Rechercher dans ce blog

dimanche 7 juin 2020

مقال بعنوان " مآرب أردوغان وانتصارته في ليبيا " ... بقلم نورالدين الجزائري


مآرب أردوغان وانتصارته في ليبيا



لابد أن يُعلم أنّ سوريا أرض عقيدة وجسرعبور نحو الأقصى لتحريره من دون صعوبات، لذا لم يُسمح لها أن تُقام عليها راية نقية لتحرير الأمّة من براثن وخرافات ما يُسمّى دين السلام، فعكسها يمكن أن يُسمح لبقاع آخرى أن تكون فيها مناورات سياسية مدروسة يكون خراجها عند الغرب وليبيا انموذجا ، حيث باتت حافلة بالتجاذبات السياسية والعسكرية وأصبحت أرضَ مخبرٍ واختبار لكل من يخدم الغرب بولآء تام، بعد ان صارت بلدان العقيدة كبلاد الحرمين والشام تحت سيطرة أمريكا مباشرة ولا نزاع، والمغرب العربي وبعض بلدان إفريقية تحت سيطرة شركات النفط العالمية تتصدّرها شركات أوروبية منها توتال الفرنسية وشال البريطانية وآجيب الايطالية.
فما "انتصارات" السرّاج في ليبيا إلّا ذرًا من السَّراب ونفخًا في التراب وكان ذلك بعد دراسة جيوسياسية عميقة تخلّلتها فرز موالاة الطرفين لحفتر ولحكومة الوفاق وأيّ المشروعين جدير بخدمة شركات النفط العالمية وخاصة احتواء لحمة البنيان السياسي والإجتماعي الليبي والانحياز لحكومة منتخبة ومعترف بها.
فالغرب تعلّم الدروس على آراضي الأمة بخلق التوترات وإدخال الأطراف في حروب ثم عروض الولاء والبرآء للأقوى ومن ثمّة الدعم السياسي والعسكري والديبلوماسي بمراعاة قبول الطرف دوليا ودعمه إن كان منتخبا بطريقته، فالغرب أصبح ينأى بنفسه عمن هو ديكتاتوريا في سياساته الداخلية والخارجية حفظا لماء الوجه عند هبوب الرّياح لما لا تشتهيه السياسات، فالغرب (أمريكا) تعلّم من تجربة سوريا وأخذ الدروس السياسية، فسوريا اليوم خراب تام بعد أن دعمت أمريكا دكتاتوريا من خلف الكواليس وأبقت على جماعات مناوئة له تتحكّم فيها لفرض التوازنات وذلك لمآرب توترية تجعل من البلد جسرًا مكسورًا نحو إسرائيل، فعمق معاناة السوريين في الداخل والمخيّمات التهجيرية إقليميًا وفي قلب أوروبا جعل من الغرب يعيد حساباته في ليبيا لئلا تكون نفس التجربة بدعم حفتر المرفوض اجتماعيا والتي أحرقت أوراقه كعرّاب الثورات المضادة وخرّاب مجتمعات التوترات دويلة الإمارات ومن ورائها الداعم السعودية.
فالغرب لا يريد استمرار الصراع في ليبيا وقد حسم أمره بالوقوف ودعم حكومة السرّاج دوليا على غرار حفتر الحامل للجنسية الأمريكية والنسخة طبق الأصل لسياسات معمر القذافي، وما انتصارات أردوغان على أرض ليبيا إنّما ذلك إعلاميا ليس إلّا وإسكات صوت روسيا والامارات والسعودية من فرض أمر الواقع سياسيا ومرحليا، ولإعادة بعض التوازنات السياسية في بلد محوري أساسي ونقطة عبور للإرهاب الحقيقي الذي تشرف إطلالته وبقوة وعن قريب في هذا البلد خصيصا وأرض انطلاقة لعمليات ضخمة في دول الجوار المغاربية ومنها جسر عائم نحو أوروبا بدءًا بمالطا وإيطاليا.
أرجعُ وأقول أن ما يجري في ليبيا اليوم هو إعادة أمريكا وأوروبا لحساباتهما في ليبيا، وأن دعم حكومة منتخبة شعبية يعزّز الإستقرار نوعما ما من جماعة مرتزقة تديرها شركات قتالية عابرة للقارات ومن ورائها دول خراب في عقلية الإنسان العربي، ووجود أردوغان في ليبيا إنّما يجسّد وجود حلف الناتو على أرض عمر المختار ولتسهيل ضرب الثقب الأسود عند اكتمال الخطة سياسيا وعسكريا، ولا يكون ذلك إلا بحيادة أحد الطرفين في النزاع القائم والاستعداد لمواجهة عدوّ من مفهوم آخر لا يكِّل ولا يمل من محاولة فرض آجنداته السياسية والواقعية والذي أصبح له قبولا شعبيا واسعا خاصة في بلدان المغرب العربي، الشيء الذي سيتكاتف عليه الجميع لصده ومحاربته كما الشأن في سوريا، وما انتصار أردوغان الواهم إنما لفتح مطارات ليبيا لحلف الناتو في المستقبل القريب، وسنشهد دعاية قوية لحكومة السرّاج من سياسية وإعلام غربي لإعطاء وإضفاء شرعية غربية لتواجدها عسكريا لمحاربة الإرهاب، وعن طريق مجموعات لها خبرة في قتال الثقب الأسود.
والله أعلم ...

===================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 15 شوال 1441 هـ الموافق لـ 07/06/2020 





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire