Rechercher dans ce blog

mercredi 8 août 2018

مقال بعنوان " سبع عجاف و رمق المنظّرة الأخير " بقلم المدون نورالدين الجزائري



سبع عجاف ورمق المنظّرة الأخير ..

استوقفني خبر لأنصار القاعدة الجدد حرّاس الدين ولهيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني حيث روّجوا من مدّة أن الدولة الإسلامية تحالفت مع النصيرية لقتال الفصائل السورية وعلى رأسهم ما ذكرت، والعجب من هذا الإتّهام أنّ القوم سلكوا مسلك من يقول بالصنيعة ولم يثبتوا لهم لا صانعا ولا حِرَفيّا، وزادوا على هذه الخصومة ترويجات كثيرة عديدة وأخيرا منها إجلاء بعض مقاتلي الدولة بطائرات هليكوبتر من احد الولايات الأفغانية من طرف حكومة امريكا في كابل، والفجور في الخصومة احد امراض الزهايمر عند البعض وأخص بالذكر الفصيلين العدوين لبعضهما البعض والحبيبين في معادات من عرّا وكشف زيف جهادهما المبني على تقديم مصالح الدنيا على التمكين لدين الله، ولكن عندما كشف موقع الأسوشيتد برس من خلال قناة الجزيرة أن الرياض تعتبر أن جماعة الحوثي وإيران تشكلان تهديدا كبيرا للسعودية وامنها وعمقها الإستراتيجي، ولذا فإن السعوديين تبنوا سياسة إشراك مقاتلي القاعدة وتشكيل تحالف فعلي مع التنظيم في شبه الجزيرة العربية .. فما كان من القوم إلا الإنكار والنّياح على الخبر، وأنه كاذب وملفّق، ونسوا او تناسوا خير الجزيرة في ايصال صوت الناكث للبيعتين وتحسين صورته في الداخل والخارج، وحينها كان القوم في نزوة من الوصول للهدف من "جهادهم" للنصيرية وإيران، وأن طريق "الإعتدال" مطلب السوريين وجميع الفصائل في ردّ عادية العدو ورسالة تجميلية لأمريكا، حتى تبنّت تركيا رسالة امريكا في احتضان الجماعة بموافقة روسية أخرى، وحينها رمتني بدائها وانسلت ..
لم تشهد ساحة قتالٍ عملية بترٍ وليٍّ للنصوص في باب الجهاد وأحكامه اليوم كساحة الشام عموما وسورية خصوصا، ولم تسقط عمائما كنّا نحسبها شامخة، ولم تزل اقداما كنّا نظنّها ثقيلة إلّا بعد الذي حصل ويحصل اليوم في الشام والعراق وخرسان وليبيا في ظلّ تقلّب الفتوى والمصلحة المرادفة لها، فالقوم نالوا من أئمة الدعوة النجدية -رحمهم الله تعالى- في تبيين امر الطاغوت وجنده، ولمزوا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مفهوم المصلحة والمفسدة، وخالفوا المؤسس لقاعدتهم -تقبّله الله- في امر البيعة وراية القتال، وانزلوا نصوصا على غير فهم السلف والخلف العدول للنوازل، فزاغوا عن جادة الحقّ حتى ازاغ الله قلوبهم وجعلهم من جملة المستهزئين بالاصول في التوحيد والجهاد، وسلكوا طُرق المداخلة في رفع لواء الجرح عفوا التوحيد، وألزموا كل من يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا بما فهموه من تأصيل، وأما من خرج عن حزبهم فَهُم وفَهْم علماء السلاطين في كف واحد من ميزان العقيدة في إثبات خارجية الجماعات التي ليس عليهم سطوة ولا فكر او بما تهوى الأنفس والتوجّهات، فكفّارهم غير كفّار أئمة الدعوى او حتى عند مؤسس جماعتهم، فلا يرون في الروافض إلا الأعيان كفارا، وطواغيتهم غير المتعارف عليهم في أمّهات الكتب، حتى اصبح عندهم اردوغان من الأئمة وجب الدخول تحت سلطان مخابراته وجنده، وبلاعمتهم غير الذي حذّر منه جهابذة العلم فأصبح عندهم بلاعمة آل سعود ممن أدخِلوا السجن مؤخرا من حماة الدين والعقيدة، فانتكست المفاهيم ودُلّس على الأقاويل وأصبح المسلم البسيط في حيرة من أمره بعد أن اتَخذ هؤلاء كمرجعية لفهم الجهاد وأصوله، فإن دين الله نور ولا يمكن أن تُطمس معالمه واصوله من طرف من ثبت جهله في مناظرة حديثة بسيطة عن صحة حديث الخوارج كلاب النّار، فالعلم دين وقد آرانا الله والحمد لله جهل من كان سببا في إفشال تجربة شعب في بلد اسلامي معروف، وكان الحصاد معلوم وقد اشار إليه أحد اقرانه بأنه سبب المحنة والقتل والدمار الذي ألمّى بالقوم في التسعينات من القرن الماضي، والرجل لا يزال على ذلك المنوال والطريق حتى بيّنت حادثة الشام شؤوم جهله في النوازل، وعرّته سورية حتى ألبسته عمامة البلاعمة وشأنه اليوم انكى من الفوزان، فالأخير كان ولا يزال وفيا لمعتقده ولوليّ نعمته، والأول جعله الله في تقلّب من امره حتى ارانا فيه بيعة لطاغوت من طواغيت المسلمين المحاربين لدين الله وشرعه ولأوليائه، ورأينا تأصيلاته في الباب حتى اصبحنا نترحم على اقاويله السابقة، ولكن من بهن الله فما له من مكرم، فقد آذى جمعا كبيرا من اولياء الله امواتا وأحياء وما كان من الله إلا ان يضلّه عن علم حتى إذا أخذه لن يفلته وما ربّك بظلّام للعبيد ..
إنّها الشام الفاضحة الكاشفة، فقد كتبت من عامين أن لا يبق في سورية إلا راية واحدة تقاتل الجميع حتى يستسلموا لأمر الله ومراده، وستفول رايات الشرك الأخرى الى مزابل الغدر والخيانة لدين الله ورسوله وما كان عليه سلف الأمة من فهمٍ لذروة سنام الإسلام، فما كان دين البارحة فهو دين اليوم وغدا، والاصول لا تُبدّل ولا يُتلاعب بها وهي محفوظة عند اوليائه وخلوفهم الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فالتشنيعات على حاملي الراية النقيّة الصافية لا تزيد القوم إلّا ثباتا وموتة صادقة في سبيل الله ومراده، ومن غدر البارحة يغدر اليوم وغدا، فالقوم غير مؤتمنين على الأصول، ومن يرى خلاف رؤيتهم وتأصيلاتهم فهو من المتنطّعة والغال في دين الله وعلى أقل تقدير من المميّعة، ولكن شأنهم في مقولة المجدد -رحمه الله تعالى- حيث قال ان قلنا التوحيد قالوا نعم وإن قلنا القتال قالو إلاّ القتال، ومن جملة رفصهم للقتال راحوا يغيّرون الثوابت فيه حسب المصلحة والمنفعة زعمهم، ولكن من دقّق وبيّن وجد أن المصلحة المدندن حولها إنّما مصلحة الجماعة الضيّقة التي لا تقصيهم من الأنا والتصدّر والمرجعية في الصغيرة والكبيرة، وقد فوّت عليهم الصادقون ذلك عندما قالوا لهم اختاروا لنا إماما نتوافق عليه لنقاتل تحت رايته من اراد لدين الله طمسا او طقوسا، فأبى القوم إلّا أن نادوا في الدّيار ان احذروا كلاب النار جاؤوكم ليبدّلوا عنكم معتقد ودين آبائكم، فالقتال في سورية جعلهم كالثعابين يبدّلون جلودهم في كل موسم حصاد حسب صنم المصلحة والمنفعة، فلله الحمد والمنة على ان كشف هؤلاء للأمة فأصبحوا اليوم من المنبوذين، وشأنهم شأن بلاعمة التخدير من مرجئة وصوفية وطرقية وحزبية، لا همّ لهم إلّا الدولار والإعلام والشهرة في الآنام ..
إنّ الذي كشف هؤلاء هو مكر الله لعباده وما اصطفى من الصادقين، ففتنة الحي المتصدر للنوازل لا يُؤمن شرّها مادام متقلّب في كنف ونعمة الطاغوت ذكرا ومعيشة، فأصبح من يقاتل لتمكين دين الله على الأرض كلبا يُصرّح ويُشنّع به في المدائن، والذي يحمي حمى أمريكا في المنطقة وعلمانيتها المفروضة على المسلمين من خلال الحكومات الوظيفية من اولياء الله الصالحين ومن فقه النوازل، ففي كل مرة تقطف أمريكا الثمرة من جهاد المسلمين وتضحياتهم بسبب حصاد ألسنة بعض البلاعمة، واليوم أمريكا راضية عن قاعدة الجهاد في الجزيرة العربية من خلال تحالف السعودية معها، وأمريكا راضية بتحالف تركيا مع جماعة هتش في إدلب بمباركة منظّري القاعدة، وحاشا قاعدة الشيخ أسامة، وها هي أمريكا وحلفائها تكرر الكرّة مرة أخرى في قطف الثمار وبسبب من ..؟! .. إنّها السبع العجاف للمنظّرة الجهادية فلا ثمار ولا سقية للقوم بعد اليوم ..
السلام عليكم ..
=======================
كتبه: نورالدين الجزائري
بتاريخ 26 ذو القعدة 1493هـ الموافق ل 08/08/2018







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire