Rechercher dans ce blog

mercredi 8 avril 2020

مقال بعنوان " العالم ما بعد كورونا " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري




العالم ما بعد كورونا




إن العالم الغربي وعلى رأسه أمريكا يدخل ركودًا اقتصاديًا عنيفًا ويصطدم بديونه التي لطالما أخفاها عن مواطنيه بحجة الاستثمار والتنويع الإقتصادي والوعود الإنتخابية الكاذبة. العالم الذي سيكون ليس هو العالم ما قبل كورونا، وإنّما الفيروس تغطية على فشل الغرب أمام ديونه الداخلية والخارجية ، فأمريكا تفقد خلال الأسبوعين الماضيين 10 ملايين وظيفة بين عشية وضحاها، وهذا الذي لم تشهده حتى في أزمة البنوك في 2007م، بل ألقت اللوم على الصين بعدم قولها الحقيقة فيما يخص الوباء لاحتوائه زعمه وذلك هربا للأمام، بل أوعز ترمب إلى بعض الحقوقيين كيفية رفع قضية دولية ضد الصين ومطالبتها بالتعويضات، والمدهش من ترمب وخرجاته الهوليودية أنه لام منظمة الصحة العالمية بعدم الشفافية في تعاملها مع فيروس كورونا في بلده خاصة والعالم عامة، والسبب أنّ المنظّمة أخرجت المستور من الوباء الذي أرادت إدارة ترمب التكتّم عليه أرقاما وما ستؤول إليه الأمور مستقبلًا حتى هددت المنظمة بالمقاطعة.
 لكن أرجع وأقول وأنا الآن أتكلّم أرقامًا وواقعا سيعيشه الغرب مستقبلا، وكيف لفيروس عمره أسابيع استطاع أن يفتّك باقتصادات دول كنا نحسبها كالجبال الراسيات علمًا وتنبؤًا وخبرة واستشرافا، فهل يمكن لفيروس أن يُدخل اقتصادات الرأسمالية بهذه السرعة في ركود يقال أنه الأسوأ منذ 1945م ..!؟ ، لستُ من أصحاب نظريات المؤامرة ومن يعرف كيف أكتب ينفي عن العبد الضعيف مثل هذا الإتهام، لكنني متابع لأحداث الغرب خاصة في سياساتهم واقتصادهم وكيف يفكرون الساسة وأصحاب الشأن عندهم، فالأوروبيون اليوم اقتنعوا أن حكوماتهم تكذب عليهم وأن استغلال جائحة كورونا إنّما للتغطية على الفشل في التعامل مع قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية وحتى ثقافية شائكة ومتراكمة، بل وصل الحدّ في بعض الدول الأوروبية وقبل ظهور الفيروس إلى ما شهدناه من دعاوى انفصال كالحال في اسبانيا والشمال الإيطالي وعند الفرنسيين الأصليين حتى، وكل ذلك من الخلل في التوازنات المالية من منطقة لأخرى داخل البلد الواحد ناهيك عن ما حصل ويحصل الآن داخل بيت الاتحاد الأوروبي وكيف أصبحت الدول الغنية لا تريد المساهمة في حل مشاكل وديون بلدان الأعضاء الفقيرة أو الهشة اقتصاديا، لكن أرجع وأقول أن الغرب وعلى رأسهم امريكا وبلدان الاتحاد الأوروبي الغنية أمام خيارات صعبة مستقبلا وكيفية حل المعضلات المالية (الديون الداخلية للحكومات) والفردية، وكيف سيكون التعامل مع الركود الإقتصادي الذي دخله الغرب من أعوام واُعلِن عنه أمام فيروس كورونا، فها هو العجوز كسينجر يخرج عن صمته محذّرا أن النظام العالمي القديم في خبر كان وأن الفيروس من سيسيطر على سياسات العالم مستقبلا ..
أقول وبالله التوفيق ما الذي سيكون عليه العالم مستقبلا:
~ سنشهد عن قريب انهار الرأسمالية التقليدية وعلى رأسها امريكا علنا ودخول البلد في صراع يميني متطرف.
~ سينهار الاتحاد الأوروبي وستنشق (انسحاب كبير) ألمانيا وفرنسا عنه.
~ ستنهار أوبك لعدم حاجة الغرب للبترول بسبب الركود الاقتصادي.
~ ستزداد المظاهرات حدّة في كل من امريكا وأوروبا للمطالبة بأحزاب يمينية تقود البلدان نحو العنصرية والفاشية يكون ضحيتها عدة جاليات مغتربة.
~ إيطاليا وإسبانيا واليونان والبرتغال وبعض بلدان اوروبا الشرقية سيعلنون إفلاسهم الجماعي مما سيؤدي إلى زيادة من الفوضى والإقطاعية والاغتيالات.
~ ستنكمش روسيا على نفسها وستنسحب من سوريا وبعض مناطق النفوذ لديها.
~ سيبرز نجم الصين لتكون القطب المتين مرحليا .. وأقول مرحليًا.
~ فوضى خلّاقة في جميع الدول العربية والإسلامية بدون استثناء بدءً ببلدان الشرق الأوسط والمغرب العربي.
~ سيزداد الثقب الأسود قوة بإلتحاق فئام الناس إليه.

يُــتــبــع ...
والسلام عليكم

================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 15شعبان 1441 هـ الموافق لـ 08/04/2020






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire