Rechercher dans ce blog

lundi 13 avril 2020

مقال بعنوان : " كورونا وكشف المستور "... بقلم المدون نورالدين الجزائري



كورونا وكشف المستور ..


ينبغي للمسلم المهتم بأمر إخوانه والأمر عقيدة أن يكون شغله الشاغل في كيفية ردّ الأذى عن أمّته وجماعته والأقربين من الأهل والإخوة في الدين، وأن يكون في طليعة الأحداث ومستجدات الأمور توعيةً ورصدا لصدّ الضرّ والسوء عن مجتمعه وبيئته التي يعيش فيها حتى يتسنى للجميع كيفية مواجهة المشاكل والمشاغل وإن كانت مؤقتة وعابرة وغير مستوطنة في المجتمعات، فالسنن تعلّمنا السبيل للتعامل والتصدي للمشاكل والكوارث عند نزولها، فجاءت الأحاديث بالمكوث في أراضي الطاعون مثلا لئلا لا تتأذى مجتمعات اسلامية أخرى حتى تقوم بالواجب نيابة عن البلد. والذي لا يعلّمه التاريخ ولا التجارب أيٍّ كانت وممن صدرت فهو من غير المهتمين بأمور النّاس (المسلمين)، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فهو ليس منهم صورة وحقيقة، فالأحداث تكشف منابع الناس جماعة وأفرادا، حاكما ومحكوما، فعند النظر والتأمل في بلداننا العربية تجد أن الحمار ممتطي سيّده وأنّ الحكم والأمر لغير أهله، ولا غرابة من هذه التبعية العمياء التي اكْتَوَت ولازالت المجتمعات الإسلامية في قِدرِها للساعة تتقلّب ضمن الطبخة التي أُدخِلت فيها وصُبّت عليها بهارات فاسدة من كل أنجس الأمم الأخرى حتى تكون ذيلا لها من حيث العطاء أو السمعة العلمية والثقافية وإخمادا لباب الدعوى.
فمع جائحة كورونا الكل اليوم يريد تصدّر المشهد العلمي والبحثي والتجاربِ في الغرب، من الصين إلى أمريكا مرورا بأوروبا، حيث البحوث تكاد تنافس بعضها البعض بشيء من التسابق المذهل لاكتشاف الدواء أو كيفية حل شفرة تركيبة الفيروس ومن خلالها الحد من انتشاره في المجتمعات.
 لكن في نفس الوقت والعين تدمع والقلب يكاد ان يتفطّر ما أصاب المسلمين في ديارهم من خمول وأؤكّد على كلمة خمول معنىً وسياقا، فلا يمكن التعويل على من يحكم ديارنا اليوم فهُم من فهِم العصر القبل الحجري سياسة وحكما، لكن العيب كل العيب على دراويش العلم والطبّ الذين ابتُلِينا بهم اليوم في مجتمعاتنا، ناهيك عن سحرة الإعلام العربي من المحيط إلى الخليج مرورا بالمتوسط وتغريدهم خارج سرب الخطورة التي يعيشها المسلمون اليوم من غير كورونا وكيفية توظيف القلم والشاشة لصالح الغرب وبعض المنظمات التابعة لمراكز الاستخبارات الدولية والمعشعشة داخل قصور من يحكمنا رأيا ومشورة، فما فيروس كورونا إلا قمّة الايسبرغ من حجم الفساد الذي في مجتمعاتنا العربية، فلا طريقة حكيمة اِتُّبِعت في إدارة الكوارث ولا سياسة رشيدة انتقت لتكون نبراس هدى تهتدي بها المجتمعات في مثل هذه الظروف الملمّة، فكم سمعنا من طرطور في بلداننا أنه نجح في علاج مرضى الكورونا، وكم من مشعوذ دعى الناس إلى طريقته المثلى في التعاطي مع الجائحة في ظل صمت رهيب من أطباء وأخصائيين في أمراض الأوبئة عامة، وزد على ذلك عمى وزارات الصحة التي على رأسها مرضى الزهايمر لا يكادون يفقهون منافع حقنة طبية، ولا معاهد مختصة جمعت طلبة ودكاترة وعلماء أوبئة على مستوى البلد الواحد وبعيدا عن اتصالات بمختصين في دول عربية أو اقليمية متجاذبة جغرافيا، فهل ما تَعلّمَه هؤلاء إلا للتباهي بالشهادات وفي الأخير لا يهمّه من المهنة إلا الراتب، فليعلم هؤلاء أنهم مسؤولون أمام الله وهم من زمرة الفساد السياسي جملة وتفصيلا ولا عذر لهم أمام ما تمر به الأمّة من تخلّف، فأسطوانة العراقيل معروفة، لكن ألا يُنظر لمثل هذه الحوادث بعين المسؤولية والشفافية وكتابة شهادة براءة من عبث الحكام والمسؤولين لإبرآء الذمة!، ألم يتعلّم هؤلاء الأطباء والمختصّين من أقرانهم في الغرب وكيف كان تعاملهم مع فيروس كورونا والحدّ من انتشاره قبل أن يُكشف عن لقاح له !، ما فائدة علم هؤلاء صراحة!
فإن حجم الكارثة فإن حجم الكارثة من جراء فيروس كورونا لهو درسُ سياسةٍ وحكمٍ ومسؤوليةٍ أمام الذات والآخرين، ولينظر العامّي فينا أنّ لا كمامات طبية ولا مواد تنظيفية لإزالة الأوبئة، ولا إرشادات من جامعات ومعاهد درست الإشكال، اللّهم تبعية للأمم الأخرى في التعاطي أمام مثل هذه الكوارث والتي ستظهر بين الحين والآخر،فهل سيظل أبناء الأمّة في ذيل الرّكب يأتمرون بمعاهد امريكا واوروبا وآسيا نظرية وتطبيقا!، على أطباء الأمّة أن يشمّروا على سواعدهم بعد الاتكال على الله وفرض سياسة علمية على من يحكمنا اليوم وإن أدى ذلك إلى الهلاك في سبيل أن يحيا المسلمون أحرارا من غير قيود الجهل وسياسة التبعية التي جعلت منا حمير تُمتطى.
السلام عليكم ...

===============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 20 من شعبان 1441 هـ الموافق ل 13/04/2020






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire