Rechercher dans ce blog

mardi 13 septembre 2016

مقال بعنوان " الامة وشنق ايران المدروس " ... بقلم نورالدين الجزائري


الامة وشنق ايران المدروس


إيران ذلك البلد المتعدد الحضارات، متعدد الأعراق والإثنيات، المملوء بالفسيفسات المتناقضة سياسياً وايديولوجياً، ميزان الاستقرار لكل المنطقة العربية من محيطها إلى خليجها، وكان ذلك ممّا تفطّن له الفاروق عمر -رضي الله عنه- وأسرع بفتح بلاد فارس حينها، ومن ثمّة بدأت الفتوحات والبشائر على الامّة، ومن بواباتها جاءت الخيانة والغدر والغزو لبلاد الاسلام، ومن سياساتها كانت التحالفات ضد الامّة ولاتزال إلى يومنا المشهود هذا ..
ايران وبعد تبنيها العقيدة الاثني-عشرية كأيدولوجية وسياسة توسعية بعد ثورتها الخمينية، أرادت اقتحام وإخضاع العالم السنّي بمرحلتين، فكانت المرحلة الاولى اصطدامها بالقومية العربية ومحاربتها كما فعلت مع العراق، وأيضاً احتضانها للرموز الاسلامية الذين كانوا ضد مصر بعد مقتل السادات، والمرحلة الثانية بفوضى خلاّقة تتمثل بنشرها للتشيّع بعد انهيار القومية العربية والتي كانت تمثل حصانة ضد أي مشروع إسلامي سُنّي كان أم شيعي في العالم العربي ..
ايران اليوم وبعد تسلّمها أكثر من عاصمة عربية، دخلت في حلف ثلاثي سري خطير، وهو الذي ارتكزت عليه كشعار لاستعطاف أبناء العالم الاسلامي، فالموت لأمريكا ولإسرائيل كان تسويقا سياسيا ذكياً ومرحلياً للتغلغل في البلاد العربية نظراً لقضية فلسطين والقدس خاصة الحساسة في عالمنا العربي والموقف اتجاهها لكل من الغرب وعلى رأسه امريكا، أمريكا أيضا الذي أجادت الدور دوليا واقليميا بمعاداتها لإيران على منابر السياسة العالمية ومتعة في الظلام مع مطامع إيران الإقليمية وجشعها وحاجتها لخيرات الامّة ..
إنّ إيران اليوم في أوج قوّتها وتحدّيها للعالم السنّي ورفعها لشعار حامية الاسلام اقليمياً ودولياً، وتريد بهذه السياسة التوسعية سحب بساط الهيمنة على العالم السنّي من تحت بساط دول الخليج خاصة وتربّعها على إرث الامة من معتقد وخيرات، وما الفوضى في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن لمن سياسةٍ استنزافية للمكون السياسي لهذه الدول، ومنها نظرتها التوسعية بإحداث فراغ سياسي واستبداله بسياسة الولي الفقيه لترسيخ التبعية المطلقة لها، وما تجيّشها للجيوش في هذه الدول هو لخدمة أجندتها على المتوسط والمدى البعيد، ومقاتلتها لأهل السنة لهو من الهيمنة التي تريد أن تفرضها على عالمنا العربي خاصة، وما استثماراتها في البلدان العربية لهو من التغلغل الاقتصادي والجوسسة وغرس لوبيات وأذرع مالية تدين لها بالولاء عند ساعة الصفر ..
إن ايران أضحت خطراً كبيراً يهدّد كيان الامة برمّته، وما مشاكل المنطقة الاّ من سياسة فرض أمر الواقع من سياسة ثلاثية الأطوار، سياسية، عسكرية واقتصادية، ولا يفلّ الحديد إلاّ الحديد، فعلى الدول العربية وخاصة منطقة الخليج أن يعوا خطر إيران على المنطقة وخاصة ديار أهل السنّة، فما التطهير العرقي والاثني الحاصل في العراق وسورية لخير دليل لوجهها القبيح، ولا يوجد حلّا لها إلاّ بقطع رأس الأفعى والاستراحة من سمومها، وإذا كانت الدول العربية جادة في محاربة المشروع الصفوي التوسعي فعليها ضرب مخطّطها وتعريته قبل أن لا ينفع ندم ولا ويلات ولقد أعذر من أنذر ..
إنّ القضاء على المشروع الإيراني يمر بثلاثة مراحل وعلى الجميع التكاتف للقضاء عليه وإبعاد شر إيران للأبد وإرجاعها لبيت الطاعة من جديد، فعلى علماء الامة أولاّ تعريتها عقائديا وتبيّن معتقد إيران الباطني وأن ليس لهم سهماً في الاسلام إلا بالتوبة والتخلي عن معتقدهم الباطل الطائفي الإقصائي، ومن ثمة الدخول في تحالف مع كل من له مشروع للقضاء عن هذا السرطان الصفوي وبدءً بالدولة الاسلامية وتقويتها عِوَض محاربتها، ومحاربة الدولة الاسلامية بمثابة شنق النفس بالأيدي، وما يقوى على مقاتلة ايران إلاّ صاحب عقيدة وقضية، فعلى الامّة الالتفاف حولها وحول ساستها في قتال ايران وأزلامها من مليشيات الموت والحشود التخريبية الإرهابية، وأن يتمّ تجفيف منابع استثماراتها وفسخ كل عقد اقتصادي أو مالي معها او تجميده لإرضاخها لمطالب المنطقة والحدّ من توسعها وتغلغلها الهدّام للأمة ومعتقدها ..
فاليوم يوم نبذ الفرقة والانصياع لكلمة الوحدة، وعلى الدول العربية وخاصة منطقة الخليج أن تأخذ موقفا من ايران وبجدية عالية حتى تكون أو لا تكون، فالوقت عدو مميت للضعيف وما نراه اليوم من تشرذم وفرقة لا يُبشّر بخير، فلا وقت للمناورات السياسية ولكن الوقت اليوم للعمل والحدّ من مغامرات ايران في المنطقة، فلا يُعقل أن لا يهزم صاحب عقيدة باطنية وبسياسة مكشوفة مفضوحة ناهيك بإمكانيات محدودة أُمَّة تزخر بكل مقومات النهوض والقوة ..
الســــــلام عليكم ..
=======================
كتبـــــــه : نورالدين الجزائري

11 ذو الحجة 1437هـ  الموافق ل 13/09/2016

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire