Rechercher dans ce blog

samedi 10 septembre 2016

مقال بعنوان " سبحان من سخر سلاح روسيا لفتح العراق و سوريا ... الجزء الثالث " بقلم المدون نورالدين الجزائري


سبحان الذي سخر سلاح روسيا لفتح العراق وسوريا ..
الجزء الثالث ..

كنت قد كتبت جزئين من هذا المقال والطرح الطويل في فهم الصراع من أسسه، والذي يبشر الصادقين بوعد وموعود الله لعباده الصادقين المجاهدين، وأن الغلبة للموحدين وإن طال لهيب الحرب وجنون البنادق، وبعد فهم الصراع بسننه، وتكالب الغرب والشرق المفضوح بفرض الجند والأجندات على المنطقة، فإن الصفوف اليوم فرزت وبانت، فما اكثر اصحاب الوطنية والحزبية والرؤية المحدودة الضيّقة، وما أقل أصحاب الرسل من أهل الحق والصدق لدينهم وأمّتهم، الَّذِين تحالف عليهم الداخل والخارج وبشراسة غير مسبوقة في تاريخ الصراعات وما ضرهم ذلك وما ضعفوا وما استكانوا، بل زادهم يقينا بالله تعالى، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ..
يقول سيد -قطب رحمه الله- :" قد يبطئ النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها وتضحياتها لله ولدعوته فهي تقاتل لمغنم تحققه، أو تقاتل حمية لذاتها، أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها. والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله، بريئاً من المشاعر الأخرى التي تلابسه .."، نعم صدق سيد بتصوره للنصر المظفر الحقيقي، وصدق في تصويره للنصر المرحلي الذي لا يخدم الأمّة ولو حرّرت المدن والاوطان، فالنصر الرباني الذي يريده ربنا من الأمّة ومن الجماعة المقاتلة خاصة هو الانتصار للإسلام المنزّل، وتحقيق التوحيد الذي جاء به، وتحقيق مقاصده حتى يكون الانسان حراً غير تابع ولا مُتّبع، عزيزا كريما يعبد الله على عقيدة صحيحة سليمة، لا يخاف فيه لومة لائم، وليس ذلك النصر المرحلي الذي يتخلله الركون إلى الدنيا وإعمارها، والانصهار داخل المنظومة الدولية بشعار لكم دينكم ولي ديني، وبمفهوم لا إكراه في الدّين، والسعي وراء زخارف الدنيا ومشتقاتها ..
تكلمت في المقالين السابقين عن سنة الاستدراج وكيف يُستدرج أعداء الاسلام إلى أرض الاسلام ليُستنزفوا وتكون نهايتهم، وتكلمت في فهم الصِّراع و أسّ بنيانه وفهم الخصوم وكيف يفكرون، و أنّ على من ركب جواد الجهاد أن يتعلم قبل أن يٌعلِّم، وأن يسمع للنصح قبل أن يندم، وأن لا يأمن مكر الله قبل أن يتجرد لله في كل شيء وخاصة من هواه، وأن الصراع لا يكمن في الخنادق بقدر ما يكمن في فهم فكرة النزاع وما يُخطط لهذه الامة بفكرة فرض أجندة البيادق عليها من طواغيت بالوكالة، يستعبدونها بالنيابة، حتى تُطمس الهوية وتذوب في جاهلية المادة التي أصبحت ربا يُعبد من دون الخالق سبحانه وتعالى ..
نعم الأمور فُصِّلت اليوم في المشهد العراقي والسوري، وكُشفت وجوه كنّا نظن انها وسيمة، وفُرزت صفوف حسبناها غير منفصلة، وتباينت الرايات والأجندات، وتطايرت صحف الأمانة والخيانة، وأصبح لونان لا ثالث لهما، فأبيض وأسود، فنور وظلام، وشفافية وغموض، ولله الامر من قبل ومن بعد ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..
فالتحالفات اليوم على قدم وساق للنيل من أهل الراية الواضحة، فتحزبهم هذا إنَّما لأجل تصفية القضية، فالقضية هنا ليس بأرض او جماعة بقدر ما هي تجديد عقيدة الامة وانبعاثها من جديد، والنفخ في روحها لتعود من سبات عميق، فَلَو كان الامر أمر أرض أو خيرات لسلّم الغرب والشرق مفاتيح الحكم وطبّل وهلّل، ومدح وكبَّر، ولا لمّع وحسَّن،ولكن القضية هي فكرة وجود أحد الطرفين وزواله وهزيمته إلى أن يشاء الله.
فاليوم وبعد كشف زيف المجتمع الدولي ورفع غطاء الشعارات عنه، تراءى للعيان والمسلم خاصة همجيتهم الحضارية، وكذبهم على الانسانية، وفراغ دينهم الديمقراطية، وأنّهم قتلة مقنّنة من ورائهم منظومة دولية، لا يرقبون في مسلم إلًّا ولا ذمة، همُّهم إجبار المسلم على التبعية والاندماج في عالم الحيوانية ..
نعم تمايزت الصفوف وظهر صاحب القضية من صاحب الأجندة، فكم من فصيل ادّعى الانتصار للقضية فَلَمَّا جاء وعد صدقه أدار ظهره لدينه وظاهر الكفّار لينتصر لحزبه واعتقاده، فمثله كمثل الذباب على جيفة خنزير لا ينال منها الا نجاسة على نجاسة، ونهايته روائح كريهة يشار إليه بالأصابع و إن اغتسل بعطور الغرب الفاهرة، وإنّ صاحب القضية منصور بصدقه، مؤمن بقضائه، متوكل على رَبِّه، متجرد من حوله وقوته، مسَلَّم لقدره، موقن بنصر الله له وإن اجتمعت الانس وَالْجِنُّ على صعيد واحد عليه وعلى قضيته، فإن صاحب القضية يعلم علم اليقين أن صوته وحتى تنفسه ناهيك عن استعداداته في مرمى خصومه وأنّهم لا ينامون عن ضيم حتى ينالون منه ومن فكرته، سواء بالشيطنة أو التصفية الجسدية، ولكن هل يمكن قتل الفكرة ..!
الحمد لله الذي منّى على عباده أن كشف بالصادقين وجوه الغرب والشرق، فهذا وجه لهذا، فالقبيح بيِّن الوجه والآخر وجهه أقبح من القبيح البيّن الوجه، فما روسيا الاّ وجه امريكا القبيح، وما تعاونهم اليوم بعد عدائهم البارحة إنَّما من خطر يهدد وجودهم كفكرة وكحضارة، وما مرتزقتهم على الارض الاّ أدوات لأجندتهم وتحيّدهم عن الفكرة، فالأداة  تنجز بها المشاريع ولا يمكن ان تكون صاحبة فكرة، فالغرب والشرق اصحاب فكرة، وأهل التوحيد أصحاب فكرة وقضية، فالأول يحارب بأدوات وأجندة، والثاني يحارب بتوحيد وقضية، فالصراع اليوم بين الشرك والتوحيد، بين نظام عالمي وضعي وبين فئة تريد أن ترتقي بالإنسانية إلى وظيفتها الحقيقية وتجريدها من التبعية للإنسان على حساب رب الانسان وخالقه ..
فلا يحسب المسلم اليوم التدخل الغربي شر على المسلمين بل هو خير حتى تُسقط الاقنعة ويتبين المنافق والعميل والمظاهر، ولابد من ضريبة قاسية تُدفع، ودماء تسيل، وأرواح تزهق، حتى تعود الأمّة وتستفيق من هذا الهوان الذي عشعشت فيه وفرّخت سيلاً، وليتّخذ من الصادقين شهداء ويجازيهم على صدقهم وشرف تحمّل الأمانة ومتاعب الطريق، ولابد من التمحيص وصقلٍ للصف المقاتل حتى يُعلَم أن النّصر من عند الله وحده بعد تقديم شروط الانتصار له كلها غير منقوصة ولا مبتورة ولا مزيّفة بنوايا غير صادقة ..
إن موت الأشخاص بموت الاجساد، وإن حامل الفكرة لا يمكن أن يموت وإن ازهقت نفسه من أجلها، فالفكرة غذاء الأرواح وارث الأجيال، وقد زرعت الفكرة في روح الأمّة اليوم وانتهى أمرها، وها هي تكبر شيئا فشيئا تتقبلها الأفئدة الصادقة، فعرَّت كل جسد الأمّة وبيّنت عوارها، فبان كل خَوَّان منافق متاجر بمعتقدها، وانقسم داخل جسد الامة فسطاطين لا ثالث لهما، فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فالصادقون قلّة اليوم، وهم أصحاب مشروع نهضة وعودة إلى سيادة الامة للأمم الاخرى، والقلّة اليوم أدّت ما عليها من أمانة إيصال الفكرة، فهي متقبلة لقدرها وإن اُفنيت عن بكرة أبيها وهي تعلم ذلك وهذا طريقها لتحصين الفكرة وغرسها في أبناء الأمّة، فلم يشاهد على مرّ تاريخ الملّة إن اجتمعت قوى الكفر العالمية ومنافقي الداخل على عصبة مؤمنة كالذي عليهم اليوم هؤلاء الصادقون، فهذا والله لمن صدق القوم وما يحملون، فلا ضير والعاقبة للمتقين ..
إن التدخل الروسي والأمريكي اليوم بهذه الوحشية الجنونية لمن حقد القوم على الاسلام والمسلمين، فتركيزهم على سياسة الارض المحروقة لمن علمهم بقوة الفكرة وتقبلها من أبناء الأمّة، ومن سياسة قتل فيهم روح العيش بكرامة، فهذا من سفه القوم وعَمَى قلوبهم، فبهذه السياسات يرسخون من خلالها ولاء لله وبراءة من المشركين، وبغبائهم المستميت ينقشون الفكرة في قلوب أبناء المسلمين أن لا مفر من الغرب وسطوته إلاّ بكسر مشروعه على صخور فكرة الصادقين، وأنّ المعركة حتمية وإن أُبيد الجيل الاول من الموحدين، فاليوم تقتُلون وغداً تُقتَلون وإنّها المعادلة ولو بعد حين ..
فأبشروا اليوم أَيُّهَا الصادقون بصدقكم لأمّتكم، فلا ضير إن قُتلتم عن بكرة أبيكم أو نُفيتم إلى الصحاري والبراري، فالفكرة ترسَّخت في أبناء الأمّة وللأبد، وإن جيلكم سيُترحم عليه في دوائر الغرب وصنع القرار، وأن القادم على أهل الكفر مقارنة بجيل الفكرة لهو الجحيم المصّب على رؤوس من سخر سلاحه للفتك بالمستضعفين من المسلمين، وأن المعركة في بدايتها ومراحلها الاولى، فويل لروسيا وأمريكا من نظرة الجيل الذي رأى بأمّ عينيه وفاة أمّه وأبيه، فلا عويل حينها وإنّما قطف ما جنت يد الغرب على الأمّة، وإنّ غدا لناظره قريب ..
الســــلام عليكم ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمن أراد الاطلاع على الجزء الاول و الثاني من سلسلة مقال " سبحان الذي سخر سلاح روسيا لفتح العراق وسوريا" نرفق بهذا الجزء الثالث و الاخير رابط المقالين على التوالي بغرض افادة القارئ اكثر ..
١- سبحان الذي سخر سلاح روسيا لفتح العراق وسورية .. الجزء الاول ..
https://nouralg.blogspot.com/2015/11/blog-post_13.html
٢- سبحان الذي سخر سلاح روسيا لفتح العراق وسورية .. الجزء الثاني ..
https://nouralg.blogspot.fr/2016/03/blog-post_15.html

=======================
كتبــــــه : نورالدين الجزائري

08 ذو الحجة 1437هـ الموافق ل 10/09/2016

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire