Rechercher dans ce blog

samedi 1 septembre 2018

مقال بعنوان " سلسلة الحرب على ادلب ـ الجزء الاول : اللعبة و التاريخ " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



  سلسلة الحرب على إدلب
الجزء الاول : اللعبة والتاريخ

قديما ومن كتب التأريخ والسِيّر، قرأنا، ودرسنا، وجالسنا المشايخ والدعاة وبعض العلماء -رحمهم الله- ومنهم من لا يزال حيّا يُرزق -حفظهم الله-، أنه جاء في أبواب المغازي والجهاد أنّها كانت حربا على الإسلام والمسلمين، شرك يقابله توحيد، كفر أمام إيمان، انسلاخ ضد عقيدة، وكان الدين كل الدين عدو الأمم التي عاصرت الصحابة والتابعين إلى التتار مرورا بالصلبيين، ولم يكن العرق أو الجنس العربي أو العجمي المسلم المؤمن همّ من ذكرنا، بل كان صراعا بين الباطل والحق، بين الاستعباد والحرية، بين الدعوة إلى الطواغيت والدعوة إلى الله الأحد الحق، ففي كل مرة كانت الغلبة للمسلمين وتارة للكافرين، فكان النصر يورث التواضع والهزيمة تسدد الانحراف، إلى أن جاءت الحملات الصليبية الأخيرة بعقيدة أخرى، عقيدة فرّق تسد، سياسة فصل الجنس العربي عن محيطه، سياسة الإنتصار للأقليات الكافرة على حساب الأكثرية المسلمة ومن ثمّة إدخال المعتقدات المنحرفة على الجموع، فآلت الأمور إلى ما نحن عليه اليوم من ضعف وتشرذم بالرغم من كثرة المسلمين، ولكن القليل من القليل من فهِم أصل الداء ويحاول اليوم استنهاض الأكثرية ولو برائحة الأشلاء والدماء ..
فأعداء الله اليوم أو ما يسمّون بالصليبين الجدد درسوا حال الأمة بدقّة عالية، من لب المعتقد إلى مخمص الكلمة، وممّا تكنّ الأنفس من ولجات إلى مكمن الغرائز والحاجات، نعم درسوا الأمة وفصلوا عنها دينها بدراسات واستراتيجيات متقنة، فصلوا الروح عن الجسد وتركوها جثة هامدة لا يعبأ لها حتى ضبّ من رائحتها، من شرك وكفر وانحراف في المعتقد إلى الضعف في المنتوج والمطلوب، عاهة في زمن العواهر من أمم المسخ الأخرى، نعم فصلوا عنها المعتقد لتصبح كما نرى اليوم من احتكار للمعتقد من طرف مؤسسات دولية كمجمع رند، وكارنيغي للإستراتيجيات، وهيئة كبار العملاء للتنويم والتعويم، والجزيرة للدراسات ولمزيد من خلط الشرك بالإيمان حتى يعتقد الفرد المسلم أن لا سبيل للنهوض إلّا بزبالات ونفايات إرجاء علماء الملوك والسلاطين، وفكر عزمي بشارة والشنقيطي وأمثالهم من العلمانيين إلى الىمنظّرة الإستخباراتية التي جنّنت الشباب وخلّتهم عراة الصدور لطائرات أمريكا والناتو وأخلافهم، فالمعركة اليوم أُفرِغ مضمونها الروحي، فلم يعد للغرب حاجة من أن يخاف الفرد المسلم روحا وجسدا كما كان عليه بالأمس، فالمسلم اليوم بلا روح ولم يتبق له إلا الجسد كعالة تجرّه الصراعات أينما رحل وارتحلت، ومفعول به في كل النزاعات وتصفية الحسابات من طرف الأمم القوية، فهو خائف يترقّب تخطّفه في كل حين ومرة، والعجب فوق كل ذلك أصبح ينتظر الموت من دون معرفة سبب قتله أو تهجيره أو نفيّه، فمعظم المسلمين اليوم أموات أحياء، ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
أيّها المسلمون، ما دهاكم وكيف تفكّرون، إنّ عدوّكم اليوم أمعن في تشتيت كياناتكم وتجمّعاتكم، فمن كان تحت حكم الطواغيت فأمرهم وحال السجون سواء، ومن كان تحت أجندات وصراعات دولية وإقليمية فهو في برزخ ينظر إلى جهنّم ولهيبها منتظرا حسابه قبل آوانه، فإن أعداء الله اليوم بعد أن أفرغوا المسلم من عقيدته هاهم اليوم يستعملونه في مخطّطاتهم وبسواعد رجال دين الأمة، فلا فرق بين رجال الكنائس ورجال الحضائر الإسلامية، فتنظيرات وفتاوى الجميع تخدم الضيّق من الواسع والارستقراطي من التافه، والقوي دون الضعيف، فالمسلم اليوم (السنّي) أصبح يخدم أجندات الصلبيين واليهود والمجوس والروافض، وما حال الساحة العراقية بالأمس وحال الساحة السورية اليوم لخير شهيد على ما آل إليه هذا الكائن السنّي من إحراق لوجوده بيده وسواعده، ففي كل صراع يكون هو الضحية ومجتمعه بغبائه وسذاجة تفكيره أمام مخطّطات على أرض بسيطة سهلة سدّها وإبعادها ومحاربتها ..
فالسذاجة طريقها الانتحار، والأحمق لا يستعمله إلا طمّاع، وقد صدّق المسلمون اليوم أعداءهم إذ يخدمون مخطّطاتهم وأجنداتهم بوعود واهية، وفي كل مرة يخرجون من الصراعات بأصفار وأسفار خاوية، فأمريكا البارحة في العراق تستنسخ تجربتها في سوريا، فبعد أن كان صدّام حسين العقبة أمام ديمقراطية وازدهار الشعب العراقي ومن ثمّة إزاحته فانظروا إلى عراق اليوم وكيف أصبح، وانظروا إلى أهل السنّة في بلد الرشيد أين محلّهم من مخططات الصلبيين والروافض، فبالأمس القريب وعند اندلاع ثورة السوريين كان لسان أمريكا والغرب ودول التبعية والطوق مجتمعين على رحيل بشار، وأنه جزء من المشكلة وليس الحل، والتعاطي مع قضية سوريا يكون بالحذر على غرار تسرّع أمريكا مع العراق، منطلقات ومعطيات خدّرت أبناء الامة بالانخراط في رؤى الغرب اتجاه قضيّتهم، فكانت خدعة مرة أخرى لتوطيد الثقة بالصليبين وفتح الإتصالات مع المناوئين لحكم بشار ومن ثمة اختراق الكلّ وغرس التبعية الإستخباراتية وترشيد العمل الإجتماعي وحصاره، حتى لا يخرج عن نطاق السيطرة ولا يتحوّل إلى إرهاب يعرقل المخططات ويستفق به من السذاجة والحمق المتكرر في كل مرة، فالمجتمع الدولي قسّم الأدوار والمهمّات، فأمريكا استثمرت في الأكراد والقاعدة، وقطر وتركيا استثمرتا في الشقّ الإنشقاقي لكل فصيل جهادي واحتضانه لضربه بالفصائل الأخرى، والإمارات والسعودية وبلدان الطوق الأخرى ساهمت بالأموال للحملات الجوية وبالمعلومة على الأرض، وبقي السنّي الساذج يدور حول الرحى يستنشق غبار المعارك مفعول به في المؤامرات يخوض الحروب خوض المخمور أمام زخّات الطبل في الأعراس والمناسبات، واليوم وعند انتهاء المهام سيُكنس كنس الجيف بالمجنزرات من رائحة عمالته، لسان حاله التحسّر على ما قدم وكثير من الويلات، وفي الأخير سيُطبّق عليه قانون الاستضعاف بالقهر والغلبة ومن زنزانة جماعية إلى أخرى انفرادية، يعض أنامله من هول ما غدر وما جنى بحق الدين والعقيدة ..
إنّ الغرب اليوم أتقن كيفية إدارة فن المناورة واللعب على عقول المسلمين، فبعد أن استعبد الأكثرية بالأقلية كانت اثنية أم عائلية، ها هو اليوم ينتقل إلى مخطط أكبر جرما وخبثا من سابقاته في الخديعة، فبعدما كانت سوريا أكثرية سنّية أصبح السنّة فيها أقلية من هول وكثرة اللاجئين السنيين خارج سوريا، ناهيك عن استقدام إثنيات أخرى من ايران ودول آسيا الوسطى تعمر ديار المسلمين، والأخطر من كل هذا تهجير ديمغرافي ممنهج حول عواصم القرار في بلد الصراعات، فما جرى في حزام دمشق وبغداد من تهجير قصري وتبديل ديمغرافي ذكي إنّما لإبعاد الخطر السنّي من دوائر المكر، ومن ساعد على ذلك هي الفصائل "السنية" والتي كان أوّل مهامها محاربة من يريد لها خير الدنيا والآخرة، فلا لوم إلّا على سياسة التغريب التي أصابت أبناء الأمّة والخيانة التي أوغلت فيها، فهل من رجوع وتوبة وإنابة، والالتفاف حول مشروع إعادة الروح لجسد أبناء الأمة وعزّ الإسلام والمسلمين وكتابة التاريخ من جديد .. !!
السلام عليكم ..
==================
كتبه: نور الدين الجزائري 
20
ذي الحجة 1439هـ الموافق ل 01/09/2018







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire