Rechercher dans ce blog

mercredi 6 juillet 2016

مقال #جديد بعنوان " ما بين الحجاج وداعش و المنجنيق " بقلم المدون نورالدين الجزائري


ما بين الحجَّاج و داعش والمنجنيق ..


الجدير بالذكر أن الباحث في التاريخ الاسلامي، والمدقق في أحداثه وتفاصيله، وخاصة بعد تولي خلافة المسلمين معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه، يرى من الأحداث والفتن ما قد يُجن منه "مسلم" اليوم لو عاش تلك المحن، فما تمر به الامة اليوم من أهوال وزلازل تكاد لا تزاوي العشر ما مرت به الامة منذ مقتل ذي النورين الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه وما كان بعده من مِحن، وكما قال الامام احمد رحمه الله :" ما اجتمعت الامة على رجل واخد منذ مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه .."، وبه تفرقت الامة مرورا بحادثة الجمل وصفين، إلى تولي يزيد بن معاوية ومقتل الحسين، رضي الله عنه وأرضاه وما كان من ويلات وتفرق إلى شيع وجماعات، وتولي بعد ذلك بني أمية لمقاليد حكم الدولة الاسلامية، وكانت أحداث عظام وفتن حِطام، من يزيد بن معاوية إلى خلافة عبد الملك بن مروان، ومن قاتل الحسين الى الحجَّاج بن يوسف الثقفي أهل التسلط والظلم المبين.
فُتِن المسلمون بالولاية، فمنهم من اعتزل كابن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما الجمع والحكم، ولم يخض في السياسة ولا الفتن، حتى حاصر يزيد بن معاوية سنة 64 هـ لمكة المكرمة والكعبة تحديدا، وكان قصده حصار ابن الزبير وجماعته، فرماه يزيد بالمنجنيق، واحترقت من شرارة النيران أستار الكعبة وسقفها، وكذا قرنا الكبش الذي فدى الله به اسماعيل وكان في السقف، فمات خلق كثير من المسلمين رحمهم الله اجمعين.
وَأَمَّا الحجاج فعاود الكرة في خلافة عبد الملك بن مروان، وكان ذلك في سنة 73هـ، فنصّب المنجنيق حول مكة وحاصر اَهلها حتى يعطوا الأمان والطاعة لولي أمره عبد الملك، وجعل الحجارة تقع في الكعبة، ومنه ماتت جموع كثيرة من المسلمين رحمهم الله أجمعين، ومن بقي حبسوا حتى كانوا يشربون من ماء زمزم، وهكذا أحداث دامية مرت بالأمة في خير قرونها، وفي حضرة الصحابة وخير التابعين من بعدهم إلى يوم الناس هذا.
فما كتابتي لهذه الأسطر إلا استحضاري لتلك الحوادث في عهد سلف الامة ومقارنتها بما تمر به الامة اليوم من احداث متشابهة، فلم يكفّر أهل العلم منهم أحدا حينها، فيزيد بن معاوية كما قال شيخ الاسلام لا نترضى عنه ولا نترحم عليه، ولا نكفره، بل أمره متروك إلى الله، وَأَمَّا الحجَّاج فمنهم من يترضى عنه ومنهم من يترحم عليه وقليل من كفّره، وكذا توارث مناقبهما إلى يومنا هذا، فسلفية اليوم ترى في يزيد بن معاوية أميرا شرعيا ولا يجوز الخروج عليه وسكتوا هما فعل ببعض المسلمين، وكذا الحجَّاج بن يوسف يَرَوْن فيه العزم والحزم في تطبيق شرع الله، وإن انتقدت ما كانا عليه من ظلم للأمة فالويل لك من مخالب السلفية .
وفي كل حال، فإن حكم يزيد والحجّاج خير بسنين ضوئية من حكم حكّام اليوم وإن كانا ظلمة، كانا واقّفين أمام كتاب الله وسنة رسوله، وكانا يحجّان عاما ويغزوان عاما، وَأَمَّا حكّام اليوم فغزواتهم من أجل تكريس الظلم وغرس أقدام الصليب في بلاد الاسلام، وشرع  الله مُغيَّب في كل الاوطان، وسلفية اليوم تهلل وتمجد فعل الحكّام الذين أداروا ظهورهم إلى شرع الله ونصرة المسلمين، فنصبوا مجانيقهــم إلى صدور المستضعفين من المسلمين الذين قالوا ربنا الله فاستقاموا على كلمة الاخلاص والتوحيد، وزادوا على ذلك إظهار الصليبيين على المسلمين في تحالف ضد "الارهاب" زعمهم، فحرقوا بمجانيق اليوم من طائرات ومدفعية بلاد الاسلام، وكل هذا تحت طاعة ولي الامر الخارج عن طاعة الله ورسوله، والذي لم يقل به أحد من الراسخين في العلم، فجلّهم حمير علم من قوم بلعام ومسيلمة اللّعين .
فإن حصار مكة وهي أقدس و أطهر أرض في أرض الله من يزيد والحجّاج وقصفها بالمنجنيق وقتل خلق من المسلمين فيها، لم يكن إهانة لمكّة وحاشا كما قال اهل العلم قاطبة، وإنما القصد منهما حصار من خرج على الطاعة، وإدخالهم تحت سلطان الحكم والولاية، وهذا ما كانا عليه من فعل ولا غير .
وإن سلمنا الامور أن داعش هي من وراء ضرب بلاد الحرمين، فهل ضربت المقدسات أم من في المقدسات، فإن في ضرب جدة هدف صلبه القنصلية الصليبية لامريكا، وإن كان في القطيف فضرب اوكار الشرك للرافضة ومنها وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم من اخراج المشركين من جزيرة العرب، وإن كان في الحرم النبوي فكان تفجيرا في دورية عسكرية، وقد أعلنت داعش أنّها في حرب مع نظام آل سعود، فالأهداف الثلاثة مشروعة في قاموس داعش وأين العجب، وإنّما العجب ممن لا يقرأ في سياسة الطرفين، فهل دماء من في الفلوجة والموصل أرخص من دماء من هم في بلاد الحرمين، بل دماء من هم في الفلوجة والموصل أطهر من الأهداف الثلاثة المضروبة في عين داعش .
فما نشاهده اليوم من حمير العلم والصياح بحرمة المكان والزمان والدماء التي أُريقت، فإنما ترقيع لما لا شرعية له، وصد عن الحق الذي هم عليه سلفية مل زمان، فهل تباكى أهل العلم من التابعين من أهل القرن الاول من أهل الخير المشهود لهم على من مات تحت منجنيق يزيد والحجّاج بالكيفية التي روج لها أهل العلم من مقربي الحكّام اليوم، فهل منجنيق التحالف الصليبي الصفوي العربي أقدس من منجنيق "الخوارج" ؟ ، وهل يجرؤ أهل العلم اليوم على تكفير يزيد والحجّاج ومقارنة إيمانهما و ظلمهما بإيمان وظلم حكّام اليوم ؟ ، فهل تجرّأ التابعون على طلب حلف روماني فارسي لصد هجمة يزيد والحجّاج ؟ ، وهل وصف التابعون من رمى بالمنجنيق المسلمين بالخارجية والمروق من الاسلام وكذا تكفيرهم وإلحاقهم بالملحدين ؟ ، وهل منجنيق الامس كمنجنيق اليوم ؟ ...


====================
كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 1 شوال 1437 الموافق ل 06/07/2016







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire