Rechercher dans ce blog

mercredi 15 avril 2020

مقال بعنوان " السيف و الوباء " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



السيف والوباء


نسمع اليوم عند عساكر أهل الصليب من أمريكيين وفرنسيين وآخرين أنّه أصابهم فيروس كورونا وإن لم يختلطوا بمن ألمّ بهم الوباء، والأمر حيّر الأطباء وبعض الأخصائيين في مجال الأوبئة، فقد رأينا حادثة حاملة الطائرات الأمريكية يو اس اس ثيودور روزفلت وكيف أقالت رئاسة الأركان الأمريكية قبطان الحاملة لمخالفته الأوامر بإعلان ظهور الفيروس في طاقمه وأنّ كثيرا منهم مصاب وفي حالات حرجة من الوباء، الشيء الذي جعل من الجيش الأمريكي أمام العالم كباقي جيوش عالم الثالث من حيث عدم الجاهزية لمثل هكذا أمور وتصرفات، وأنّ من أصيب كان وكأنه منبوذ من طرف القيادة العليا للجيش الأمريكي، وزد على ذلك ما تعرضت له حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول وكيف اليوم وفي هذه اللحظات تمّ التأكد من إصابة 668 عسكريًا وهذا ١/٣ طاقم الحاملة المصاب، وقد حيّر أيضا هذا اللغز عدة أخصائيين وكيفية إصابة الطاقم بالفيروس وهو في أعماق المحيط، إذ أرست الحاملة اليوم في ميناء مدينة تولون الفرنسية جنوبًا وتم إسعاف الطاقم وكثيرا منهم في حالة حرجة.
و للعلم أن كل حاملات للطائرات كانت في مهمة قتالية، فالأمريكية لمراقبة الحدود الدولية مع الصين وتايوان والفرنسية في مهمة أخرى ضد الثقب الأسود في المتوسط قدوما من الخليج العربي فثمّة أنباء ومصدرها استخباراتي مفادها مراقبة ما إن كان مجاهدوا الثقب الأسود قد أصيبوا بفيروس كورونا، والعامل جارٍ على ساق من أي معلومة يمكن أن تصب في ما يريدون الوصول إليه وللتأكد أنّ الفيروس قادر على إصابة الجميع من دون استثناء، لكن ليعلم هؤلاء أنّ السيف لا يجتمع مع الوباء، وهذا بيِّن عند أهل العلم وقد قرر بعضهم ذلك في مصنّفاتهم وفي باب المغازي والجهاد، فقد أورد العلامة المناوي (في فيض القدير) كلاما في الباب إذ قال : " الوباء مرض عام وقد جرت العادة الإلهية أنه لا يجتمع مع القتال بالسيف في قطر واحد، فإن وقع الوباء في قطر لا يقع السيف معه وعكسه وهذا الكلام للعلامة المناوي والله يستحق أن يقف أمامه المسلم ويتأمله من حيث الصياغة والاستدلال، وعلى المؤمن إسقاطه على ما يجري اليوم، إذ أعلن الثقب الأسود موقفه من هذا الفيروس أو الوباء ولم يعلن من أن أحدا من مقاتليه مصاب، والبيانات أنزلت كل خميس ولم نسمع حادثة بخلاف ما يصيب أعداء الملة والدين، فالله حامي أهله وخاصّته من عباده الذين هم في الخنادق يحاربون أعدائه بالسيف، وكما أن الجهاد جند من جنود الله وهو أعلى المراتب لتحصيل المنفعة لا المفسدة، فإن الأوبئة أو الطواعين من جند الله أيضا يصيب بها من يشاء مسلما كان أو غير ذلك، ففي الحديث أوَ يُهلك وفينا الصالحون إلخ الحديث هذا والله أعلم في حالة السلم لا الجهاد في سبيل الله، إذ أنّ الله تكفّل بمن جاهد في سبيله لإعلاء كلمته أن لا يصيبه مثل هذه الأمراض والأوجاع وإلّا تعطل ذروة سنام الإسلام، فلكل شيء قدره ومقداره مما كتبه الله على عباده، فإن تقرير أهل العلم أن لا إصابات عند حمل السيف وأن الوباء أو الطاعون إذا حلّ في بلد ما فاعلم أنه خالٍ من الجهاد في سبيل الله، والعكس صحيح أنّ إذا كان الجهاد في بلد ما فاعلم أنّ لا وباء ولا طاعون في ذلك المحيط وهذا رحمة من ربّ العالمين على عباده الموحّدين وهذا من المعيّة الخالصة لأهل الخنادق...
 والله أعلم ...


===========
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ  شعبان 1441 هـ الموافق ل 15/04/2020







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire