Rechercher dans ce blog

lundi 25 juillet 2016

#جديد_هام .... مقال بعنوان " الغرب ومصطلح الارهاب " .. بقلم نورالدين الجزائري




                                الغرب ومصطلح الارهاب



الارهاب ، ذلك المصطلح الذي يكرهه الساسة، ويخافه العامة، ويلجأ اليه ولأدواته من له مآرب وطموحات خاصة، ويجهل معناه ومحتواه كثير من الناس ناهيك عن النخبة، ترى الجميع لهم فهمهم بحسب توجهاتهم الفكرية والأيديولوجية، مصطلح حمّال لعدة معاني مختلفة، اختلاف الأشخاص والامكنة والأزمنة، سياسة تربطهم او عرف يمسكهم، فالسياسي له تعريفه الخاص لمعنى الارهاب، كما للعادي تصوره الخاص، وللدول والمجتمع الدولي كذلك فهماً عاماً فضفاضاً كذلك، وكلٍ بقدر الهيمنة والمصالح والنفوذ ومواقع البلد الاستراتيجي و الجيو- سياسي التوسعي، فبما أن لغة المصالح هي المهيمن الرئيس على الدول، فكل دولة لها مصالحها في تعريف الارهاب، فاستحداث منظومة اممية دولية تجمع دول العالم، وتشرف على سياسات الدول العضوية فيها ومنها رؤية احادية الطرف في تعريف ما اُتفِق عليه من المهيمن داخل هذه المنظمة وهم الاعضاء الدائموا العضوية، والذين يحكمون العالم بأفرعه السياسي والاقتصادي والعسكري.
فكلمة ارهاب بُعِثت بمفهومها الجديد وجرت على لسان ساسة العالم خاصة منذ احداث 11 سبتمبر 2001، مما اضطر صاحبة النفوذ العالمي الى الضغط في اتجاه واحد للتعريف بالإرهاب، وتوجيه أصابع الاتهام الى دول وجماعات معنية، والضغط على من تحت ردائها وقولتها الشهيرة : " الذي ليس معنا فهو ضدنا" ، فعرّف الارهاب بعدها على ما نحن عليه اليوم.
وقد غيِّبت أحداث من الانسانية المعاصرة عنوة يمكن قد تكون المساهمة وبدرجة كبيرة في تعريف مصطلح الارهاب، والحد من التلاعب بمفهومه ومدلولاته من طرف الكبار، فالحربين العالميتين الاول والثانية، واستعمار بريطانيا للهند، وفرنسا للمغرب العربي وخاصة الجزائر، وحرب أمريكا في الفيتنام، وعشرات الملايين من الأرواح التي زُهقت لتكريس ما عليه الغرب بزعامة أمريكا، تسلب لهم تعريفهم للإرهاب اليوم، وما ترتب على ذلك من قوانين أممية تحت الفصل السابع لمجلس الامن بشأن مكافحة الارهاب، والذي هو القرار 1373 المؤرخ في 28 سبتمبر من عام 2001م، بمعنى 3 أسابيع بعد أحداث سبتمبر المعلومة، فكان بعده احتلال أفغانستان والعراق، وقتل الملايين من البشر بحجة مكافحة الارهاب.
فما هو عليه التعريف للإرهاب اليوم، ليس إلا أجندات استعمارية جديدة، وسلاح افتراضي على من يريد الخروج من بيت الطاعة، تلويحاً تارة بسلاح العقوبات الاقتصادية، وتارة أخرى بالتدخلات المباشرة وبالوكالة، لإسقاط أنظمة أو جماعات مناوئة لسياسات المجتمع الدولي. فمصطلح الإرهاب اليوم له تعريف أممي خالصاً، وكثير منا لا يريد أن يعترف بذلك لأجندات شخصية أو جماعية، فكل من مسّ مصالح الغرب فهو إرهابي، وكل من اعترض على سياسة الغرب فهو إرهابي، وكل من استقامة على الطريقة الاخرى فهو إرهابي، وكل من لا يدين للغرب بالولاء فهو إرهابي، فسوط العقوبات جاهز، ورصاص الاغتيالات في أفواه البنادق جاهزة أيضا تكتم أصوات كل من نادى بسياسة أخرى.
فالمجتمع الدولي اليوم ومعه خاصة الأنظمة العربية والتي في خغرافيتها بُؤر الارهاب حسب مفهوم الامم المتحدة في تعريف احادي للإرهاب، فكل سلوك يباشره أفراد أو جماعات معينة لا تهدم توجهات الأنظمة الوظيفية والانظمة الموظفة فهي تُلبَس معطف الارهاب ولا كرامة، فأصبح لزاما على هذه الأنظمة محاربة من لا يستقيم على الطريقة الغربية في التعايش، فسُخّرت لذلك الندوات والمؤتمرات، دكاترة و أساتذة، مثقفين و إعلاميين، للتعريف بظاهرة الارهاب على فهم أمريكا والغرب عموماً، فَلَو جئنا بتعريف هيئة كبار العلماء في السعودية أو الأزهر الشريف أو منظمة المؤتمر والتعاون الاسلامي في تعريف مصطلح الارهاب لتبين أن تعريفهم وتعريف الامم المتحدة له لا  يُفرق بينهما، بل زاد من هو محسوب على الاسلام في عدم إرهاب الآمنين والمعاهدين في بلاد الاسلام والذين هم محاربون أو استشاريون عسكريون أو قانون لدى من يحكم بلاد الاسلام باسم الارهاب السلطوي، والذي هو إرهاب من نوع آخر سنفتح له آفاق في تعريفه في مقالة تخصه، فتعريف الهيئات الاسلامية للإرهاب يكون أدق لخدمة مفهومه الأبعد والذي يُراد له ان يعمم في بلاد الاسلام عامة وبلاد العرب خاصة حتى يُفرض علينا الفهم ومراد المصطلح.
وواقع الامر أن لكل تعريف دولي يمس التعاملات الملموسة أو الحسية له جوانبه القانونية، فالاقتصاد مثلا له جوانبه القانونية يتحكم فيه كمنظمة التجارة العالمية، تراقب اقتصادات العالم وخاصة اقتصادات الدول الوظيفية، منظمة تفرض شروط الكبار على الصغار، وتحت مراسيم مخيطة على المقاس تصب في مصالح الاقتصاد المهيمن على العالم، فالإرهاب أيضا له جانبه القانوني يتحكم فيه كمنظمة مكافحة الارهاب العالمية بفرعها القضائي المتمثل بمحكمة العدل الدولية، وبفروعه البوليسية التجسسية لـ CIA الامريكية و FSB الروسية وبعض الدوائر الأوروبية كالانتربول، تقبض وتحاكم فيه من تشاء وتغض البصر عمن تشاء، فعلى سبيل المثال لا الحصر، بوش وبلير مجرمان من الطراز الرفيع بعد هتلر، قتلا الملايين من المسلمين في أفغانستان والعراق فلا تكاد ترى لهم قضية أممية مرفوعة ضدهم، فبينما ميلوزوفيتش وكراديتش قتلا بضعة آلاف من المسلمين حُكم عليهم في لاهاي بالسجن، وكل ذلك لتفعيل هذه المحكمة وكورقة ضغط على صغار السياسة العالمية، فنجد اليوم الغرب يصول ويجول في المنطقة العربية يقتل ويدمر، وكل ذلك باسم مكافحة الإرهاب، وهذا تشريع أممي بالقتل في إطار قانوني دولي يحمي آليات الغرب في التدخل في بلاد الاسلام عامة.
فتعريف الارهاب اليوم هو ما تعارف عليه كبار مجلس الامن وخاصة امريكا وروسيا فقط، فجهود الامم المتحدة للتعريف بالإرهاب كان في عام 1937م من القرن الماضي وذلك على أثر اغتيال الملك ألكسندر الثالث ملك يوغسلافيا، وقبلها وزير خارجية فرنسا في مارسيليا عام 1934م، فتخلل هذا التعريف الحرب العالمية الثانية مما أدى إلى تأجيل التعارف عليه، وبعد ذلك بكثير حاولت منظمة الامم المتحدة في عام 1971م، 1972م، 1973م، 1979م إلى غاية التاريخ المذكور أعلاه التعريف بالإرهاب، وكانت دائما امريكا وروسيا وراء هذا التعطيل، فكان تعريف للإرهاب غير مراد الامم المتحدة، والتعريف الامريكي له بعد أحداث سبتمبر 2001م هو المعمول به إلى اليوم.
فالإرهاب إذاً كل ما لا يخدم مصالح دول القرار من أشخاص ومنظمات وجماعات وأنظمة، يتخلل من ذلك اصطدام مصالح الكبار في بلدان التبعية، وكل من يعارض سياسات فرض الأنظمة على الشعوب الرافضة لها والتي هي تخت الوصاية أو المنظومة الدولية، والرافض للنهب المنظم لخيرات تلك الشعوب يكون في عين الغرب ومن في فلكه ارهابيا يجب الحد من مفهومه واستئصال أفعاله فردا كان أو جماعات او حتى أنظمة.

السلام عليكم ..
=============================


كتبه : نورالدين الجزائري
20
شوال 1437م الموافق ل 25/07/2016







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire