة إلى السياسة نهائيا، وكل هذا يسبقه توبة أمام الله سبحانه وتعالى علانية تتبعها محاسبة .
فكيف إذاً تأمرون الناس بشدّ الأحزمة وأنتم بانتفاخكم لا يستقيم لكم حزاما وسروالا .. ؟! 
وأخيرا وليس آخرا فعلى المسؤولين الصادقين وهم كثر في بيئة سياسية فاسدة أن يستحدثوا وزارة جديدة تسمى بوزارة محاربة الفساد، ومنها تكون الانطلاقة نحو ما يمكن ترميمه، وأن ننتهج نهج سياسة السنين العجاف إذا أردنا أن لا تنقلب علينا الأجيال القادمة وتلعنا كما لُعن إبليس بسبب الفساد والإفساد ..

========================
كتبـــــــه:  نور الدين الجزائري
بتاريخ 20 / 01/ 016


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire