Rechercher dans ce blog

vendredi 29 juillet 2016

مقال جديد بعنوان " السنة في العراق ... عبثية الرأي و كارثية المآل ... بقلم نورالدين الجزائري


السنّة في العراق
ـ عبثية الرأي وكارثية المآل  ـ



جاء في تفسير قول الله تعالى :" وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة "، أي  كما يجتمعون لحربكم إذا حاربوكم فاجتمعوا أنتم أيضا لهم إذا حاربتموهم، وقاتلوهم بنظير ما يفعلون، وأن قتالهم مستحق بشرطين: كونهم مشركين، وكونهم مقاتلين؛ فمتى زال أحد الوصفين لم يقاتلوا..
فما شدَّنا لكتابة هذه الأسطر إنّما لرد بعض هجوم عبثية الرأي والمشورة انصافاً لمن حقق شرط التوحيد والعبودية، فكما قال المدعي غفر الله له " إن اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم- ليس في العبادة والهيئة فقط، وإنّما في السياسة وبقية شؤون الحياة ايضا "، وهنا شهادة منه لهؤلاء من حيث المعاينة والمعاملة، وإنّهم أتباع للنبي -صلى الله عليه وسلم- في تطبيق السنّة القولية والفعلية، ومن غير ضغوط داخلية، أصحاب النّصوص وأمٌهات الكتب في تجسيد ما كان عليه سلف الأمّة، وقد غيّب عنهم هداه الله العقلانية والمنطقية واتهمهم بالاضطراب في السياسة الشرعية، وعاب على القوم عدم اتباع السنن في تحقيق المصلحة ودرء المفسدة، وحمّلهم ما آلت إليه الأوضاع في العراق، وبكى ويتباكى على الحجر والبنايات ورأى أنّهم سبب الخراب في كل محافظة، فهذا من البهتان والفرية ومن عين التعصب للحزبية وأحادية النظرة السياسية في النصيحة والرأي والنظر لذلك بعين الزلل والإقصائية، فليس كلامنا عن الخلفيات السياسية الوضعية بصبغة شرعية، ولا تشخيص الملام على شخص الناقد بعين الازدراء والسخرية، وإنّما على المسلم إنصاف الغير فما بالك بإنصاف من زرع في روع الامة ذروة سنام الاسلام، وفطّن الامة من مخدر الجزئيات والتنظيمات، ناهيك عن كنس أرض التوحيد عن براثن الجماد، جماد العلماء والمشيخة والجدران الأربعة ..
الأمّة في قبضة العدو داخلياً وخارجياً، والعدو هو أمريكا والغرب وروسيا مؤخراً، واتفق الجميع على عدم تطبيق شرع الله، وانّ كل من تسول له نفسه التفكير أو الخروج عن الاجماع المقرر لكل واحد من المنظومة الدولية فالتّهم جاهزة، والمشانق معلقة بعد الحصار والتجويع والشيطنة، فيا دكتور لك في صدّام حسين مثالا ومسألة، فقد عِبت على القوم التسرع في المرحلة، وشهّرت بهم في عدم الأخذ بالسُنّة في التحالفات وإبرام المعاهدات والاتفاقيات، وقلتَ أيضاً بالعلاقات والشَرَكات، فخلطت ما بين بداية الدعوة ونهايتها وأهملت أسباب المرحلات، فكيف لدكتور مثل حضرتكم الإتيان بهكذا تناقضات والله المستعان.
إنّ على المسلم العاقل قراءة السنن الإلهية والكونية في المجتمعات، وطبيعة المرحلة الزمنية وما تتخللها من ضعف وقوة ودلالات، فالعاقل اليوم يدري بأن من يريد الخروج من مخالب المجتمع الدولي فعليه المرور بأمريكا وأمريكا فقط، والكل يعلم ما تريده امريكا وما ترفضه، فعن أي تحالفات تتكلم، وعن أي بلدان تقصد ؟!، فمن يجرؤ الخروج عن أمريكا فأسطولها السادس في مياه البحرين من عقود، ناهيك عن القواعد العسكرية في المنطقة، ولا تنسى كلابهم الناهِشة اليوم من الرافضة والمليشيات، فعن أي حديبية تتكلم وعن أي أحزاب ؟!، فالكل تحت سطوتها من حلف الناتو وروسيا و ايران إلى حكّام المنطقة، وزد على ذلك فساد العشائر والأعيان في داخل البلد والدّار، والكل يُسَبِّح باسم نهجها ورؤيتها ويُكبّر برايات الدولار .
والجنون كل الجنون الذي يرى الخير في أمريكا ومن يدور في فلكها ومن هو تحت سطوتها، فأمريكا لا تريدك أن تعبد رَبّك إلا بمناهجها وبإرشاد من مؤسساتها، فعن أي تحالفات خارجية تريد من هؤلاء يا دكتور إن يتجهوا صوبها، والخيانة في دار عقر بلد الرشيد مستشرية، ولولاها لما خُرّبت وسقطت كما قلتَ: بهرز والعظيم والمقدادية وبلدروز إلى المحمودية واللطيفية وأبي غريب والتاجي، ومن سامراء والدور وبيجي إلى الكرمة والفلوجة والرمادي والخالدية.
لكن ألم يعقد هؤلاء معاهدات وتحالفات مع ابناء العشائر والأعيان منكم ومن خان ؟!، الرمادي والفلوجة ومن قبلهما تكريت لخير مثال، لكن كيف تقول بالتحالفات والعلاقات المشتركة والقوم فُرضت عليهم الحرب وخُرِّب عليهم المس بالعشائر فاسأل دول الجوار وما دسّوه من قلاقل وسموم وحتى في عشيرة الدليم !، فهم محاربون من القريب والجار والجار الجنب ومن جاء من بعيد فكيف منكم كلاما لا يستقيم وأنتم أصحاب الرؤية والتجربة فما أرى كل ذلك إلا لإضعاف الصف وبث روح الهزيمة والبعد عن اليقين ..
فالأسئلة مثيرة كاشفة وكثيرة، فكما قلت إن الشام هي الكاشفة والعراق الفاضحة، فقد فضحت أهل العراق وما يخرج منهم من عجائب، وأذكّر حضرتكم بما غاب عن رؤيتكم للسياسة الخارجية فيما يُحاك للأمة، فبعد هزيمة من تصفهم بالمجانين للامريكان في 2008م، اجتمعت رؤوس الكفر العالمية في مقر الناتو ببروكسل على حرب الأمّة "السُنّية" من امريكا ودوّل الناتو وروسيا وقد قُرّر على لسان أمينهم العام رسموسن في 4 ديسمبر 2010م ما يلي:" لقد اتفقنا على خطة عمل مشتركة لعام 2010، بما في ذلك استئناف التعاون العسكري مع روسيا، والبدء بالاستعراض المشترك للتحديات والتهديدات المعاصرة، وكذلك النظر في كيفية جعل عمل مجلس "روسيا – الناتو" أكثر فعالية" .
فالعدو و إن كانت خلافاتهم موجودة فقد اجتمعوا على قلب رجل واحد لما هو آت من تحديات، فتجربة المجتمع الدولي في أفغانستان والعراق جعل إبقاء العالم الاسلامي تحت سطوتهم و الشد على ذلك بقوة نواجذهم، ومحاربة كل تمرد بأبناء ذلك البلد أولا ولَك في الثورات المضادة في الربيع العربي مثالا، ثم إن استعصى الامر فالتدخل بقوات بلاد الحوار للتمرد ولَك في سورية وبلدك العراق بياناً، وهلّم جر من المخططات والمؤامرات ..
ومن الخطأ بمكان القول أن القوم لم يراعوا السياسة الشرعية في قتالهم للعالم، وهذا مما لا يقوله عاقل درس تاريخ الامة، فالأحزاب جمع حزب تحزبوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحبه الكرام، فاليهود والقبائل العربية تحزبت عليه وعلى دعوته فما كان من رسول الله إلا قتالهم كافة كما قاتلوه واجتمعوا عليه كافة، ولَك يا دكتور هدانا الله وإياك إلى الحق وسواء السبيل حنكة الفاروق عمر -رضي الله عنه- وقتاله في آن واحدٍ للفرس بقيادة سعد بن أبي وقّاص، وللروم بقيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنهما- فأين استدلالك بمقاتلة الكفار واحدا واحدا لمراعة المصلحة ودرء المفسدة.
إنّ هذه الحرب فُرضت على أبناء الأمّة وخاصة على فئة منهم خاصة والاسباب معروفة، لا ولاء إلا لله ورسوله والبراءة من أهل الشرك والنفاق قاطبة، فالعقيدة لا تركن غلى الظلمة ومن فعل ذلك يلقى آثاما لاحقا، ومن عرف أسّ التوحيد وحلاوته، فإنه لا يبالي بالمدن والبنايات إن تحطمت على راْسه، فقول العلامة إبن سحمان رحمه الله يغنيك فهمًا يا دكتور حيث قال :" ولئن اقتتلت البادية والحاضرة حتى يتفانوا، كان خيراً لهم من أن ينصّبوا طاغوتا يتحاكمون إليه .."، واسّ الامر الكفر بالطاغوت قبل الايمان بالله وهذه عقيدة لا يريد القوم المسآلة والمساومة عليها، فلذا تحزّب الجميع على قتال الفئة المؤمنة، وما قتالهم إياها الا تمحيص وليتّخذ منهم شهداء، وقول القوم بإمكانية الرجوع الى السحاري ليس من ضعف ولا من قلة قوة، ولكن بكثرة الخونة والاخونة والردّة العينية والطعن في الظهر بعد إعطاء ثمرة البيعة من العشائر والأعيان، وأصبحوا بذلك صحوات عونا للكفر على الايمان،  ونصيحة لمن أراد الطعن وهو في الفنادق إن يتقي الله في هؤلاء فقد أبلوا بلاء غير مطاق، وعلى من تجرأ عليهم أن يعمل بمقولة: " اقتلوا الدّب اولا ثم عليكم ببيع جلده في سوق النخاسة "، وما أكثر النّخاسين اليوم من بني جلدتنا، وما النصر إلا من عند الله، وكفى بهم نصرا لدينه ولعباده المستضعفين، والعاقبة للمتقين، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ..


==================================
كتبــــــه : نورالدين رداً على مقال للدكتور طه الدليمي " عبثية البدايات وكارثية النهايات"

24 شوال 1437هـ الموافق ل 29/07/2016 









Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire