Rechercher dans ce blog

samedi 12 décembre 2020

مقال بعنوان " ما وراء تدخل تركيا في أذربجان " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


 

ما وراء تدخل تركيا في أذربيجان

 

 تركيا تتحدث بلغة المصالح اليوم، وتفكّر بعقلية التوسّع، فكل خطوة أصبحت لدى أنقرة مدروسة، فلا عاطفة قومية ولا أخوّة دينية ولا تقارب إثنيّ، فكل من يعتقد أن تركيا تنصر أو تنتصر لقضية فهو لم يفهم أسلوب تفكيرها ناهيك عن دراسة مشاريعها ورؤيتها الجيو-سياسية وما تريده من تدخّلاتها خارج حدودها وخاصة نحو بلدان الثروات المحيطة بها، فالبعض يطبّل كالأعمى في زفاف من دون أن يرى حقيقة العرس والمأدبة، ومن دون أن يعلم مهر العروس وقيمة الهدايا المعروضة على الوالي، فالتفكير السطحي أو ما يراد للقطيع أن يعلم من قصة الزفاف إلّا ما يراه النّاس أو المطبّلين من خلال فلم بوليدي سيّء الإخراج في نهاية المطاف، فذهاب تركيا لأذربيجان لم يكن لعيون باكو أو لإعادة أراض من أرمينيا كانت قد سُلِبت أيام الدعم اليوناني ليريفان، فاليوم يوم التموقع والتوسّع على حساب الضعيف ونهب خيراته باسم التدخَلات وعلى حساب فاتورة الحرب التي لابد أن تُدفع في إطار صفقة يكون من خلالها الدفع لمن سهّل دخول تركيا في صراع الجارين الغريمين وأي فاتورة إن لم يكن بحر قزوين الذي لطالما قال أردوغان بأن بلاده اكتشفت ثروات باطينية في "أراضيه" وكان كلامه وتلميحه إبان الصراع الذي كان قائما بين اذربيجان وأرمينيا.

 فتدخّل تركيا ومساعدة أردوغان لإلهام علييف كان بتوافق روسي وبمباركة بوتين وبتفاهمات أمريكية (إسرائلية) لإزاحة دول الإتحاد الأوروبي (فرنسا- ألمانيا-اليونان) وإبعادها عن التدخل في صراع أذربيجان وأرمينيا، ففي مصطلح المصالح فقد أُعطي الضوء الأخضر لاستغلال ثروات بحر قزوين والذي يُعد من أغنى المواقع والأماكن الغنية بالبترول والغاز في العالم، فروسيا وتركيا ومن ورائهما (أمريكا) ومن خلال طريق الحرير يريد البلدان استغلال ما في بطن بحر قزوين وتسويق ذلك للصين وبلدان أخرى كالهند، والحديث عن ما وراء تدخّل تركيا في أذربيجان طويل ولا يكاد ينتهي وأنّ أردوغان لا يهمّه الإنسان فلو كان كذلك لساعد السوريين في تثبيت ثورتهم ولكفّى عن الإتّجار في دمائهم وأعراضهم ومستقبلهم، فتركيا لا تخطو خطوة خارج حدودها إلّا بموافقة أمريكية إسرائيلية.

  

 

فمن ثمرة تدخَل أردوغان في غرفة إلهام علييف فإن إسرائيل توسّعت في أذربيجان وأنشأت قاعدة عسكرية على حدود البلد مع إيران، وكان ذلك شرطا من أمريكا لتركيا وروسيا حتى لا يؤجج ترمب المجتمع الدولي حول فرد من أفراد الناتو وقوة أخرى معادية له، فزواج الضدين جعل من أمريكا تتحكّم في نقاط الصراع حقيقة لحين خراج التدخّل وبدء بعملية العمل على ما تفاهم علية بارونات الصراعات حول ثروات الضعفاء، فانتصار أذربيجان كان بسلاح جوي إسرائيلي بحت، فلا بيرقدار ولا قدر شوارما من كان وراء الحسم العسكري على الأرض، بل بطائرات بدون طيار اسرائيلية من أجبرت أرمينيا على الانسحاب من أراضي كانت قد احتلتها من عشرات السنين، فكل المراقبين العسكريين الغربيين أدّوا وبيّنوا أن الدور الإسرائيلي العسكري كان له الثقل الأكبر في إنهاء الصراع. فخلاصة القول أن تركيا ما كانت لتتدخل في أذربيجان لولا الضوء الأخضر الأمريكي والروسي والإسرائيلي وتجنّب الظهور إلّا من خلال حرب بالوكالة، أدارتها تركيا وهلّل لها بعض من أعمى الله بصيرتهم قبل بصرهم، فتركيا اليوم أضحت ميليشيا دولية تتدخَل في بلدان الثروات، فالبارحة في ليبيا والآن في أذربيجان وغدا تفكر في انخراطها بكشمير لإصابة الهند بمباركة صينية روسية يُعطى لها من فتات التسويق انطلاقا من أنقرة إلى بيجين مرورا بطريق الحرير الموعود، فانتصار تركيا المزعوم في أذربيجان لم يكن بذلك النصر لذلك المسلم المظلوم بل لمصالحها القومية. 

والسلام عليكم

=================

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 27 ربيع الثاني 1442 هـ  الموافق لـ 12/12/2020

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire