Rechercher dans ce blog

jeudi 18 octobre 2018

مقال بعنوان " فن الاختراق " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


فن الاختراق

إن ‏الغرب عمِد وبتوافق مع كل الأنظمة الوظيفية في المنطقة على خلق توتّرات سياسية لخدمة منصبه كشرطيّ على الجميع، هدف يبقيه سيّد المنطقة واستمرارية لحكمها، فالصراعات القائمة من هذا الهدف الإستراتيجي لإبقاء أمريكا كمحور لفض النزاعات والتحاكم إلى محاكمها الأممية في كل نازلة صغيرة وكبيرة. ولاشكّ أن أمريكا وروسيا تعلّمتا من تجربتهما السابقة إبّان الحرب الباردة الكثير والكثير في كيفية إدارة هذه الصراعات والتحكّم بمفاصلها وفصولها، فكم حرّكتا من دول ومنظّمات وفصائل مقاتلة خدمت تحت سياستهما لأجنداتهما، فاستنساخ تجربة الحرب الباردة في المنطقة اليوم بين ايران والسعودية من ‏تجربتهما للتحكّم في الجميع، واستنساخ تجربة فصائل أفغانية أمريكية وماركسية روسية في سوريا اليوم كما  كان أمرهما مع غرب آسيا وأمريكا الجنوبية من إدارة وفن سياسات الحرب الباردة، ومن الحمق أن تجد من ليس له باع على منبر داخلي كبير يريد أن يصارع القطبين بسياسة زعرانية ومن حكّ الحمير ..
‏ إن أمريكا وروسيا ومن ورائهما الحكومات الوظيفية قسّموا وبتوافق الجميع الفصائل السورية إلى معسكرين أمريكي وروسي، واسنَدَا إدارة الصراع إلى فرعين متناحرين عقديا في الظاهر وحضاريا في الباطن حتى يُحسنا قبضة الجميع من حكومات وفصائل مقاتلة على الأرض، فجلّ من على أرض سوريا مُتحكّم فيه وإن لم يكن يدري أو يعلم، فإطالة الحرب في سوريا مقصود ومن فن اتقان الصراعات وإخضاع الجميع في الأخير إلى سياسات معيّنة وإلى شبكة عنكبوتية لا يكاد ينفكّ منها أحد إلّا وانتُزع منه ما كان يطلبه في بداية الصراع، والقتل الممنهج للرافضين للهيمنة من هذا القبيل حتى لا يكون في الساحة إلّا من عُجِن وصُنِع على أيدي مخابراتهما وأفراخ مخابرات المنطقة والمنخرطين في الصراع، وما بروز ضفدع والجولاني والمحيسيني وأشباههم من جهة وآخرين من الحرّ من فن الاختراق الذي حصل عند انطلاق الصدام، فالغرب عمِد على بروز مثل هذه القيادات السياسية والعسكرية لإفراغ محتوى الصراع وفكرة الجهاد فأمريكا وروسيا نجحتا لحد الآن في كسب المعركة ومحاولة طيّ ملف الصراع القائم في بلد محوري وذو أهمية استراتيجية عالمية، وحارس للعلمانية والتوازنات في المنطقة، وإرجاعه إلى بيت الطاعة خدمة لتفوّقهما ونفوذهما، وحفاظا على قاعدتهما المتقدّمة اسرائيل من الزعزعة وخلط للأوراق وللصراع ..
لذا فيمكن القول أن المعركة في سوريا كسبها الغرب وبأيادي أبناء المسلمين، بسب الجهل بالعقيدة ، الجهل بباب الجهاد والمغازي ، الجهل بفهم ابجاديات السياسات الوضعية ، الجهل بالتوازنات ، الجهل بفن الصراعات ، الجهل بعقلية الأعداء في اذكاء الانشقاقات و الجهل بواقع الحال والمآل  .
السلام عليكم .. 
=============================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 09 سبتمبر 2018

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire