Rechercher dans ce blog

vendredi 29 juillet 2016

#جديد ... مقال بعنوان سلسلة التعريف بالارهاب .. الفصل الثاني ... معنى الارهاب شرعا " بقلم المدون نورالدين الجزائري


سلسلة التعريف بالارهاب
الفصل الثاني: معنى الارهاب شرعاً ...



قال شيخ الاسلام ابن تيمية -يرحمه الله-:" "معرفة ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- وما أراده بألفاظ القرآن والحديث، هو أصل العلم والإيمان، والسعادة والنجاة " .
ولمّا كان أصل الخلق وَضْع الميزان بين أهل الحق والزيغ والبهتان، كان لابد أن يتصارع الحق والبطلان، فكان دائماً للباطل صولات وجولات وللحق درجة عليه في نهاية الأزمات، ولكل أُمَّة صراعها، فمنهم من قام بالحق فردا، ومنهم من قام به جماعة، ومنهم من حارب عليه ملَّة أو أُمَّة، فاستخدمت لذلك السنن الإلهية والكونية، فمن عرف الطريق مسّه النصر من بعد الضر، ومن جهِل فقه الصراعات تخبط وفشل، وذهبت ريحه واضمحل، كالذي عليه أُمَّة القرآن اليوم، وكيف فهم سبب النصر والعزّ والتمكين الصدر الاول من الربّانيين، واُلبست لهذا الجيل أقمصة الذّل المستبين، فالطريق واضح ولن يصلح الشأن الا بمفهوم الاولين.
قال تعالى : " ترهبون به عدو الله وعدوكم"  ، و قال ابن حزم -رحمه الله- في المحلى :" فَفَرْضٌ علينا إرهابهم" ويقول الطبري ـ رحمه الله ـ : " تُخيفون بإعدادكم عُدّو الله وعدّوكم من المشركين " ، ويقول الامام القرطبي عليه ـ رحمة الله ـ: "يعني تُخيفون به عدّو الله وعدوكم من اليهود وقريش وكفّار العرب" وقال البغوي -يرحمه الله- : " تُرهبون به: تخوفون { عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ } أي: وترهبون آخرين، { مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ } قال مجاهد ومقاتل وقتادة: هم بنو قريظة. وقال السدي: هم أهل فارس "
فالآية واضحة لما تضمنته من معنى لعدو مباشر وآخر غير معلوم، يتقمص الأدوار حسب المنافع والمصالح، متربصا بذلك الفرص والأطوار، يُعرف لاحقاً من خلال المواجهة مع العدو المباشر، وذلك من رحمة الله على عباده الموحدين في أن يُعرّفهم بالعدو الباطن، حتى لا تؤكل الأمّة من الكتف السهل.
فقد جاء إذاً في الشرع مطلب الارهاب، وقد بيّن الله عز وجل ذلك في خاصية المعارك، وأن لابد من الاستعداد لها معنوياً ومادياً، وقد عرّفه لهم، وهو الأخذ بأسباب القوة حسب الازمنة، والاستعداد للمعركة في كل وقت، لإخافة العدو المعلوم و غير ذلك، وان العدو يتربص دائماً وأبداً بالإسلام وعقيدة المسلمين، وبخيرات الأمّة ومقدراتها في كل حين، فلا ينام على ضيم، فالمخططات تلو المخططات، ولن يفل الحديد إلا الحديد .
فمعارك المسلمين مفروضة عليهم منذ أن خَصّ الله عزّ وجل هذه الأمّة بالتوحيد، فقد كُتِب عليها القتال وهي كارهة له، وبعد هذا الكره الخير الوفير بحسب صدقها وبذلها وعطائها، إذ به يكون التمكين، ويكون الدّين كله لله، فالإرهاب إذاً في الاسلام بعد إعداد العدّة المطلوبة، هو تخويف العدو خشية اعتدائه على المسلمين، والتمكن من ديارهم وأموالهم وخيراتهم، وليس إرهاب المسلم لأخيه المسلم، وتخويفه وترويعه، فقد تقوم به جماعات وتنظيمات من أجل الاستيلاء على الحكم والخروج على الحاكم العدل الذي اتفقت عليه الامٌة بأن يحكّمها بكتاب رَبِّهَا وبسُنّة نبيها، وبمبدأ الشورى ولا غير، ويكون ذلك بغياً على الدّين والدَّم والعقل والمال والعرض، والدخول في دوامة الفتن ولا حول ولا قوة الا بالله.
فمن وصف دين الله بأنّه دين ارهاب فاتهموه بأجندة داخلية وخارجية ومروق من الدّين، فالحاكم العادل لا يحكم الأمّة بالإرهاب، ومن أراد الحكم فلا يجوز له أن يستعمل الارهاب، ناهيك على أن لا يجوز الخروج على الامام العدل المتفق عليه بحد السيف، فالخوارج كل من خرج على إجماع الأمّة في إقامة دينها والتمسك بتوحيدها، ومارس العنف بشتى وسائله، كالتحريض عدى أولياء الله وخاصته من المجاهدين، كان ذلك بكلمة أو نص أو مقال، وكل من روج لباطل يريد من خلاله منفعة شخصية كانت أو لعدو صايل متربص، وكل من يريد إبعاد الناس عن دين رب الناس .
فالآيات واضحة في تعريف الارهاب وأنّه مطلب شرعي لإخافة أعداء الملّة والدِّين، وما عدا ذلك فإن الله لا يحبّ المعتدين، وإن قلتم فانصفوا وأن الله ولي الصالحين ..
السلام عليكم ..

==============================

كتبه : نورالدين الجزائري
24
شوال 1437هـ الموافق ل 29/07/2016





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire